أهنئكم أيها الأحباء، وأهنئ جميع الكنائس بمصر وبالمهجر، بهذا العيد، وأتقدم بالأصالة عن نفسي وباسم المجمع المقدس، وباسم كل الشعب القبطي، بكل الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي عودنا أن يحضر معنا قداس الميلاد منذ عام ٢٠١٥، ولكن بمشاعره الطيبة بسبب جائحة كورونا تحدث معنا سيادته عبر الفيديو كونفرانس ليهنئنا بالعيد، كما اتصل وهنئنا بالعيد قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وغبطة البطريرك بشارة الراعي بطريرك الموارنة الكاثوليك، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وشكر قداسة البابا تواضروس، بالأسماء، كل رؤساء الدول ورجال القوات المسلحة والداخلية والوزراء، والهيئات القضائية، والقيادات، والشخصيات السياسية، والتنفيذية، والشعبية، ولفيف من السفراء، لتهنئتهم بالعيد.
وتحدث قداسة البابا في رسالة العيد عن دخول الفرح إلى العالم، كان العالم قبل المسيح عالما بدون فرح، ينقصه الكثير، واحتاج الإنسان أن يكون فرحا، والإنسان ليشعر بانسانيته عليه كان يشعر بالفرح، وجاء الميلاد لرفهية كل انسان، الله خلقنا لرسالة ولعمل، والانسان الذي لا يشعر بانسانيته يفقد الكثير، يأتي الفرح من حياة أمنا العذراء مريم، عندما نشاهد لقاءها مع اليصابات، وتحرك الجنين بابتهاج، والعذراء حولت هذا إلى صلاة تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي، ومن هنا نجد أن أول مصدر للفرح هو الخلاص، و نحن نصلي يوميا نشكرك لأنك ملئت الكل فرحا، وأيضا نجد الفرح في يوسف النجار، الذي كان رفيقا طوال هذه الرحلة، كان الحارس، الفرح هنا هو فرح المسؤلية، المسؤلية مصدر للفرح لو استخدمها الإنسان بأمانة واخلاص، قد تتعدد المسؤليات بيننا ولكن في كل مسؤلية ان تاجر فيها الإنسان بكل أمانة بجد الفرح، وأيضا يا أحبائي نجد الفرح في مشهد الملائكة الذين ظهروا في السماء، فجعلوا السماء فرحة، وفهمنا عبارة واحدة المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة، هذا الفرح هو اسمه التسيبح، فعندما تسبح فانت تخاطب الله مباشرة، وتعلمنا الملائكة انه علينا أن تكون صناع سلام، على الإنسان أن يعيش فرح وينقله لكل أحد، الحياة ليست مننا الحياة من الله، فاطمئن وعش حياتك فرحاً، و هناك مشهد مهم أيضا في الفرح وهو مشهد الرعاة، ناس بسطاء، فقراء، وكانت هذه البساطة سبب الفرح، كن بسيط لا تشتهي شئ، كانت صفة الرعاة انهم عاشوا بالرضا، الإنسان الذي يعيش البساطة وراضي يعيش فرحاً، واستحقوا هؤلاء ان يكونوا اول ناس يعلموا ميلاد المسيح، وكانوا اول زوار بيت لحم، البساطة يا أحبائي في الحياة تجعل الإنسان منطلقا وفرحا، ليست السعادة في المال، والتملك، أما المشهد الأخير الذي نتعلم منه الفرح هو مشهد المجوس الذين استغرقوا شهورا للوصول، تبعوا النجم من المشرق الي اورشاليم، رحلة متعبة ومكلفة، وكان معهم الهدايا، فرح المشاركة، ومكتوب انه عندنا رأوا النجم فرحوا فرحا عظيم جدا، وكان هذا مبدأ المشاركة، فالإنسان الأناني لا يعرف مشاركة الاخرين، أما الإنسان الذي يشارك يشعر بسعادة وفرح داخلي حقيقي، كم تكن المشاركة مفرحة، حتى في الرهبنة حياة الشركة.. فالخلاص، والمسؤلية، والتسيبح، والبساطة، والمشاركة، يعطونا فرح.