عقدت سفارة فنزويلا البوليفارية بمصر ومركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية مائدة مستديرة بعنوان “الانتخابات البرلمانية في فنزويلا 2020: قراءة في نتائجها”.
تحدث في المائدة مجموعة من المتخصصين وأدارها الدكتور محمد طلعت مساعد رئيس تحرير جريدة الجمهورية.
واستهل الندوة المهندس عبد السلام الخضراوي رئيس مركز الحوار وعضو مجلس النواب الذي أكد ان الاستحقاق النيابي الذي جرى لاختيار أعضاء البرلمان الفنزويلي في السادس من ديسمبر الجاري قد شهد تطورًا كبيرًا على مختلف المستويات أبرزها؛ الإجراءات الهادفة لضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية وذلك في ضوء التدابير التي اتخذتها القيادة السياسية بهدف دعم التعددية الحزبية، وتشجيع المنافسة السياسية، من خلال إفساح المجال أمام أحزاب المعارضة الوطنية للمشاركة في هذه الانتخابات.
وقال ويلمر أومار بارينتوس، سفير فنزويلا البوليفارية بمصر وإريتريا: إنه تم الإبقاء على 87 دائرة انتخابية سارية في انتخابات 2015 النيابية، منها 53 دائرة فردية، تمثل 60.92٪، و 34 من القوائم، تمثل 39.08٪. كما تم تطبيق نفس الآلية التي تم تبنيها قبل 5 سنوات بشأن التكافؤ والتناوب بين الجنسين ، والتي تنص على ترشيح 50٪ من المرشحين لكل جنس، لافتًا إلى مشاركة 1600 مراقب وطني، وأكثر من 200 خبير وضيف دولي.
وأضاف أن لجنة الرقابة الدولية قدمت في السابع من ديسمبر تقرير عن الانتخابات البرلمانية لعام 2020 تعترف فيه بشرعية وقانونية الانتخابات البرلمانية.
وأوضح بارينتوس أن الحكومة أعطت العديد من الضمانات لأحزاب المعارضة كي تشارك في الانتخابات. ولإيمان مادورو بعدالة المشاركة في الانتخابات منح عفو رئاسي لأفراد من المعارضة قاموا بأعمال شغب كي يستطيعوا المشاركة في العملية الانتخابية.
وقال: “نظمنا الانتخابات وفنزويلا في حالة حصار ويصعب توفير الغذاء والدواء ويصعب إنتاج مواد الطاقة لأن الولايات المتحدة التي تمدنا بقطع غيار الآلات توقفت عن ذلك، فضلًا عن الحرب النفسية التي تُشن يومياً على الشعب لإفقاده الثقة في مؤسسات الدولة.”
وتابع السفير الفنزويلي حديثه قائلًا: ” في عام 2019 قامت 9 دول أوروبية بانتخابات، 4 من بين تلك الدول لم تتعدى نسب مشاركتهم 30% ولم يقل أحدًا أن تلك الانتخابات غير موثوق بها. لو فنزويلا دولة تعتمد في انتاجها على البطاطس مثلا لن يهتم بنا أحد، لكن الأراضي الفنزويلية تحمل 90% من احتياطي البترول في العالم وعلى بعد 4 ساعات من الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن فنزويلا تاسع أكبر دولة في احتياطي الماء العذب، وثاني أكبر احتياطي من الذهب، وخامس أكبر احتياطي من الحديد، وثامن أكبر احتياطي من الغاز، واحتياطي كبير جدًا من الألماس، ولدينا 30 مليون هكتار أراضي صالحة للزراعة، ومجمّع سيمون بوليفار لتصنيع الطاقة المائية.”
وأضاف: “هناك من يعتقد أن هذا الحصار منذ أربع سنوات فقط، لكن في الحقيقة نحن محاصرون من أيام هوجو شافيز بحجة أن الفكر السياسي في فنزويلا ضد الفكر العالمي. وهناك الكثيرون يخرجون ويتحدثون عن اهتمامهم بحقوق الإنسان في فنزويلا، ويقولون من أجل حقوق الإنسان سنزيد العقوبات على فنزويلا، والنتيجة أن من يخسر هو المواطن العادي. وأنا أرى إن ذلك نفاق لأن أبسط حقوق الإنسان أن يجد الإنسان مأكله ومشربه ودوائه وأمنه في بلده، وهم مايمنعونها عننا.” مؤكدًا أن حقوق الإنسان أصبح سلاح في يد الدول الكبرى لقمع الدول الأخرى.
وأشار إلى أن الديموقراطية في فنزويلا ليست كاملة لكنها في وضع أفضل مما في دول أخرى لأن المواطن الفنزويلي سواء أكان فقيرًا أو غنيًا فهو يعرف مايدور في فنزويلا ويتحدث في السياسة.
وشدد بارينتوس على وجوب دعم دول الجنوب لبعضها البعض. ملمحًا إلى أنه بالرغم من أن دول الجنوب أغنى إلا أن الرغد دائما في الشمال، فالكهرباء التي تضيء ناطحة سحاب أمريكية يمكنها أن تضيء عاصمة نيكارجوا بأكملها.
وتطرق إلى دعم الدول لفنزويلا مؤكدًا على دعم دول عدم الانحياز والذين يبلغون 120 دولة لفنزويلا، من بينهم مصر. وقال: “جمهورية مصر العربية دائما ماتتحدث عن أهمية احترام حق الشعوب في تقرير مصيرهم. بعد العديد من النقاشات اكتشفننا أننا يمكننا التعلم الكثير من المصريين. وقد احتفلنا بمرور 70 عام على بدء العلاقات بين البلدين. وأذكر أن فنزويلا اشترت عام 1950 أثارًا مصرية وهي حاليًا معروضة في المتحف الثقافي الفنزويلي.”
وختم ويلمر أومار بارينتوس حديثه قائلًا: “مصر حاليًا تحتل موضع القيادة في إفريقيا وأضافت الكثير للحضارة العالمية، فقد بعثت في العالم روح الفرعونية، ولا يستطيع أحد أن يطمس الدور المصري لأنه حينها كمن يقوم بطمس الشمس وإخفاءها. وكما تلمع مصر في إفريقيا، ستلمع فنزويلا في أمريكا اللاتينية، وسنكون شمسين تمنحا الدفء للعالم.”
وقالت تانيا أجيار فرنانديز، سفيرة كوبا بمصر: “تتمتع فنزويلا بثروات طبيعية هائلة وبموقع مثالي يجعلها دولة قوية جدًا. لكنها محاصرة منذ إطلاق هوجو شافيز للثورة البوليفارية، وهو حصار تقوده واحدة من أكبر الدول الاقتصادية في العالم، ولكن، وبالرغم من كل هذا، استطاع الشعب الفنزويلي الوقوف أمام هذا الحصار وإتمام الانتخابات البرلمانية ولسان حاله يقول: “أريد ثورتي أريد ديموقراطيتي”، فالنظام السياسي الفنزويلي يسعى لتقديم العدالة على كل المستويات في التعليم والصحة والغذاء وفرص العمل.”
ثم ناقشت الدكتورة مي غيث الباحثة في الشئون السياسية في ورقة العمل المقدمة بعنوان ” الانتخابات التشريعية في فنزويلا – ديسمبر 2020″ أهمية التوقيت لإجراء الانتخابات البرلمانية في فنزويلا، خاصة في ظل ما تشهده البلاد من أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية، وآليات العملية الانتخابية التي تمت باستخدام تقنيات أكثر تطوراً على المستوى العالمي للتصويت الإلكتروني وعمليات الفرز وذلك لضمان نزاهة العملية الانتخابية.
أما عن نتائج الانتخابات ومستقبل فنزويلا بعدها فقد ناقشتها الدكتورة ايمان عبد الحليم الباحثة في المركز الدبلوماسي الاستراتيجي في ورقة عمل بعنوان “الانتخابات الفنزويلية ديسمبر 2020.. قراءة في النتائج والتداعيات”، والتي أكدت أن الانتخابات سيكون لها تأثير مباشر على الأوضاع الداخلية في فنزويلا والأوضاع الخارجية، مشيرة إلى أنه الممكن أن تعمل الانتخابات على تسهيل الحوار الداخلي والبحث عن حلول للأزمة، فهي يمكن أن تساعد في تحقيق استقرار المناخ السياسي وظهور معارضة برلمانية معتدلة، ومن ثم تخفيف الصراع السياسي في فنزويلا.