طالبت أسرة الشابة روان محمد عامر، 18 سنة، الشهيرة بـ«عروس الجنة»، التي راحت ضحية الإهمال إثر سقوط مخلفات بناء عليها، بإعادة فتح التحقيق في الواقعة وتقديم المتهمين الحقيقيين للعدالة، وليس البواب وعامل الونش، اللذين قُدمَا كـ«كبش فداء» لصاحب العقار والشقة محل الواقعة، مؤكدين أنهما المتهمان الحقيقيان، كما أكدت الأسرة على عدم قبلوها العزاء في ابنتهم لحين القصاص من القاتل الحقيقي، على حد قولهم.
وكانت «روان»، الشهيرة بـ”عروس الجنة”، لقت مصرعها إثر سقوط مخلفات بناء من أعلي الطابق الـ11 من العمارة المجاورة لمنزلها بمنطقة «الفلل» بمدينة بنها، أثناء مرورها مصادفة.
واتهمت الأسرة المحافظة ومجلس المدينة، بالإهمال والتقاعس عن مراقبة مخالفات البناء، التي تعج بها منطقة كوبري الفحص بـ«الفلل» والتي لم تتوقف رغم قرارات وقف البناء، مؤكدين أن «روان» ضحية إرهاب الإهمال، الذي لا يقل خطرا عن الإرهاب الذي تواجهه مصر من التكفيريين.
وقال محمد عامر، والد روان، أنه فوجئ باتصال هاتفي من والدة روان، تُبلغه بالحادث، مؤكدا أنه ذهب ووجد ابنته غارقة في دمائها ومتوفاة في مستشفي بنها الجامعي، مشيرا إلى أن من قام بنقلها للمستشفى شخص مجهول من العقار المخالف، مدعيا أنه طبيب بجامعة بنها، ولكنه هرب فور إنزالها من سيارته ولا نعلم هويته حتي الآن.
وأشار الأب المكلوم إلى أنه يتعرض لضغوط لغلق القضية والتصالح، في الوقت الذي تحولت فيه قضية روان لرأي عام.
وطالب والد الفتاة، بتحويل المحضر من إداري إلي جنائي بسبب إنه خلال عمل المحضر كان في حالة يُرثي له، وحُرر المحضر وقتها، ووقع عليه وهو لا يعلم أنه لم يُدون فيه اتهام لصاحب العقار وصاحب الشقة محل الواقعة.
وقالت والدة روان، وتدعي أماني الحملاوي، إنها تبكي ابنتها ليلا نهارا، قائلة «حسبي الله ونعم الوكيل فيمن حرموني من ابنتي عروس الجنة ولن أهدأ حتي نأخذ حقها».
وأشارت الأم، إلى أنها فقدت قلبها وحياتها مع فقدان ابنتها الكبري التي رُزقت بها بعد 8 سنوات زواج، مشيرة إلى أنها قبيل الحادث نزلت «روان» لشراء بعض الإحتياجات لها، حيث سبقتها شقيقتها التوأم «ندا» التي نزلت ورائها لتعود الشقيقة تصرخ لما أصاب الفقيدة، حيث سقطت عليها مخلفات البناء، التي كانت تُنقل بـ«ونش» للدور الحادي عشر في البرج المجاور لمنزلهم في منطقة «الفلل» ببنها.
وأضافت الأم أنها قبيل الحادث كانت قد تحدثت مع أحد القائمين على عملية نقل المخلفات بالونش، بسبب أن «الرتش والتكسير المنقول والأحجار» التي كانت تُرفع بالونش، تسببت في تلف الغسيل الخاص بها، وخلال هذه المحادثة سمعت أحد العاملين يؤكد أن هناك عطل في الونش، وأنه غير مسؤول عما سيحدث لو انهارت المخلفات على أحد، مضيفة «حدث وراحت بنتي الضحية».
وقالت «ندا» شقيقة الضحية، أنها تفتقد أختها ولن تسكت هي وكل معارفها عن إثارة القضية ولن يخضع احد من الأسرة لأي تهديد او محاولات للتنازل وحق «روان» سيرجع في الدنيا، وإذا لم تستطع ستأخذه في الآخرة، مؤكدة أن شقيتها التوأم سبقتها في المرور بالمنطقة نفسها بلحظات قبل الوفاة، وكان من الممكن أن تكون ضحية معها، مؤكدة أن «روان» كانت أكثر من أختها وأنها حزينة جدا عليها.
فيما ناشد الحاج جمال الحملاوي، خال روان، عضو الغرفة التجارية بالقليوبية، جهات التحقيق بفتح القضية من جديد، حتى تستطيع الأسرة أن تحفظ حق الضحية التي راحت ضحية إهمال ومحاولات بعض أصحاب النفوذ في أن يفلت الجاني الحقيقي من العقاب، وهو ما لن نسكت عليه، مؤكدا أن العامل والبواب «كبش فداء» وأن الأسرة لن تتقبل العزاء في «روان» حتى يتم القصاص لها.
وأضاف أن وقت تحرير المحضر كانت الأسرة والعائلة في حالة انهيار شديد مما تسبب في عدم التركيز في مضمون المحضر الذي وقعوا عليه، حيث لم يتم اتهام صاحب العقار، الذي يحاول أن يفلت من العقاب، مطالبا رئيس الجمهورية، الرئيس السيسي، بالتدخل وفتح ملف مخالفات منطقة كوبري الفحص ببنها، ووقف التعديات والبناء المخالف الذي يتم في ظل وقف عمليات البناء بقرار من مجلس الوزراء.
كان اللواء فخر الدين العربي، مدير أمن القليوبية، قد تلقي إخطاراً من الرائد أحمد عبد المنعم، رئيس مباحث مركز شرطة بنها، من مستشفى بنها الجامعي بوصول الطالبة «روان محمد عامر»، 18 سنة، جثة هامدة، إثر إصابتها بنزيف في المخ وكسر بقاع الجمجمة، أودى بحياتها.
جرى إخطار اللواء حاتم حداد، مدير مباحث القليوبية، والعقيد عمرو الجزار، مفتش مباحث بنها، وتبين أن الطالبة وقع على رأسها مواد تكسير وبناء، كان يحملها «ونش» مثبت في الطابق الـ11 بأحد الأبراج المجاورة للمنزل محل إقامتها، بمنطقة الفلل في مدينة بنها، وأثناء خروجها من مسكنها الموازي للعقار، سقطت عليها مواد البناء التي أودت بحياتها.
وتحرر عن ذلك المحضر رقم 475 لسنة 2021 إداري مركز بنها، للعرض على النيابة العامة التي باشرت التحقيق وأمرت بالتصريح بدفن الجثة وطلب تحريات المباحث