لقاح كورونا به روبوتات خفية! لقاح كورونا يسلب الإنسان بياناته وذكرياته وسيطرته علي نفسه! لقاح كورونا مصمم للخلاص من 80% من سكان العالم لتخفيف العبء عن الأرض! جميعها شائعات تتردد في أنحاء العالم, عبر مقاطع مرئية لبعض ممن استندوا لنظرية المؤامرة التي لا تموت أبدا, لأنها في كل زمان ومكان تجد من يغذيها سواء كان ذلك عن عمد مغرض أو جهل مطبق. وكنت أتصور أن الناس سوف ينشغلون بالآثار الجانبية للقاح ورود فعل الأجساد التي تعاني من أنواع مختلفة من الحساسية مثلا, أو مدد ظهور الآثار الجانبية الطبيعية في اللقاحات المشابهة مقارنة بالمدة التي استغرقها إنتاج لقاح كورونا, لكن للأسف تركوا كل هذه الأسئلة المنطقية ليذهبوا إلي اللامنطقي من شائعات ليس لها أساس من الصحة, لكن للأسف البعض يرددها من البسطاء والمثقفين علي حد سواء. ويتداولون علي مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن احتواء لقاحات كورونا المعلن عنها, علي روبوتات ـ عقول آلية ـ متناهية الصغر تسجل بيانات جسم الإنسان. من أجل السيطرة علي البشر ومراقبة تحركاتهم!
ورغم نفي العلماء لوجود أية تكنولوجيا تتيح إدخال جسيمات لما ذكر, إلي جسم الإنسان من خلال اللقاحات. إلا أن البعض في حالة إنكار عظيمة, بل ويروج أن اللقاحات بها روبوتات صغيرة تسلب البيانات الحيوية للإنسان وترسلها لشبكات تخزين المعلومات, وأن مؤسسة بيل جيتس ستأخذ هذه البيانات!, لذلك نحاول تفنيد تلك الادعاءات الخطيرة التي من شأنها تخويف الناس من اللقاحات دون الإسناد لأسس علمية صحيحة.
أولا: بالرغم مما تم الإعلان عنه في وقت سابق من عام 2020 وكتبنا عنه, عن شريحة إيلون ماسك التي ستحسن وظائف الدماغ وتمسح الذكريات وتلغي الشعور بالألم, إلا أن الوضع مغاير تماما, لأنك تلك الشريحة لاتزال قيد الحصول علي التصريحات وحجمها كبير فلا يمكن الزج بها في سائل اللقاح الذي يتم حقنه في العضل, وليس تثبيته في الدماغ, والتصريح باستخدامها مرهون بموافقات أمنية أمريكية, ولا يتم الاستخدام والتطبيق علي البشر إلا بموافقات ممن يريد زراعتها وتكلفتها باهظة جدا.
ثانيا: ثبت خطأ تلك الادعاءات, فطبقا لماكميلان أستاذ الأمراض المعدية في جامعة جريفيث الذي يقول إنه لا وجود حتي الآن لتقنية من هذا النوع يمكن من خلالها إدخال روبوتات إلي الجزيئات النانوية في اللقاح. إذ أن الجسيمات النانوية هي جسيمات مجهرية قياسها أقل من 100 نانومتر. ويقاس النانو بأجزاء من المليار من المتر.
ثالثا: حينما حدث تفشي سارس 1 تم تطوير مبادئ التطعيم ضد الفيروس في عام 2002, ولكن بعد ذلك لم يكن التطعيم ضروريا, واختفي الفيروس التاجي من البشر, فلو كانت هناك مؤامرة فلماذا لم تنفذ آنذاك, وإذا كانت هناك مؤامرة فلماذا لم تنفذ عبر أوبئة أخري منتشرة بقوة في بلاد ممتلئة بالثروات الطبيعية مثل دول أفريقيا التي تعاني من مجاعات وحروب طاحنة كانت أولي بالسيطرة خلال تطعيمات الكوليرا وشلل الأطفال والالتهاب السحائي مثلا.
رابعا: يوجد لقاح روسي ولقاح صيني وغيرها من اللقاحات التي ستظهر تباعا من قبل أقطاب سياسية متناحرة في العالم فكيف تتفق تلك الأقطاب, علي مبدأ واحد هو السيطرة علي البشر عبر جسيمات يتم ضخها في اللقاح, فلحساب من ستكون السيطرة؟ هذا لا يعقل ابدا.
خامسا: فتش عن الدافع, فالادعاءات السابقة يتم الترويج لها استنادا لدافع السيطرة ومراقبة البشر, ونسب ذلك لبيل جيتس, وهذا أمر غير منطقي فالكل الآن مراقب برضاه سواء عبر نشاطه الفيس بوكي, أو آية أنشطة افتراضية أخري, فشركة جوجل ترسل لكل صاحب بريد مسجل لديها خطواته ومشاويره وعناوينه التي زارها علي مدار الشهر, وخرائط تفصيلية بتحركاته, بل وصل الأمر لأبعد من ذلك في زمن التكنولوجيا وهو حساب دقات القلب والأنفاس وخطوات المشي وصعود السلم, فماذا يتبقي حتي يحاول أي طرف معرفته؟ وما الداعي لفعل ذلك قسرا للبشر؟!
ولا يقتصر الأمر علي مروجي موضوع اللقاح بل أن البعض يهون من خطورة الإصابة بالفيروس, أو يتعامل مع الوضع علي أنه مؤامرة في إنكار لوجود الجائحة من الأساس, وكلما ذكرتهم بأعداد موتي كورونا يذكرونك بموتي الإنفلونزا, أولئك لا أمل فيهم فلا تلتفت إليهم سوف يعلمون حينما يصابون.