إن من تعرض لتجربة الإصابة بكورونا، سيكتشف إنها تجربة بحنان عظيم من الله، يظهر فيها عظمة عمله مع أولاده فى أمور كثيرة.
ففى تجربة كورونا، عليك أن ترى، تلاحظ وتستمتع بعظمة تدابير الله ضابط الكل ورحمته فى عمله وإهتمامه بأصغر الإهتمامات أكثر من إهتمام الشخص نفسه بها.
ونعمة ربنا الفائقة التى تسد كل الإحتياجات فى أنسب وقت؛ وكثيرون ممن إجتازوا تجربة كورونا عاشوا هذه الحقيقة؛ وتمتعوا بشفاعة السيدة العذراء مريم وشفاعات الطغمات السمائية وصلوات القديسين وشعروا بها حقيقةً.
فى إحساس وصلوات الناس لأجل بعضهم البعض ورفع القداسات من أجل المرضى.
بالتسليم لربنا والصلاة من أجل بعض ومن أجل الآخرين وخاصة المرضى والمحتاجين وكل من هم فى شدة؛ ليس من نعرفهم فقط، بل وفى كل العالم أيضاً.
وإن كان الله سمح بفراق بعض الأحباء، نحن نؤمن أنهم وصلوا إلى الفردوس؛ ومن المؤكد أن الله سيعزى أسرهم وعائلاتهم عزاءً خاصً؛ ونصلى جميعاً لأجلهم: كى يعطيهم الله عزاءً حقيقياً مع الصبر وسلامه الذى يفوق كل عقل.
وكما سمعنا من الكثير من الآباء الكهنة أن هذا الوبأ كان سبب فى توبة ورجوع الكثيرين.
وكانت فرصة لإكتشاف محبة ورعاية الكنيسة لأولادها.
كما كانت فرصة لظهور المحبة فى ترابط الأهل، الأصدقاء، الجيران، الأقارب والزملاء؛ فى السؤال على بعض وتقديم المساعدات لبعضهم البعض.
بل ومحبة الله ملأت قلوب الأسر؛ فجعلت كل أسرة قلب واحد وفكر واحد، بنعمته.
“لأن الكتاب يقول: «كل من يؤمن به لا يخزى»(رو ١٠: ١١)؛ إذا تضرع ودعى الله، إستجاب لصلواته، حسب إرادته الصالحة.
وظهر الشكر فى حياة كل شخص وأسرته جميعاً بشكل واضح جداً.
“فإن من تألم بالجسد، كُفَّ عن الخطية”(١بط ٤: ١)؛ فهناك خطايا كانت متعبة للإنسان؛ وبهذه التجربة بحنان عظيم رفع الله مستوى روحيات الإنسان عن مستوى الخطية؛ لأنه “إن كنا نتألم معه، لكى نتمجد أيضاً معه”(رو ٨: ١٧)؛ فكان الله يعطى توبة، مجداً ونعمة للإنسان فى الإرتفاع عن مستوى الخطية بآلام هذه التجربة بحنان عظيم.
غير أنه معروف أن الجو البارد يزيد نشاط ڤيروس كورونا وإنتشاره؛ فلك أن تلاحظ أن الطقس فى ديسمبر (كيهك) يكون دافئ والشمس ظاهرة بحرارة واضحة ولا يوجد برد ولا مطر؛ مما يتيح الفرصة لتهوية منازل المصابين بكورونا لتعقيمها أثناء عزلهم فى منازلهم؛ هذا تدبير إلهى عجيب جميل ورحمة كبيرة من ربنا بالمرضى؛ لأنهم بالطبع محتاجين الجو الدافى لشفائهم.
ومهما كانت الأيام صعبة، فإن إدراكنا لوجود الله معنا هو الذى يعطى السلام والفرح؛ كما يقول المزمور الخامس عشر فى صلاة باكر: “تملأنى فرحاً مع وجهك.
البهجة فى يمينك إلى الإنقضاء”هللويا.