هناك خطية دون توبة ودون ارتداع .. وهناك خطية تغسلها دموع التوبة.
من يريد ان يعرف اثر التوبه فى حياه الانسان عليه ان يقرأ فى سفر صموئيل الاول قصة عالى الكاهن – وايضا يقرأ عن داودالنبى – واليك الاحداث . عالى الكاهن واضح من اسمه انه كاهن الله – وواجبه ان يكون قد ربى اولاده تربيه حسنه – لكن لميحدث هذا. كان عالى الكاهن شيخا متسيبا فى تربيه اولاده حفنى وفنحاس لكنه لم ينهرهما حتى حينما قالوا له ان اولادكيضاجعون النساء فى الهيكل .. لم يهمه الامر كثيرا مما يدل على اهماله فى حقه وحق اولاده وحق وظيفته ..
والملاحظه ان الله من محبته للانسان يطيل اناته عليه لكنه لا ينسى الاساءه .. لذلك فهو قد حذر عالى الكاهن مره واثنين وثلاثه .. فلما لم يرتدع قطم الرب رقبته .. اذ لم يقل الكتاب ومات عالى الكاهن لاننا كلنا سنموت لكنه لجرمه الكبير فى حق الله قال قطمالرب رقبه عالى الكاهن مما يدل على حجم جريمته فى حق الله.
اما خطيتى داود النبى وهما عظام: الزنا والقتل، فهما خطايا مرتبطه بالجسد وميله الى الارض والارضيات ( المخلوق منها ) والشهوه حينما تتسيد الانسان تحوله الى حيوان كل آماله ارضيه .. لذلك اخطأ داود ونسى نفسه سنه كامله اذ يقول الكتاب انهقد حبلت المرأه وولدت .. ولم يتحرك مشاعر داود لانه كان مشغولا بزوجاته المتعدده ومملكته الممتده. ولما كان الرب يحب داودويريد ان يعيده الى رتبته كابن له – ارسل له ناثان الكاهن الذى قصى عليه قصه ذلك الراعى الذى اشتهى نعجه جاره وقتله فلماحكم داود عليه بالموت بصفته انه ملك – قال له ناثان الكاهن انت هو الرجل عندئذ استيقظ ضميره صارخا الى الله لك وحدكاخطأت والشر قدامك صنعت وروحك القدوس لا تنزعه منى .. فلما رأى الرب صدق توبته ومشاعره اسمعه “الرب نقل عنك خطيتكلا تموت بعد”. وقال: فتشت قلب عبدى داود فوجدته حسب قلبى.
نعم .. هناك فرق بين توبه داود الصادقة وتجاهل عالى لخطيته.