ومشي الشيطان مع آدم مسافات رهيبة في لمح البصر لحد ما وقفوا قدام باب ضخم مكتوب عليه (السقوط الممنهج)
سقوط ممنهج!! إيه الإسم الغريب ده؟!
طول عمري أعرف إن السقوط سقوط.. يعني واحد واقف ف مكان عالي وسقط لمكان واطي… وقع يعني
أو إنسان وسقط في خطية أو غلط… لكن أول مرة أسمع عن سقوط ممنهج… واشمعنا صوت الصريخ عالي قوي ف المكان ده وألسنة النار أعلي وأشد من أي مكان تاني؟!!.
(تعال معايا يا آدم وامشي وأنت ساكت…)
وفجأة أتفتحت البوابة العملاقة… لقي آدم نفسه مع الشيطان في بهو عملاق مساحته متتوصفش بأي أرقام بشرية..
مشي آدم وهو ساكت وف لمح البصر وبرغم المساحات المرعبة لقي نفسه واقف قدام شيطان جديد شكله مبهر… جميل جدا… جاله يسلب العقل…
(أهلا بيك يا آدم… مالك باصصلي كده بذهول ومش شايل عينك من عليا؟)
الصراحة أنا متلخبط.. إزاي تبقي شيطان وتبقي بالجمال ده؟! أنل أول مرة أشوف حاجة كده!!).
وإيه اللي يمنع؟… أنت متعرفش إننا نعرف نتشكل بالصورة اللي أحنا عوزينها واللا إيه؟)
تقصد إيه… ده مش شكلك الطبيعي يعني؟!
(لا طبعا… أنا زيي زي باقي الشياطين ف مملكة الجحيم في منتهي القبح لكن من شروط وظيفتي الأساسية إني أكون زي مانت شايفني كده قمة الجمال والوسامة والجاذبية).
وإيه الوظيفة اللي تحتاج مؤهل زي ده لشيطان؟!.
(أنا المسئول الأول عن السقوط الممنهج للبشر…
أنا تحت ايدي رتب أصغر مني كتير بيشتغلوا بتوجيهاتي…. متقلقش هعرفك علي كل واحد فيهم… ما زي ما قلنالك إحنا عبدالمأمور… والخالق أمرنا نكشف لك كل حاجة…)
السقوط الممنهج… ممكن أفهم يعني إيه؟
(إحنا بنعتبر نفسنا أذكي أنواع الشياطين وأكثرهم مهنية واحترافا…)
إيه الثقة دي كلها… ليه يعني؟ وعلي ايه؟!
(إحنا شغلتنا الناس اللي بتجاهد علشان تكون كويسة وفعلا بترفض الغلط في صورته المباشرة بتحب ربنا بتصلي… دول الهدف بتاعنا وأظن إنه هدف مش سهل)
(طبعا مش سهل… دي ناس صاحية وعارفة الصح من الغلط…
(آدم… أنت لما بتقف علي مبني عالي هل ممكن تسقط ف لحظة تحت علي الأرض بمزاجك؟)
لا طبعا… إلا إذا كنت عاوز انتحر!!
(جميل…. طيب أنا لو مشيت معاك كده… ولهيبتك ف الكلام من علي نفس الارتفاع بس بدل ما ننط سحبتك علي أرض مدحدرة ببطء وميل بسيط مش هتلاحظه… ووصلنا بعد مدة أطول لنفس مستوي الأرض هل هتحس إنك وقعت أو سقطت؟)
لا خالص… وخصوصا لو الانحناء بسيط والمسافة كبيرة…
(إيه الحلاوة دي… دانت طلعت بتفهم أهو… ده بالظبط اللي بنعمله مع اللي فاكرين نفسهم مفتحين… بننزلهم علي دحديرة أو منحدر طويل المدي ضعيف الانحناء… بياخدوا وقت بس بنجيبهم وهما في غفلة السكينة سرقاهم ويفوقوا لما يلاقوا نفسهم متساريين بالأرض).
(أنا مشرف يا آدم وتحت ايدي فريق كبير بوزع عليه الشغل)
إيه الحلاوة دي… مشرف وفريق… وشغل…)
(كل إنسان له نطة ضعف أحنا بنحطله الدحيرة بتاعته تحتها ونسحبه بشويش واحدة واحدة لحد ما نجيب مناخيره سوا التراب تعال معايا أوريك أول دحديرة للسقوط المنهج.
ومشي آدم من جديد الشيطان الوسيطم لحد ما وقف باب مكتوب عليه (التدين والبر الذاتي).
الله يلهنكم… أنتم بتستخذموا التدين علشان تجحموا بيه الناس!!
(استلمه يا شيطان البر الذاتي والتدين… أنا مهمتي خلصت معاه لحد كده…)
ودخل آدم مع الشيطان الجديد وابتدا يتكلم وقال
…..
يتبع