في أوقات كثيرة يضيق الله الخناق على بني البشر ليشعر كل إنسان بضعفه ويعود ويصرخ له دون كبرياء، ويبتعد عن ثرثرة الناس وصخب العالم، ويتذوق حلاوة الخلوة وجمال تكميم الفم مع الجميع، وفتحه للتحدث مع الله في المخدع، مختبرا حلاوة الصلاة في وقت إبتعاد الجميع ليجد ملك السلام يرسل له رسالة من خلال آية بالكتاب المقدس أو عظة أو ترنيمة، وهذا ما حدث مؤخراً حيث سمح الله أن يقع العالم أجمع في ضيقة واحدة ممثلة في فيروس صغير لتكون بمثابة دعوة جديدة لجميع البشر للصلاة والعيش حياة الاستعداد الدائم، فيدركوا رسائل الله المرسلة لهم، ومن هذه الرسائل ترنيمة “أرفع بخورك يا هارون”، الترنيمة التي قدمها كورال ثيؤطوكوس التراثي، تحت رعاية نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس، وهي من كلمات وألحان قائد الكورال كمال سمير، وأداء فردي المرنم أبانوب نعيم والمرنم مينا ناصر، وقام بتوزيع الترنيمة طارق فاروق، والهندسة الصوتية والمكساج لبيتر فاروق، وتم تسجيلها باستوديو مفرح القلوب، كما قام بمونتاج الترنيمة مايكل نزيه.
قصة إنتاج الترنيمة
روى الشاعر والملحن، كمال سمير مؤسس وقائد كورال ثيؤطوكوس ل “وطني”، أن مسرح الانبا رويس قام بإنتاج أربعة ترانيم للفريق منهم؛ ترنيمة “إسحق إنسان”، وترنيمة “بحبك يا كنيستي”، وترنيمة “أنا ريشة في إيديك ياربي” ، وترنيمة للبابا تواضروس، وقد تم نشر الترانيم على صفحة الكورال على “فيس بوك” وعلى قناتها على “اليوتيوب”.
وأشار “سمير”، إلى أنه بعد إنتاج هذه الترانيم وأثناء تواجده مع الأستاذة ميرفت صليب، مديرة مسرح الأنبا رويس، دار حديث بينهما عن ضرورة عمل ترنيمة تصلح لتقديمها في هذه الفترة التي تمر بها مصر والعالم بعد انتشار فيروس كورونا المستجد، وأوضح أنه لم يكن يفضل عمل ترانيم تخاطب الناس خلال فترة بعينها ثم تندثر بعد انتهاء الحدث، ولكنه يفضل أن تقدم ترنيمة عامة تستطيع أن تقوي الناس وتسندهم وتبقى بعد ذلك، فلم يحب أن يذكر اسم مرض بعينه بل أراد أن يؤكد أن الصلاة تستطيع أن تزيل أي محنة في أي وقت، ثم أسمعها كلمات ترنيمة “إرفع بخورك يا هارون”، وعندما سمعتها طلبت منه سرعة الانتهاء من تلحينها وتوزيعها لأنها تريد تصويرها، وبالفعل قام بالانتهاء منها وسجلها بالاستديو.
فكرة الترنيمة
وعن فكرة الترنيمة أوضح “سمير”، أنها جاءته من “بوست” قد قرأه على جروب عائلته، يبدأ بجملة “ارفع بخورك يا هارون”، والذي أخذ منه مطلعها الذي يقول “ارفع بخورك يا هارون وحط نار في المجمرة.. صلي علشان الضيقة تهون والرب يحن على الورا”، ثم بدأت الفكرة تنمو بداخله ليكتب هذه الترنيمة التي تدور حول أهمية الصلاة التي من الممكن أن تحل كل شئ، وتستطيع أن تعزي الناس وترفع الوباء، لأن النجاة يجب أن تكون من عند الله ولا أحد غيره يستطيع أن يمنحه للبشرية، حتى لو وجد البشر حلول سيكون ذلك بسماح من الله.
وتابع “سمير”، أنه عندما رأى أن العالم كله يختبئ ويقف مشلول، وقد أغلقت المطارات، شعر أن هذه التجربة سمح بها الله لأن شر العالم وكبرياءه قد زاد، ” فكتب بالترنيمة أيضاً ..”العالم كله دخل مخدعه.. وعرف أن كبرياءه بيخدعه”، حيث تكلم عن كبرياء وتعالي وغرور الدول والبشر وتباههيم بالاختراعات التكنولوجية الجديدة غير المسبوقة، وعجزهم أمام فيروس صغير، لأنعم نسوا الله ونعمته وبركاته عليهم، ولم يسيروا معه.
وبين “سمير” أنه حاول أن يشير خلال الترنيمة أن الناس جميعاً في احتياج أن يصرخوا إلى الله ويرجعوا له سواء كانوا أصحاء أو مرضى بالكورونا، وهارون هو رمز للكهنوت الذي يقود الناس للصلاة لله لكي يرفع عن العالم الوباء.
كلمات الترنيمة
ارفع بخورك يلا يا هارون..
وحط نار في المجمرة
صلي عشان الضيقة تهون
والرب يحن على الورا
***
العالم كله دخل مخدعه
وعرف إن كبريائه بيخدعه
فينا اللي غاب واللي عاب
وفينا اللي نسيك وسط السراب
وأدينا كلنا راجعين بنصرخلك
“إرحمنا يا الله”
***
العالم نسي أنه صنعة إيديك
إتغر كمان بيتعالى عليك
فينا اللي خانك أنكر لاهوتك
وفينا اللي باعك وساب ملكوتك
وادينا كلنا راجعين بنصرخلك
“إرحمنا يا الله”
***
صلي لربك يرفع الآلام
ويغفر لينا الجهل والآثام
يسمع صراخنا يرحم دموعنا
يرجع إلينا يشفي أوجاعنا
وأدينا كلنا راجعين بنصرخلك
“إرحمنا يا الله”
يذكر أن كورال ثيؤطوكوس، تم تأسيسه عام 1987، وآخر ألبوم صدر للفريق كان في عام 2019، وهو الألبوم الاثنا عشر تحت عنوان “بحبك يا كنيستي”، وهو ألبوم في حب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما كان يستعد الفريق في 2020 لإصدار ألبومه الثالث عشر، وقد توقف الأمر بسبب فيروس كورونا.
لينك الترنيمة 👇👇👇
