لتكن مشيئتك, عبارة اعتدنا أن نختم بها مواقف كثيرة إذا ما أعيتنا الحيل واختفت الرؤية وزاد الضباب من حولنا فنرفع قلوبنا ونطلب مشيئة الله.
عشنا, كأسرة, تجربة انتقال الزوجة والأم إلي السماء بعد رحلة قاسية مع المرض امتدت لأسابيع.
صلينا بلجاجة وطلبنا صلوات الأباء والمحبين من أجل الشفاء وإذا بمشيئة الله تختم الرحلة بالسفر إلي الفردوس.
تألمنا وتمنينا وفي الآخر استسلمنا إيمانا بأن مشيئة الله هي الصالحة,فالله موجود ويسمع الأنات ويستجيب وفق إرادته.
وفي غمرة التجربة وجدت ضالتي في كتابمتوسط القطع يحمل عنوان كيف أتعرف علي مشيئة الله؟ إصدار دير السيدة العذراء- براموس.
يقول مؤلف الكتاب الراهب سارافيم البراموسي: المشيئة والنعمة ليستا ألغازا محيرة تصيب الإنسان بالتوتر والقلق ومجرد فهمنا لعمل النعمة في مشيئة الله كفيل بأن يسهل علينا أن نرصد مشيئة الله.
ويوضح.. لكن أين تكمن المشكلة؟ المشكلة هي أننا نجعل الله ضامنا لطلباتنا لا صانع لها.. نقول له عن دون وعي: نفذ يارب!
وبداية لن نتعرف علي مشيئة الله ونحن بعيدون عنه فلا بد أن نقترب منه, وبقدر الاقتراب من الله تكون معرفته.
ويتعمق أكثر.. وأنت في رحلة التعرف علي مشيئة الله تكلم معه ليس من أجل الذي تريده منه بل لأنك تريده هو, واصنع سلاما مع الناس فهو معيار علاقتك بالله.
إذن في محاولة التعرف علي مشيئة الله عليك بالتعرف علي الله, أولا وقبل كل شيء والإنصات لصوت الله داخلك وعدم تغليب صوت الذات علي صوت الله.
ومن النقاط المهمة يقول, في سياق البحث عن مشيئة الله يبرز التساؤل: لماذا يريد الله لنا الألم في كثير من الأحيان؟!
والإجابة هي أن الله لايريد لنا الألم. العالم والشيطان هما فقط من يريد أن لنا الألم, الله يسمح بالألم ولايريده.
ولأن الحياة والموت بيد الله, وجميع الأحياء مآلها إلي الموت, لذا فإن شعار أبناء الله هو أننا إن متنا فالموت هو ربح.
أيضا الموت ليس ألما أو ظلما أو قسوة فهو آت ويبقي التوقيت محكوما بالحكمة الإلهية التي لا سبيل إلي أن نفحصها أو ندركها.
ويختم وفي رحلة البحث عن مشيئة الله من المهم أن نفهم معني الخضوع لمشيئته, وهي تعني الثقة في محبته وأن نفعل ما في وسعنا ونترك النتائج في يد الله ونتحلي بالصبرانتهت فكرة الكتاب.
أدركت كم يجب أن نجعل الله صانعا لطلباتنا وفق مشيئته لا ضامنا لها.