** أيام معدودات ويمضي عام 2020.. ها هو يلملم أوراقه ليرحل ولكن أبدا لن ننساه.. عام غير كل الأعوام.. سيرحل لكن ستبقي قسوته في عيوننا, وغدره في أذهاننا.. والأهم سيبقي صوت الرب في آذاننا.. لم تكن جائحة كورونا التي اختطفت ملايين الأرواح في العالم, وهددت ملايين الملايين في غرف العزل وحجرات الرعاية ما بين الحياة والموت أرواحهم معلقة بأجهزة التنفس وبروتوكولات العلاج.. لم تكن سوي جرس إنذار يرن بصوت الله, فارتفعت كل القلوب بالصلوات وصرخت كل الأفواه بلجاجة تطلب الرحمة.. وكانت من رحمة الله بشعب مصر المبارك أن الوباء الفتاك لم يستشر في البلاد إلا في نهايات الربع الأول من هذا العام الصعب مع أنه غدر بالملايين في الكثير من بقاع الأرض من قبل أن يولد العام الصعب, كان مازال في رحم الزمن فيما كان الفيروس يغتال الملايين فاطلقوا عليه كوفيد 19 نسبة إلي عام 2019 الذي شهد ميلاد الوباء الفتاك فاغتال حتي الآن من عام 2020 أرواح أكثر من مليون و400 ألف وتخطت الإصابات حاجز الـ6 ملايين إصابة في العالم, بينما ودعت مصر أرواح نحو 6 آلاف من أبنائها ما بين كبير وصغير, وسجلت 114 ألف إصابة وهو أقل من عدد الإصابات في كثير من الدول الكبري في يوم واحد..
ومضت الموجة الأولي لكن لا أحد ينكر أنها كانت أياما صعبة علي كل المصريين منهم من فقدوا الأحباء, ومنهم من عاشوا فزع الإصابات , والكل عانوا من جفاف الأيام.. أما نحن في حقل الخير فقد رأينا في كورونا رسالة صلاة.. وصوم.. وصدقة.. وكنا مع القديس أوغسطينوس أتريد أن ترفع صلاتك إلي الله, ليكن لها جناحان هما الصوم والصدقة.
** الصلاة عندنا هي الطريق لشفاء كل المرضي والمتألمين الذين يتجمعون تحت مظلة المحطة ونعيش معهم آلام المرض في أكواخ حقل الخير.. وليس من التكرار أن أذكركم دائما بما صنعه الرب مع إخوتنا المرضي والمتألمين بصلواتكم التي لولاها ما شفي الكثيرون.. كنا ندرك قبل أن يدرك الجميع أنها الطريق والوسيلة لشفاء كل أصدقائنا المرضي الذين كانوا يطرقون باب وطني يلتمسون الشفاء.. ومن تجارب سابقة معاشة كان الرب يستجيب لصلواتهم.. وما عايشناه طوال رحلاتنا مع أصدقائنا المرضي والمتألمين والمعذبين رأيناه في العام الصعب علي أفواه كل البشر.. الكل يرفعون قلوبهم إلي الله وأياديهم إلي السماء, ومعهم كل أصدقائنا في حقل الخير.
** ما أعجب صلاة الأصدقاء التي ترفع دوما للرب.. لكن دعوني اليوم أتوقف أمام ترتيبات الرب التي شاءت أن تأتي كلماتي عن العام الصعب ونحن نعيش الأسبوع الثاني من صوم الميلاد المجيد.. ولن ننسي أبدا أننا عشنا بدايات هذا العام مع كورونا في أيام الصوم الأربعيني المقدس.. هكذا رتب الرب أن نعيش وكل أصدقائنا علي طريق الخير في صوم وصلاة ليكون لنا حسب إيمان كنيستنا كما في صلاة القسم المقدسة بداية من الصوم والصلاة هما اللذان يخرجان الشياطين إلي الصوم والصلاة هما اللذان عمل بهما أهل نينوي فرحمهم الله وغفر لهم خطاياهم ورفع غضبه عنهم.. وعندما سمح الله أن نعيش العام الصعب, أعطانا فرصة أكبر للصوم والصلاة لنمضي بسلام في طريق الخير نحتضن كل مريض ومتألم.
** بالصوم والصلاة مضينا بسلام علي طريق الخير وسط أنواء العالم الصعب.. وفي طريقنا اكتملت رسالتنا بعطايا الأصدقاء وصدقات صناع الخير.. حدثتكم من قبل عن الصدقة في زمن الوباء, ورصدت عطايا صناع الخير في أيام العام الصعب.. واليوم أدعوكم لتنظروا قائمة صندوق الخير المجاورة لهذه الكلمات.. صديقتنا التي أتت من القناطر الخيرية أعتادت أن تأتينا من حين إلي آخر تقدم عطاياها إلي إخوتنا الأصاغر جاءتنا هذا الأسبوع وقدمت 15 ألف جنيه.. في كل مرة أشفق عليها من صعوبة المشوار بعد أن ضعف سمعها وهزل بدنها, لكنها تأتي بإصرار وترفض أن نرسل لها مندوبا وتقول باخد بركة.. وابنتنا الحبيبة في سوهاج أرسلت كما اعتادت خطابا بداخله 500 جنيه علي روح والديها, ليكتمل ثالوث إيماننا الصلاة و الصوم والصدقة.
** شكرا للرب.. شكرا لكل الأصدقاء مضي العام الصعب بسلام لنستقبل عاما جديدا بالحب, وندخل الفرحة إلي قلوب كل أصدقائنا المرضي والمتألمين في عيد الرب يسوع.. مهما كانت للأيام قسوتها وللوباء غضبه سنعيش العيد بفرح.. ومن هنا أدعوكم يا كل الأصدقاء صناع الخير لترسموا معنا الفرحة علي وجوه كل المتألمين.. تعالوا نقدم لهم العيدية.