أتتذكرون فيلم الكارتون القصير الذي كان يعرض على القنوات المسيحية في غضون عيد الميلاد المجيد ؟ والذي كانت تدور فكرته على أن انشغال الناس بمظاهر الاحتفال بعيد ميلاد الرب يسوع بإعداد الأطعمة والحلوى وتبادل الهدايا و التهاني بالكريسماس، بينما يتجاهل الجميع حضور الرب يسوع الذي يقول للداخل والخارج أنا صاحبالعيد” فيتجاوزنه وينشغلون ببعضهم البعض ولايسمعونصوته ولايرونه أساسا” !!
هذه الفكرة قفزت إلى ذهني الآن.. والاحتفال بعيد الميلادالمجيد في ظل وباء كورونا، الذي يجتاح العالم كله أضفى عليه مسحة من الشجن والأسى وأطفأ أضواء الاحتفال بل لنقل مظاهر الاحتفال إلى حد بعيد …إذ نجد أسرًا فقدتعزيز بسبب كورونا وترك مع الحزن مرضى نقل لهم العدوى تتصارعهم المشاعر من الحزن عليه والخوف على أنفسهم وعلى ذويهم..وربما هذا العيد حمل في طياتهمخاوف الوباء اكثر من عيد القيامة ٢٠٢٠ نتيجة ارتفاععدد المصابين بل وارتفاع نسب الوفيات …فأصبح حالالأسر مابين أشخاصا في عزل منزلي وذويهم معزوليناحترازيا لئلا ينقلوا العدوى..الخلاصة أن التجمعاتالأسرة والعائلية تتقلص جدا في هذا العيد وبالتاليتبعاتها من مظاهر الاحتفال من زينة ومخبوزات عيد ولبسجديد توارت لحد بعيد تاركة حالة من الترقب الحذر لما هوقادم.
لماذا أعرض تفاصيل تلك الصورة؟….لأنه رغم عتامتها….فإنها تلفت انتباهنا إلى صاحب العيد ..إلى الرب يسوع الإله المتجسد.. لنركز نظرنا وقلبنا واهتمامنا به وسماعصوته بعد زوال الصخب الذي شوش على صوته في قلوبناطويلا .
آن الأوان لنعود إلى الهدف الروحي من الأعياد الدينية التينراجع ونستعيد فيها حقيقة التجسد الالهي لأجل خلاصالبشر … لتنازل الرب إلينا وانه أحبنا ونحن بعد خطاه… وانشغل بخلاصنا ونحن المتعدين لوصاياه ….لنتذكرذلك الحب الإلهي العجيب المنقطع النظير الذي يجعل الالهيتخذ جسدا ويعيش بيننا ونراه ونسمعه ونعرفه ونتذكر قولالكتاب ” عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد’…. نضع هذا الحب نصب أعيننا ونقصه على أبنائنا وأحفادنا كما طلب الرب قديما من شعبه أن يذكروا قصة خلاصهمبذراع قوية من العبودية ويقولونها في دخولهم وخروجهمويقصونها على أولادهم
عيد الميلاد المجيد مش شجرة كريسماس ومذود و زهرة بنتالقنصل الحمراء…عيد الميلاد المجيد هو عيد التجسد
…