استضافت قاعة الزمالك للفن، معرض “أضعت المفتاح” للفنانة سعاد مردم بك، بداية من أمس الأحد.
المعرض يضم ثلاثين عملًا فنيًا، حيث تؤكد الأعمال أنه لا سبيل لأن نترك أنفسنا لضياع الأمل، ثمة أمل كامن في تلك البراعم الصغيرة المستترة التي تقاوم للخروج على السطح، فربما كان ذلك العذراء مجرد خطوة لكساء جديد مفعم بالحياة، فهناك دائما أمل في الجذور التي تقودنا للامرئي، فالجذور المستترة هي الأهم ودونها لا تثبت الأغصان، وإذا ما تمكنا من الوصول للأعماق فربما نعثر على المفتاح يومًا ما.
وتقول الفنانة وضعنا المفاتيح أمام أسئلة، أمام أبواب موصدة وأخرى مفتوحة نطمئن بإغلاقها جيدًا وحين تضيع المفاتيح يصبح العجز رفيقا، تتراءى صعوبات العبور وتجاوز الحواجز ولهذا اخترت عنوان “أضعت المفتاح” لطرح عناوين وموضوعات تقودنا إلى ذواتنا للبحث عن إجابات وربما للبحث عن المفاتيح الضائعة وعن البوابات التي نحتاج للمرور عبرها بحثا عن السلام الداخلي والاستقرار.
إن ضياع المفتاح يعبر عن حال العالم اليوم الذي يقف أمام المجهول، دون قدرة على فهم مايحدث او تجاوزه حالة عبثية بامتياز فالجميع في حالة انتظار.
لهذا السبب نجد أبطال هذا المعرض عارفين في صمت مهيب، ولقد انتزعت الأبطال من كل سياق زمني أو مكاني ليقفوا أمام خلفيات لونية منتظرين الأمل المتجسد في العصافير التي تعتلي أكتافهم ويمسكون بها بين أيديهم أو حتى باقات الزهور والنباتات التي تستكين أيديهم أو تنبت من رؤوسهم.
وتضيف الفنانة ثمة دلالات لا نهائية للمفتاح وضياعه، وعلى الرغم من كونه رمزًا مجازيًا لا يظهر بصورته المباشرة في اللوحات، معبرًا عن ثنائية الأمل والأمل، فإن هناك مفردات أساسية استعنت بها للتعبير عن الفكرة، منها على سبيل المثال لوحة زهور عباد الشمس، والتي تتأرجح بين الازدهار والذبول بين الأصفر المفعم بالبهجة والأسود الذي غادرته الحياة، هكذا تخرج كثير من الأعمال بين الأمل المفقود واستدعائه، مثل لوحة شجرة الزيتون الضخمة التي تقف عارية من الأغصان بلا فروع وبلا زيتون لتتساءل أين ذهب السلام والحلم وأين هو الأمل؟
والفنانة سعاد مردم بك تقيم بين القاهرة وبيروت.
أقامت معارض فردية لأعمالها في دول عديدة مثل فرنسا وكندا وأمريكا وسوريا ولبنان ومصر والكويت إلى جانب مشاركتها في كثير من المعارض الجماعية حول العالم.
ويستمر المعرض حتى ١ فبراير.