خلق الله الإنسان علي صورته ومثاله في البر والقداسة, ولكن ـ بغواية الشيطان ـ أخطأ آدم, وحواء بمخالفتهما للوصية الإلهية, وكان الموت الأبدي هو العقاب وحيث أن الخطية لا نهايته لأنها موجهة لله اللانهائي فكان لابد لاستيفاء العدل الإلهي أن يحل افتوم الكلمة أي عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل (يسوع المسيح).
وله الكلمة المتجسد من العذراء, وكما جاء ببشارة متي الرسول (مت: 1ـ23) هوذا العذراء تجعل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا وكما جاء بنبوة إشعياء النبي: هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي. وضعف, روحي عليه فيخرج الحل للأمم. لا يصيح ولا يوقع ولا يسمع في الشارع صوته: قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ. إلي الأمان يخرج الحق. لاكل ولا ينكسر حتي يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته (1أش 42:1ـ4). وكما جاء ملئ الزمان أرسل الله ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية لذلك حققت الملائكة انشودة الحب والسلام قائلة.
المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة.
وكما هتفت الملائكة ظهر أيضا النجم الفريد من نوعه, والذي قاد المجوس ـ المتخصصين في علم الفلك ـ تقودهم إلي ملك السموات والأرض وليقودنا أيضا إلي معرفة المسيح المولود لأجل خلاصنا من الخطايا والآثام, وكما سار هذا النجم من خلفه المجوس نحو العدف مولود المثود هكذا نسير نحن بلا تردد نحو هدف آمن ليقودنا بنور الروح إلي موكب النصرة كل حين.