لا أحد منا معفي من ضغوط الحياة: التزامات في العمل، ومطالب لا تنتهي في البيت.. مصادر مادية محدودة.. مصاريف الدروس الخصوصية.. جهد بدني يقل مع التقدم في العمر، وتحديات صحية غير متوقعة.. مشاكل مع الجيران أو الأصدقاء، وزحام في الشارع والمواصلات.. أضف إلى كل هذا ضغوط ومخاوف وتحديات ڤيروس كورونا طوال عام مضى! تتعددالأسباب والنتيجة واحدة: الشعور بالإحباط الذي يصل إلى حداليأس أحيانًا!.
بالطبع، لا يوجد حل سحري يعفينا من مواجهة الضغوط؛ فلا بد من السعي باجتهاد لنَعبر من مرحلة لأخرى حتى نصل إلى الوقت الذي فيه تصبح الذكريات المصدر الذي منه نستلهم مجددًا شجاعة تعيننا أن نُكمل سعينا لبقية أيام غربتنا.. «يا رب من جيل إلى جيل كنت معينًا لنا… سنوات حياتنا سبعون سنة أو ثمانون إذا كنا أقوياء، أفخرها تعب وبَليَّة، وتمر سريعًا مرور الطير… علِّمنا أن أيامنا معدودة؛ فتدخل إلى قلوبناالحكمة» (كلمات من مزمور ٩٠). مرات ومرات جالَست كاتبهذه الصلاة الرائعة، موسى رجل الله، وفي كل مرة كان حديثه يُغير من توجهاتي وموقفي من ظروف الحياة! فالحوار معهيشجعني أن أنظر للوراء؛ فيدهشني مقدار ما أُنجز بمعونة الله. كما يُجيب بحكمته على التساؤل: هل حقًا أفخر سنوات العمرهي مواسم التعب والكفاح؟ وكيف نَقبل حقيقة أن أكثر أيامنازهوة هي ألم وبلية؟ إجابته قصيرة ومذهلة.. ”نعم.. بالتعب والبليةينجز الله بنعمته قصده لحياتنا، وبينما يشملنا برحمته نفرحعوضًا عن أيام عنائنا، ويظهر فضله لأبنائنا، ويحفظ لنا عملأيدينا!“
لكن إن كانت أيامنا معدودة، ولا ينقصها