شدد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء على أهمية تحديد نقاط محددة للتعاون المشترك بين مصر والأردن، والمُضي قدما من خلال التشاور بين وزيرة الصناعة الأردنية، ووزيرة التعاون الدولي المصرية لبدء عمل اللجان الفنية التي يتعيّن تفعيلها خلال الفترة المقبلة في كافة مجالات التعاون المشترك، وفي مقدمتها مجال النقل البري للأفراد والبضائع، والذي تفرض عليه الظروف الراهنة تحديات كبيرة، وأهمها أزمة كورونا التي فرضت على الدول اتباع إجراءات وقائية لضمان سلامة أفرادها وأراضيها من انتشار هذا الوباء، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة تذليل كافة التحديات لدفع التعاون الثنائي قدما بين البلدين.
كما أكد رئيس الوزراء على أهمية قطاع الطاقة في تعزيز التعاون الثنائي بين مصر والأردن، والثلاثي بانضمام العراق، سواء فيما يتعلق بالربط الكهربائي، أو في مجال البترول والغاز، معربا عن أمله في أن يكون هناك تواصل دائم بين الوزراء المعنيين لدفع التعاون في هذا القطاع جنبا إلى جنب كافة القطاعات الأخرى؛ وذلك حتى يتسنى بناء قاعدة قوية لعقد اللجنة الثلاثية بين البلدين.
اختتم رئيس الوزراء حديثه للوفد الأردني، بطلب نقل تحياته إلى شقيقه رئيس الوزراء الأردني؛ لحين لقائه في فرصة تُتاح قريبا، متمنيا للحكومة الأردنية الجديدة دوام التوفيق والسداد.
من جانبه، تحدث السيد محمد حسن داوودية، وزير الزراعة الأردني، ورئيس وفد بلاده في المباحثات الثنائية، معربا عن سعادته لتواجد الدكتور مصطفى مدبولي في جلسة المناقشات التي تتم بين البلدين، مؤكدا أن هذا تكريم للوفد الأردني، ونحن نقدره، وهو تعبير صادق عن السعي لتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي لتفعيل التعاون المشترك، مؤكداً أن الوزراء الأردنيين مكلفون أيضاً بتنفيذ تكليفات الملك عبد الله الثاني بشأن تعزيز هذا التعاون بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
قال وزير الزراعة الأردني: نحن أمامنا في الجلسة المشتركة بعض المسائل والملفات سنعمل معا للتوصل إلى مقترحات تنفيذية محددة بشأنها، مؤكدا أنهم سيعملون في الوقت نفسه على تحديد صيغة مشتركة لكافة المعوقات التي قد تواجه تنفيذ المشروعات المشتركة، موجها الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية بكافة أعضائها على الاهتمام الكبير الواضح؛ من أجل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
من جانبها، أشارت المهندسة مها عبدالرحيم، وزيرة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية، إلى أن اللجنة المصرية الأردنية تعد من أكثر اللجان المشتركة المنتظمة، وهو ما يدل على اهتمام قيادتي الدولتين بدعم وتعزيز العلاقات الثنائية، مشيرة إلى أن هناك سعيا دائما من الجانبين لزيادة حجم التبادل التجاري، والعمل على إزالة أية معوقات من الممكن أن تواجه تحقيق هذا الهدف، منوهة في الوقت نفسه إلى أنه جار التوصل إلى مذكرة تفاهم فيما يتعلق بالتعاون في مجال الدواء وتسجيله في كل من البلدين، وهناك تنسيق في عدد من ملفات التعاون الأخرى التي تشهد تنسيقا مستمرا من مسئولي البلدين، كما يتم متابعة ما يتم الاتفاق عليه، بما يخدم مصلحة الشعبين.
أكدت المهندسة هالة زواتي، وزيرة الطاقة والثروة المعدنية، أن الجانبين المصري والأردني يعملان على تفعيل المشروعات المشتركة في مجال الطاقة بين البلدين، معبرة عن ثقتها في أن قطاع الطاقة من الممكن أن يكون نموذجا للتعاون المشترك بين البلدين، مشيرة إلى استمرار التفاهم والتنسيق مع الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، بشأن المشروعات المشتركة التي يمكن تنفيذها معا لخدمة الشعبين الشقيقين.
علق وزير الكهرباء المصري على ذلك، بالتأكيد على أن هناك بالفعل خط ربط كهربائي مع الأردن، وهناك خطط توسعية تتم بالفعل حاليا في هذا المجال، ونعمل جاهدين لتذليل أي معوقات قد تحول دون تنفيذ هذه الخطط التوسعية على الفور وفق توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما عبر وزير البترول المصري عن سعادته بمسار التعاون المشترك مع المملكة، الذي يشهد نجاحا ملحوظا، متطلعا إلى زيادة تفعيل أطر هذا التعاون خلال المرحلة المقبلة.
فيما أكد المهندس يحيي موسى، وزير الأشغال العامة والإسكان الأردني، عن سعيه للتنسيق مع الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، مؤكدا أن هناك مجالات عديدة للعمل المشترك يمكن أن تتم دراستها خلال لقائه بشقيقه وزير الإسكان المصري، ولاسيما في مجالات التشييد، والمقاولات والاستشارات الهندسية، وإعادة الإعمار بالنسبة للتعاون الثلاثي مع العراق.
جاء ذلك خلال عقد جلسة مباحثات ثنائية بين وفدى مصر والأردن، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبحضور عدد من الوزراء والمسئولين .