صلي نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا القداس الإلهي اليوم الأحد 31 يناير في كنيسة الملاك ميخائيل والقديس العظيم مرقوريوس أبي سيفين لافال كندا، وشارك في خدمة القداس الإلهي أبينا الحبيب أبونا الراهب موسي البراموسي وأبينا الحبيب أبونا ميخائيل عطية راعي الكنيسة.
● عظة القداس: من هو الله؟
وبعد قراءة الإنجيل المقدس، قال الأنبا بولس في عظته عن الله النور الحقيقي: اليوم هو الأحد الرابع من شهر طوبة، يتحدث عن من هو الله؟ والله هو النور، وهو الحقيقة ذات نفسها، وهو بدء كل حقيقة، وهو نور العالم، عن طريق هذا المولود أعمي الذي لم يكن ير أو يعرف النور. وكيف أبصر السيد المسيح هذا المولود أعمي. وهذا يساعدنا أن نعرف أن الله بعد أن خلقنا، أعطانا كيف نري الله، كيف نري النور؟ عن طريق سر المعمودية. ولذا يزف المعمد، وكل الشمامسة تحمل شموع، لأن هذا الإنسان قد عاين النور، ليس أي نور، ولكنه النور الحقيقي. وبعد نوال سر المعمودية، يقول معلمنا بولس في رسالته لأهل رومية ومعلمنا يوحنا في رسالة الكاثوليكون: خلوا بالكم من النور الذي أخذتوه، وانكم تكونوا في كل الحق والبر للنور الحقيقي. لأن ينبوع الحياة عندك وبنورك يا رب، حسب المزمور، فهو نور الله، وليس نور الشمس أو الكهرباء أو القمر، وهي الاستنارة، هي نور المعمودية.
● “النور والبصيرة” يتواجد في الناس التي تعمل البر والعدل
أضاف الأنبا بولس: بنورك يا رب نعاين النور، فأبسط رحمتك علي الذين يعرفونك، وعدلك علي المستقيمين لقلوبهم. الذين يعملون الحق والصح. لذلك النور مهم أن يتواجد في ناس تعمل الصح والبر والعدل والاستقامة، كلها مترادفات. ولذا معلمنا بولس الرسول يقول انتبهوا لمن أخذ النور، لأن الله بعمود النار، الذي يمثل النور الإلهي، كان يسير مع بني اسرائيل، لكن للأسف فرحوا به فرحا أرضيا، ولذا كثيرا منهم سقط في البرية. كما قال بولس الرسول في رسالة لرومية، لأن من مات في البرية، لم يعرفوا ولم يقدروا ولم يعرفوا النور الحقيقي، ولكي نحن الأمم ندخل في الإيمان. والأمم دخلت الإيمان عن طريق نعمة التبني، لتبث فيهم الحياة الأبدية.
وعلينا ألا ننشغل في الكنيسة بالممارسات عن النور الحقيقي، رب البيت، الصلاة الحقيقية والعلاقة الحقيقية مع الله، لذا نقول في صلاة باكر: أيها النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان أت للعالم، جئت إلي العالم، ونورت العالم، يا رب نور بصيرتنا، الله أعطانا بصيرة، وكلمة بصيرة تعني “نقدر نري النور الحقيقي، ونقدر نقدر ونأخذ النور الحقيقي، ونري به أكثر. مثلما حدث مع المولود أعمي، الذي أبصر النور، وبعد أن غسل عينيه من بركة سلوام، وجاء للسيد المسيح، قال له يسوع المسيح، للمولود أعمي، وقال له “أنا هو” ، نعم هو الله النور الحقيقي.
● كيف تحالف علي النور والبصيرة في حياتك؟
أكد الأنبا بولس: ومن لا يري النور، لم يأخذ البصيرة، ولا يري النور. وكيف يكون كل إنسان قادر علي الحفاظ علي النور، الذي نحصل علي نعمته في المعمودية، وهناك أمور يجب أن نقوم بها تحدث عنها القديسون عنها، منها:
أولا: خدوا بالكم مما يأخذ البصر والبصيرة، وهي شهوة العالم، وهو بريق ثاني، ولكنه بريق زائل، بريق العالم. وهذا بريق كاذب لا يستمر ولا ينير للإنسان.
ثانيا: إن اختبار مشيئة الإنسان، “الأنا”، وهي الشيطان، وهي أرفع كرسي فوق كرسي العلي، و”الأنا” أو “الإيكو أو السوبر إيكو” هي التي تجعل الإنسان دائما “مطفي” في النور الذي حصل عليه في المعمودية. ومعملنا بولس الرسول يقول لا تطفأوا روح الله القدوس، الذي في داخلكم بسب التعلق بالعالميات. إذ يكون للإنسان إله ثان، هو الذات “الأنا”، غير الإلهي الحقيقي يسوع المسيح. ومعلمنا يوحنا ذهبي الفم، يقول أن “الأنا” من الصعب الامساك بها، لكن نتغلب عليها بواسطة نور الحق.
ثالثا: يجب أن نكون دائما مستعدين لنتصرف وفق الصلاح، وصورة الله ومثاله التي خلقنا عليها، ولكن حينما تنفصل حياتنا عن الله، للأسف نفقد النور، ونصير كبهيم عندك كما قال داوود النبي. ومعلمنا يوحنا ذهبي الفم قال لو كان الإنسان شهواته والأنا تطغي عليه يصير كالبهيم.
النور يا أحبائي خو الله، وجاء إلي العالم ليعطينا هذا النور من خلال المعمودية المقدسة. وعلينا أن نحافظ علي هذا النور المقدس وألا نطفيه. عن طريق مصدر قوة إلهية عن طريق الصلاة والكتاب المقدس والخدمة والاتضاع ليسكن فينا روح الله.
الله يعطينا أن نكون نور، وقوموا يا بني النور، لأننا بني يسوع المسيح.
● صلاة عيد القيامة في الكنيسة الجديدة
وقال نيافة الأنبا بولس أنه يزف لشعب الكنيسة خبر مفرح وهو أن الهيكل الخارجي للكنيسة قارب علي الانتهاء مع نهاية مارس القادم وأن قبة الكنيسة سيتم الانتهاء منها خلال 3 أيام، وحاليا جاري العمل في أشغال الكهرباء والتدفئة داخل الكنيسة. وصلي للجميع من أن يكونوا قلبا واحدا وروحا واحدا حتي تكون خدمتنا مقدسة ومقبولة أمام الرب يسوع، بصلوات وبركة رئيس جند الرب الملاك ميخائيل والقديس العظيم مرقوريوس أبي سيفين. وأكد الأنبا بولس وعده للشعب بصلاة عيد القيامة المجيد القادم في المبني الجديد لكنيسة الملاك ميخائيل والقديس العظيم مرقوريوس أبي سيفين، الذي قارب علي الانتهاء بصلوات وتعضيداتهم أمام ربنا يسوع المسيح ورئيس جند الرب الملاك ميخائيل والقديس العظيم الشهيد مرقوريوس أبي سيفين.
وأكد أبينا الحبيب والغالي ميخائيل عطية راعي كنيسة الملاك وأبي سيفين، أن لولا جهود ووصلوات وتعضيد وتعب أبونا الأسقف الأنبا بولس وصلوات وتعضيد شعب الكنيسة، ما كان للكنيسة أن تنتهي من بناء المبني الجديد لها في هذه الفترة الوجيزة، والظروف الصعب الخاصة بفيروس كورونا.
● أبونا موسي البراموسي يشارك في خدمة الكنيسة
هذا ويذكر أن أبينا الحبيب والغالي الراهب موسي البراموسي “المشرف علي ترينتي سنتر” يقوم حاليا بالخدمة في كنيسة الملاك وأبي سيفين مع أبينا الحبيب والغالي أبونا ميخائيل عطية، منذ صلاة اللقان وقداس عيد الغطاس. ويعرف عن أبينا الحبيب الراهب موسي البراموسي، أبوته الحانية وروحانياته المعزية وبذله واتضاعه في خدمة أبناء وبنات الكنيسة، من مختلف الفئات العمرية، ومنهم الشباب، فهو أحد آبائنا الرهبان الآجلاء من دير البراموسي العامر، وتمثل خدمته بركة كبيرة للكنيسة وشعبها بصلوات أبينا الحبيب والمكرم الأسقف الأنبا بولس.