إيه الرسومات والطلاسم اللي مالية كل المكان دي شكلها غريب ومرعب جدا.. أنا عمري ما شفت حاجة كده ف حياتي كلها.
(مستعجل أنت يا آدم وعاوز تفهم كل حاجة مرة واحدة.. متقلقش أنت مش هتخرج من مضيفتنا إلا وأنت عارف كل أسرارنا.. الأمر جالنا بكده من الخالق… وإحنا عبدالمأمور).
عبدالمأمور!!… أما أنت شيطان رجيم صحيح… يعني أنت عارف ومتأكد من وجود الله وكمان بتمتثل لأوامره ووظيفتك إنك تخلي الإنسان يلحد وينكر وجود الله!!.
(يا عبيط… ما هو طالما أنا موجود يبقي لازم الله يكون موجود… بس دي شغلتي ووظيفتي وأكل عيشي هنا ف جهنم… ولازم أنفذ المطلوب مني علي أكمل وجه… وإلا أتعاقب…)
طيب ممكن تفهمني إيه الطلاسم دي اللي ع الجدران؟ وليه مقصوصة كده؟!.
(بص يا آدم… أنت علشان تخلي حد ينكر وجود كيان أو شخص أو حاجة تفتكر إيه أقوي وأسرع سلاح يخليك تحقق ده؟).
مش عارف
(أقولك أنا… أول خطوة هي إنك تشككه فيها)
وبعدين…
(وبعدين تخلي كل الظروف والأحداث تؤأكد شكه ده)
وبعدين…
(هيبدأ يكرهها لوحده…
وبمجرد ما حد بيكره حاجة هو بنفسه بيكون الجيش اللي بيحاربها بكل قوته وعقله ومنطقة ولسانه…)
طيب أنتم بتشككوا إزاي الناس ف وجود ربنا؟
(بص يا معلم… إحنا لو ركزنا ع الله في حد ذاته لازم هنخسر… لأن وجوده صارخ في كل حاجة… كل نفس حي… كل عملية إعجاز خلق في رحم الأم.. الكون اللي مضبوط بالفيمتو ثانية… وملايين الأدلة اللي تؤكد وجود قوي عظيمة متحكمة بدقة… يا جدع دانت لو جبت كوباية وقلت لواحد دي موجودة كده وخلاص ومحدش صنعها هيقول عليك مجنون فما بالك الجبروت ده كله ف الخلقة والكون م الآخر.
هتكون لعبة خسرانة بالنسبا لنا لو الله كان هو الهدف مباشرة)
أومال بتركزوا ف إيه؟
بنركز ف البشر اللي بيقولوا إنهم بيعبدوا الله ومؤمنين بيه… كمان بنستخدم قدرتنا وذكاءنا علشان نخلي العقول دي تفسر كلام ووصايا ربنا علي مزاجهم فنخلي الكل يكره بعضه ويشتم بعضه ويقتل بعضه…
ونخلي اللي عوزينه يلحد يقعد يفكر ويحلل فيقول إيه ده إيه التعصب والكره والحروب والأذية اللي الناس اللي بتعبد ربنا بيعملوه ف بعضهم ده لمجرد اختلاف الأفكار… لما التعصب للدين بينتج عنه كل المشاكل ده يبقي كده أكيد فيه حاجة غلط فيه وف الخالق اللي خلقه وبنجرجره واحدة واحدة لحد ما يقول بالفم المليان مفيش ربنا وأنا ملحد… شفت سهلة ازاي!!.
(يعني بنستخدم الناس اللي بيعبدوا ربنا بطريقة غلط في إنهم يخلوا الناس تلحد).
طيب ما هما برضو من حقهم يفكروا ويحللوا ويستنتجوا… مع إني شخصيا مؤمن تماما بوجود الله… لكن ليه؟… ليه ربنا ما يحسمش اللغط ويبين نفسه والكل هيتأكد إنه موجود… ليه سايب الناس كده…؟!
(آدم…. أنت إمتي عرفت إن الفراغ اللي حواليك ده مش فراغ… وإنه ملين جزيئات وذرات من الأكسجين والنيتروجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء مع ملايين من العناصر والكائنات الميكروسكوبية؟….)
يمكن علي أواخر المرحلة الابتدائية كده…
(طيب تعرف الكوكب اللي هناك ده بيبعد كام سنة ضوئية عن الأرض؟)
أنا أصلا أول مرة أشوفه!.. يبقي هعرف اللي بتسأل عليه ده إزاي؟!
(طيب فهمت معني الموت إمتي؟)
يعني لما أول مرة شفت جدي مات ف بيتنا بس مكنتش فاهم ولا عارف أكتر من إنه نايم ممدد ومش هنشوفه تاني
(جميل يا عم آدم… لو أنا أخدتك علي شاطئ البحر وقلت لك احفر حفرة ف الرمل وانقل مية البحر جواها بجردل… هتعمل إيه؟).
هقول عليك مجنون!! ده أنا لو عشت عمري كله مستحيل ده يحصل ويتم
(طيب لما هو مستحيل… إزاي عاوز تجيب فكر وكيان الله اللانهائي وتشوفه بنظرك المحدود ونطاق إدراكك اللي ميعرفش يشوف بزاوية 360 درجة وهو واقف مش بيتحرك….
طيب هسألك سؤال تاني… ينفع ذرة ماء تدخل في نطاق أشعة الشمس والبروتونات اللي بتنبثق منها وتكون لسه بنفس طبيعتها ذرة ماء؟
لا طبعا مستحيل… أكيد دي طبيعة ودي طبيعة تانية خالص.
(يبقي الناس إزاي مش مدركة إن علشان يعاينوا عالم الروح لازم يكونوا في نطاق آخر من الإدراك والطبيعة؟
طيب إحنا أخذنا ناس زيك قبل كده وعرفوا وشافوا كل حاجة وبعدها جالنا الأمر من الخالق إنهم يرجعوا تاني للحياة لأنه لسه مش ميعادهم ورجعوا وحكوا للي حواليهم كل اللي شافوه.. واتكتب في كتب موثقة بالأحداث اللي تخلي الكافر يؤمن بوجود ربنا وفعلا الملحد منهم آمن بالله وكمل باقي عمره بطريقة مختلفة تماما… ده اللي رجعوا حكوا اللي كان بيحصل في مكاتب الدكاترة وفي حجرات عيانين وهو كان ف الوقت ده ميت في مشرحة المستشفي… هل ده خلا الإلحاد ينتهي لا بالعكس ده بيزيد كمان.
طبيب ليه.. وازاي؟
(لأن الملحد ده حبيبنا… تبعنا إحنا… مذلول لينا ربطينه بسلاسل من الفولاذ.. كل واحدة منها أصعب م التانية.
شهوة… مال… جنس… تعظم معيشة… غضب… انحراف, خلاص بقي مدمن زي الكلب ومصلحته إنه ينكر وجود الله يمكن الجحيم اللي هو فيه يهدأ عليه شوية…
أصل خلي بالك معايا الحاجات دي أول كام مرة بس اللي بتبقي ليها زهوة بعد كده البني آدم بيكون منساق زي البهيمة وعبد لشيطانه اللي عشش فيه وسلبه حريته…
بنخليه خاتم ف صباعنا أي حد يطلع بنظرية يطبلله أي حد يقول طيب ربنا فينه من الظلم اللي بيحصل للناس يطبلله… أي حد يطلع ويقول لهم المتدينين بيشرحوا وبيقطعوا ف بعض يطبله هو مش دريان أصلا ولا يهمه يدري…
هو اللي يهمه إنه يكتم الصوت اللي مش هيخليه ينام لو اعترف بوجود ربنا… فبيزيط ف الزيطة وهو أغبي من الغباء واجهل من الدابة
لكن بيحس أنه مش لوحده ومعاه عزوة.
بس اللي أعرفه إنهم ليهم أدلتهم وتفسيراتهم ودعائمهم اللي بيروجوا بيها للالحاد.
(طيب ما هو لازم كده… وأنت متخيل إننا هيكون لينا جيش من غير سلاح)!!.
عارف إحنا بنعمل إيه… إحنا بنخلي الإنسان يعوز إنه يحط رأسه برأس ربنا ف طبعا لازم ميفهمش… ف ببساطة بيلحد.
الله واحد تعاليمه واحدة وصاياه واحدة… الإنسان وتفسيراته ومحاولاته البشرية للخوض في نوايا وتفكير وترتيب الخالق هي سبب تعاسته.
الإنسان جواه روح هي جزء من روح الخالق لو تحسس الصح والغلط فيها وبيها بالسليقة هيعرف بسهولة جدا اللي الله عاوزه وهيوفر علي نفسه توهان كتير).
إيه ده… إيه ده… إيه النار المرعبة اللي هناك دي… وإيه صوت الصريخ اللي جاي من هناك ده!!.
(بشويش علينا يا آدم… هتشوف كل حاجة وهتفهم كل حاجة…)
ومشي الشيطان مع آدم مسافات رهيبة في لمح البصر لحد ما وقفوا قدام باب ضخم مكتوب عليه؟؟.
يتبع