حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ عام 2015 علي تقديم التهنئة بالعيد لجموع الشعب المسيحي باعتباره رئيسا لكل المصريين أيا كانت انتماءاتهم أو هوياتهم الدينية. وعلي مدار ستة أعوام لم يغب مرة عن قديم التهنئة, حتي هذا العام مع الإجراءات الاحترازية بمنع التجمعات والاحتفالات بسبب فيروس كورونا, حرص علي إلقاء تهنئته عبر الفيديو كونفرانس. عكست هذه التهنئات توجهات الرئيس وقدمت رسائل عديدة منها:
رسائل إصرار:
الإصرار علي تقديم التهنئة, وسط ارتفاع صيحات عدم جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم, زار الرئيس الكاتدرائية كأول رئيس يحضر قداس عيد الميلاد, كانت هذه الزيارة مفاجئة واستقبل جموع الشعب بترحاب شديد, وخلالها وجه الرئيس كلمة كانت مؤشرا لسياسة تعامل رشيد مع الموقف ضد كل أصوات متشددة.
رسائل المواطنة:
دائما ما أكد الرئيس في كلماته علي المواطنة فأكد أنه لا يوجد تفرقة مستخدما تعبير المصريين مينفعش حد يقول غير كلمة المصريين (2015) وخلال الزيارات أكد علي ضرورة احترام التنوع والأختلاف مؤكدا علي أنها إرادة إلهية ربنا خلقنا أشكالا وألوانا وديانات ولغات وعادات وتقاليد مختلفة, ولا أحد يستطيع جعل الناس كلهم شيئا واحدا (2017) وأشار إلي أن الدولة حريصة علي أن تقدم النموذج للشعب بغرس مفاهيم الاختلاف والتنوع في الشكل والفكر والعقيدة كسبيل أساسي للتقدم والتطور, وكحقيقة إلهية يجب احترامها وتقبلها في المجتمع الواحد (2021) البلد دي بلادنا كلنا وحدش ليه زيادة أو نقص. (2020) أي مواطن ينتمي لهذا البلد لا ينبغي أن تكون لهويته الدينية دور في تحديد أو تمييز ما له من حقوق وما عليه من واجبات. (2021).
رسائل الوحدة الوطنية
كما شدد علي ضرورة حماية وحفظ الوحدة الوطنية ونبذ الفتن مصر لن تسمح لأحد أن يؤثر علي وحدتها الوطنية. لا أحب لفظ فتنة طائفية لأننا واحد وهنفضل واحد (2018) أي محاولة فتنة أو الوقيعة نبعد عنها. (2020) كما أعلن عن مساهمته كأول المتبرعين في بناء الكنيسة والمسجد في العاصمة الإدارية (2016) مؤكدا وحدة شعب مصر ونسيجه الواحد لطالما كانت من أقدس ما يعتز به شعبها علي مر العصور, وهو ما يتعين التنبه له باستمرار, حيث كان اعتقاد أهل الشر علي الدوام أن النيل من مصر يبدأ بإصابتها في القلب, وهو وحدة شعبها. (2021).
رسائل محبة وسلام
تضمنت رسائل التهنئة تعبيرات تؤكد المحبة المتبادلة هنبني بلدنا مع بعض, وهنحب بعض كويس, وبجد (2015) هنعلم الناس المحبة والأمان والاستقرار (2017) وفي الافتتاح الجزئي للكاتدرائية أكد رسالة سلام ومحبة, بفضل الله بنقدم نموذج للمحبة والسلام بيننا وستخرج المحبة والسلام لتعم العالم كافة, عمر الشر والخراب والتدمير والقتل لا يمكن لهم هزيمة الخير والبناء والسلام والمحبة. المحبة والتسامح والتآخي بين الناس وبعضها (2018).
رسائل تصحيح
قدم الرئيس وعدا بترميم وإصلاح ما حرق من كنائس خلال عام 2013, وذلك خلال عام 2016 وبالفعل تم ما وعد به إن شاء الله السنة المقبلة لن تكون هناك كنيسة أو بيت من بيوتكم إلا وقد تم ترميمها. (2016) وقد حدث بل إن الأمر انعكس علي تحسن أوضاع تقنين الكنائس.
رسائل للعالم الخارجي
حيث أكدت رسائله أننا قادرون أن نعلم العالم الإنسانية والحضارة, ومن المهم أن ينظر العالم إلي هذا المشهد الذي يعكس وحدة المصريين الحقيقية, ونؤكد للعالم من هنا أننا جميعا مصريون فقط, وأشار هذا العام أن الكثير من المجتمعات الغربية تتطلع للاقتداء بالتاريخ الطويل والتراث العريق لمصر, والذي صبغه العيش المشترك وجسدت معالمه القيم الإنسانية السامية التي رسختها الأديان للتعايش السلمي وقبول الآخر. (2021).
وأمام هذه الرسائل القوية والخطوة العزيزة كانت الهتافات تتعالي بنحبك ياسيسي, وإيد واحدة, والرئيس يرد: وأنا كمان بحبكم, وطبعا إيد واحدة.