بلغ تمثيل المرأة المصرية في مجلس النواب الجديد (2021-2026) بما يشمل المعينات من قبل رئيس الجمهورية ٢٨,٦ ℅ إذ اضيفت ١٥ امرأة معينة إلى ١٤٨ امرأة منتخبة .. ولاشك أن هذه النسبة هي أكبر تمثيل وصلت ‘ليه المرأة المصرية تحت القبة .
ففي مجلس النواب السابق بلغ إجمالي عدد النائبات به 89 امرأة منهن 14 امرأة معينة، بواقع 14.93% من إجمالي أعضاء المجلس .. وفيما سبق كانت النسب تتراوح النسبة ما بين ١.٧ ℅ ( في برلمان الإخوان) إلي ١٢℅ في آخر تشكيل قبل ثورة يناير ٢٠١١ .
لاشك أن التمثيل الحالي يرضي المهتمين بقضايا المراة والمجتمع ويتفق مع الدستور وإن كنا نعتبره بداية صحيحة لإنطلاقة أكبر .
ولاشك أن الإرادة السياسية لعبت دوراً كبيراً في وصول المراة المصرية لهذا التمثيل بعد أن خاضت معاركًا ضارية للوصول لذلك ، دون أن تجني ثمارًا تليق بما تبذله ولكنها لاشك مهدت وأعدت الطريق ونفضت غبار مفاهيم وثقافات مضادة لانطلاقها .
لن نقول مثلماً كنا قبلاً نردد بأنه علي المرأة أن تثبت فاعليتها و جدارتها وقدراتها البرلمانية لاننا نطلب ذلك من كل عضو فالبرلماني أصبح حاملاً لهموم الشعب وممثلاً له وساعيًا لأن يكون حارسًا لمصلحته ، وقد تعهد بذلك في القسم الدستوري … فالنائبة عند وصولها تحت القبة لا تنوب عن للمرأة وإنما تنوب عن الشعب رجالاً ونساء … ولكنها قد تعني تفاصيل وأبعاد اجتماعية وانسانية للقوانين ربما لا تشغل النائب زميلها.
تابعت باهتمام الجلسة الاجرائية للبرلمان التى أدي فيها النواب اليمين الدستورىة وانتخاب رئيس المجلس ووكيلي المجلس .
والحقيقة انتابتني مشاعر الفخر بالنائبات المصريات .. فالنظرة العامة لقاعة مجلس النواب بدت أقرب للصورة الطبيعية للشعب الذي يمثلونه .. فلم تعد تلك الوجوه الرجالي التي تشغل القاعة مع تناثر بعضًا من الوجوه النسائية هنا وهناك وكأنهن مجرد رموز!! فمجلس الشعب الذي يمثل الشعب لابد أن يكون شبه الشعب أو اقرب مايكون لشبهه وهذا ما تحقق في هذا المجلس.
لاحظت أن الاغلب الأعم من النائبات قويات الشخصية متمكنات وهذا ظهر جليا في نبرة وطريقة الوقوف الشامخ في أداء اليمين والإلقاء المعبر عن المضمون.
ولكنني أخذت عليهن أنهن لم يؤنثن صيغة القسم فكيف للمرأة أن تعبر عن نفسها وتقول 🙁 أقسم أن أكون مخلصًا )؟!!! وكم احترمت أن بعضًا من النائبات أنثن صيغة القسم ليعبرن صحيحًا عن أنفسهن.
علي قدر امتناني لوجود المرأة علي منصة الجلسة الإجرائية علي قدر تعجبي أن أيا من النائبات الموقرات لم يتقدمن للترشيح علي منصب رئيس المجلس .. مما دفعني للشعور بأن المراة احياناً لا تثق في قدرتها علي شغل أعلى منصب !!! حقًا انتخاب المستشار حنفي الجبالي عن جدارة .. ولكنني أخوض أعماق المراة في رؤيتها لذاتها … فواضح أن النائبات هبن رئاسة المجلس ولكنهن أقبلن علي الترشح لوكالة المجلس .. ولا يعنينا في ذلك أن الإنتخاب وقع علي نائبين فاضلين دون النائبات .. فإنها الديمقراطية بأدواتها .
نتوقع مجلس نواب عند حسن ظن الشعب الذي اختاره بنوابه ونائباته .