… فلم يستطع أحد في السماء ولا علي الأرض… أن يفتح السفر ولا أن ينظر إليه فصرت أنا أبكي كثيرا…
(رؤ5:1-5)
بالرغم من كل البركات التي اختصك بها رب المجد دون أحد سواك بما لا يقاس نجدك تبكي!! أنت الذي كنت تتكئ علي صدره وقت العشاء الرباني, أنت الذي كنت مرافقا له في بستان جثسيماني, أنت الذي تبعته حتي إلي الصليب, أنت الذي دعاك ابنا لأمه العذراء فتباركت بهذه الأم البتول في بيتك أيها التلميذ البتول, أنت الذي كنت مرافقا لسيدك ورأيت مجده متجليا علي جبل طابور.
وأخيرا أنت الذي رأيت في رؤياك ما لم يره أحد سواك بل اكتفيت أن تذكره لنا في آخر أسفار الكتاب المقدس ذلك الذي شرفت بأن يعرف برؤيا يوحنا اللاهوتي وبعد هذا كله تذكر عن نفسك …فصرت أنا أبكي كثيرا فلماذا؟!!
أنا في اعتقادي أنها غيرتك الروحية إذ لم تكن هذه هي المرة الأولي, فلعلني أذكر أنه حين رفضت مدينة السامرة أن تقبل الرب يسوع له كل المجد اشتعلت نار الغيرة المقدسة في داخلك حتي صرخت مع يعقوب أخيك: يارب أتريد أن تنزل نار لتحرق هذه المدينة؟. حقا يطلق عليكما ابني الرعد, وحينذاك انتهرك الرب قائلا: إنني لم آت لأهلك الناس بل لأخلص الناس.
وهنا أيضا إذ لم يوجد من هو مستحق أن يفتح السفر في البشرية كلها صرت تبكي, ولكن السماء لا تقف صامتة, فإذا بواحد من الشيوخ القسوس يجيبك: لا تبكي هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا أصل داود ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة.
امتدت حياة هذا القديس العظيم يوحنا الحبيب إلي ما بعد التسعين عاما انتهت بنياحته في الرابع من شهر طوبة, والأيقونة المنشورة تصوره مع شقيقه يعقوب يعلوها أسماهما بحروف عربية.
e.mail: [email protected]