أفتتح مساء يوم السبت بجاليري بيكاسو بالزمالك، معرض “شوف الزهور واتعلم” للفنان الدكتور فريد فاضل.
المعرض يضم خمسون عملاً فنياً، حيث يمثل هذا المعرض علامة فارقة بالنسبة للفنان فريد فاضل، حيث يحتفل فيه بمرور نصف قرن على إقامة أول معرض فني له، وقد كان في قصر ثقافة قصر النيل عام١٩٧١.
وعن معرضه يقول الفنان فريد فاضل هي دعوة للتأمل، وما أسهل التأمل في الجمال، وهل هناك أجمل مما أبدعه الخالق، يكفي أن ترى ألوان الزهور وهي تتفتح الشمس الصباح وتنشر أريجها الفواح في أرجاء الحديقة بينما تتمايل أوراقها تحت ظلال الأشجار. ،ولكن على ما يبدو أن الورود تحمل بين طياتها دروسا في الحياة يتعلمها كل من يطلب العلم في الطبيعة.
ويقول الفنان فريد فاضل يرجع شغفي بالورود إلى بداياتي الفنية، حيث رسمتها كثيراً في القرن الماضي واحتفيت بها بشكل خاص في معرض كرسته لها بعنوان آخر زهور القرن منذ عشرون عاماً، ولا شك هذا الرصيد الفني قد شجعني لخوض التجربة من منظور آخر تفتح فيه الزهور باباً جديداً أمام فلسفة الجمال بأبعاد اجتماعية وإنسانية في مفاهيم رمزية تتوارثها الشعوب بالإضافة إلى عقد صداقة متجددة مع هذه الكائنات الرقيقة الحية ذات العمر القصير. وأضاف الفنان قبل أن تنضج تجربة الزهور رسمت نجمات الزمن الجميل وسط الطبيعة الخلابة وخلفها منظر من بيبلوس بلبنان ثم تلتها رسم كوكب الشرق أم كلثوم وأنا أنصت لصوتها يصدح بأغنية شوف الزهور واتعلم، ثم رسمت سعاد حسني ونادية لطفي ولوحة لملكة جمال المكسيك عام ١٩٣١ وخلفها حديقة منزل سفير المكسيك بالمعادي فعلى ما يبدو أن الفن لا يعترف بحدود الزمان والمكان.
ويسأل الفنان فريد فاضل، ماذا تعلمنا الزهور؟ هي عشق التناسق والرقة وتناغم الألوان وجمال الخالق في خليقته، تكتمل روعة الزهور بزيارتها في مكانها الطبيعي في الهواء الطلق، في الحدائق والمتنزهات وبين الحقول والمشاتل والصوب الخضراء.
هنا يتذكر الفنان فريد فاضل رحلته إلى حديقة الفنان الانطباعي مونيه ببلدة جيفرني بالقرب من باريس، حيث أقدم الفنان فريد فاضل على صياغة لوحة جديدة عن بركة زنابق الماء الشهيرة بألوان الصباح المشرقة، نحتفل معها بملحمة لونية نكاد نستمع إلى انغامها الشجية.
وعن لوحة التلميذ التائب حيث يعبر عن حالة روحية خاصة غير مرئية ولكنها حقيقية، واشترك معنا بيانكو، يمامتي البيضاء المفضلة، وأحسست انني ارسم بالضوء وليس باللون، وأيضا رسمت صديقي واصف ونفس الضوء يربت على راحة يده وهو يتقبل غفران الله ودمعة وحيدة مترقرقة على خده الأيسر.
والفنان فريد فاضل ولد عام ١٩٥٨ بمحافظة أسيوط. التحق بمعهد الكونسيرفتوار عام ١٩٦٥ وتتلمذ على يد ادولف منشة ليعرف الكمان بالإضافة إلى آلة البيانو والغناء . حصل على بكالوريوس كلية الطب وجراحة العيون جامعة القاهرة عام ١٩٨٧، حصل على دكتوراه بعنوان الكيمياء المناعية لرقعة القرنية المرفوضة من جامعة القاهرة عام ١٩٩٨. حصل على الميدالية الذهبية للبابا بولس السادس في مسابقة الفاتيكان للكتاب المقدس عام ١٩٧٣. حصل على الجائزة الأولى في التصوير في مسابقة الطبيب الفنان بولاية أوهايو بأمريكا عام ١٩٩٧.
ويستمر المعرض حتى ١٠ فبراير.