أزمنة طويلة مرت علي البشرية, كانت المرأة فيها قرينة الرجل في الحياة والعمل, وتخللتها آراء ومعتقدات متفاوتة بشأن عمل المرأة ولا تزال الأسئلة مطروحة للنقاش: هل مكانها بين جدران بيتها, تربي أبناءها وتراعي زوجها, تلبي متطلبات المنزل من جميع النواحي, هل تفتقر المرأة لمهارات الرجل؟ هل تتوقف حياة ذلك الكائن المفعم بالحيوية والنشاط داخل حدود بيتها وأسرتها؟
في الواقع, ووفقا لتجارب الحياة العملية فإن المرأة كائن متميز له مواهب خاصة -كما للرجل أيضا- ولكن بشكل مختلف, ففي الوقت الذي يستطيع فيه الرجل تحمل مهام صعبة وأحمال شاقة -جسديا أو عقليا- نجد المرأة -ذلك الكائن اللطيف رقيق المشاعر- لديها مهارات خاصة جدا, وقيم مختلفة. إنهاتقدر الحب والاتصال والجمال والعلاقات. تستطيع أن تفكر في أكثر من شيء وتخطط لأكثر من أمر كما أن لديها قدارت حسابية مميزة, فضلا عن أنهاتمارس مهارات التفاوض والإدارة بشكل فعال.
انظر إلي سيدة تعمل وتنشغل بتحقيق ذاتها, وسيدة أخري لا يشغلها سوي البيت والأولاد والزوج. تجد المرأة العاملة نشيطة تحرص علي مظهرها الخارجي كما تحرص أيضا علي رعاية أبنائها في الوقت الذي يعقب عملها, بل إنها حريصة علي التحاق أطفالها برياضة يمارسونها, كما تمتلك قدرات اجتماعية أكثر وتستطيع العمل تحت ضغط والانخراط في العمل الجماعي, أضف إلي ذلك قدراتها علي ابتكار أفكار جديدة, تساعد علي تطوير نفسها وأسرتها ومجتمعها, مع اكتساب خبرات كل يوم وبالتالي يزداد المخزون المعرفي لديها.
علي الجانب الآخر, نجد ربة المنزل -التي لم ولن أحط من شأنها- عبارة عن مخزون طاقة كامنة من المواهب مدفونة بين أربعة جدران, لتتحول إلي آلة تنجز المهام اليومية بشكل روتيني دون إبداع وتحد للظروف, وبالتالي تصبح هذه المرأة محلك سر, لا تجد الطاقة الكامنة فيها وسيلة للتفريغ سوي المشاكل العائلية.. مشاكل الأولاد في المدارس, إلي أن يعود الزوج ليأخذ نصيبه من هذا الفراغ القاتل, لينوبه من الحب جانب!
إنني أدعو كل سيدة وامراة للبحث عن الطاقة الكامنة داخلها.. حتي وإن كانت مجرد هواية تحبها لتكون البداية الحقيقية التي تستثمرها للانطلاق وتحقيق الذات.