يقع على بعد أقل من كيلو متر خلف جبانة البجوات وهو عبارة عن بقايا حصن روماني كان بمثابة حصن كبير عبارة عن مبنى ضخم، وفي الجهة الغربية منه يوجد الجزء الأقدم من المبنى وهو عبارة عن مساكن مستقلة ذات سقوف على هيئة قبو كانت تقام بها الطقوس الدينية وتستخدم أيضاً كسكن للتجار العابرين .
ولقد ارتبط اسم الكاشف بالنظام الإداري للواحات ففي عصر المماليك وضعوا بجانب كل نائب شرع، نائباً عنهم يسمى “كاشفاً” لم يكن من اختصاصه إلا تحصيل الضرائب الأميرية وحفظ نظام الأمن العام.! وقد كانت تُستانف الأحكام إلى مجلس الشرع بالداخلة، حيث كانت الخارجة تحت حكم الداخلة وكانت كلتاهما جزءاً متمماً لولاية سميت “بالأشمونيين” ومنفلوط وجرجا والواحات.
يقول الأستاذ لطيف شاكر ، باحث في التاريخ القبطى بمصر، وعلى مسافة نصف كيلو شمال جبانة البجوات يقع دير يحمل اسم عين مصطفى الكاشف، لأنه كان يقيم به شخص بهذا الاسم في عصر المماليك يقوم بتحصيل الضرائب إذ أن الدير كان يعتبر مكانا عاما واطلق اسمه على عين المياه المجاورة ، وهذا الدير يعود إلى فترة ما بين القرن الخامس والسادس الميلادي وهو عبارة عن بقايا دير قبطي على هيئة حصن كبير وكان يتكون من ثلاث طوابق معظمها قلالي صغيرة للرهبان.
وحدث أثناء فترة بدعة آريوس، أن تم نفي البابا أثناسيوس إلى الواحة الخارجة مما ساعد كثيرا على انتشار المسيحية انتشارا كبيرا ورفع الثقافة المسيحية بين الأهالي . ومنذ القرن الخامس بدأت نذر الخطر تحيط بالمنطقة بسبب غارات القبائل الصحراوية واستمرت حالة عدم الاستقرار في القرن السابع وما بعده حتى ساءت الحالة في الواحات الخارجة سوءا شديدا , وبحلول القرن الخامس عشر عاد شئ من الازدهار والاستقرار للمنطقة لكن اختفي الاسقف القبطي وربما اختفت المسيحية عن الواحة الخارجة ومن الروايات المسيحية القديمة تذكر أن تاريخ وصول المسيحية للواحات الخارجة كان في القرن الأول الميلادي علي يد القديس برثلماؤس واستشهد في واحة البهنسا احد اسماء الواحات القديمة وحاليا يخدمها آباء رهبان من دير المحرق بأسيوط.