أنطون سيدهم .. والوحدة الوطنية
إلي الإخوة أعضاء الجماعات المعتدية علي إخوانهم الأقباط وممتلكاتهم بمحافظة المنيا أوجه هذه الرسالة, راجيا أن تكون محل دراستكم وتفكيركم بكل عمق وروية, بعيدا عن الانفعالات والتوترات التي تؤثر علي فكر الإنسان وتجعله يخطئ في النتائج التي يصل إليها, لذا أرجو أن يكون ما تصلون إليه من نتائج في هدوء وروية بعيدا عن الحقد والكراهية والضغينة. وأيضا بعيدا عن شعارات الوحدة الوطنية وغيرها التي لم تعد تجدي في إقناعكم بالكف عن اعتداءاتكم الغاشمة.
إن الأقباط هم مواطنون لهم حقوقهم التي كفلها لهم الدستور والقانون كإخوانهم المسلمين تماما, والتي يجب أن يحترمها الجميع في سلام ووئام ويعملون سويا لرفعة مصر وتقدمها, تظللهم المحبة والوفاق والتعاون الصادق, وهذا ما سار عليه آباؤنا وأجدادنا طوال الألف وأربعمائة عام الماضية.
كيف تقومون بهذه الاعتداءات والإسلام الذي تدينون به وتنادون بتعاليمه قد نهي عن ذلك وأمر بالمعروف والسلام, كما أن النبي صلي الله عليه وسلم قد أوصي بنا خيرا, نعم كيف بالله عليكم وأنتم الذين تدعون التدين والحرص علي أحكام الدين تخالفون ما أمركم به ونهاكم عنه.
ماذا تبغون من وراء هذه الاعتداءات الغاشمة؟ إن لكل عمل غاية ولكل تصرف هدفا, ما هو هدفكم من حرق الكنائس وتخريب محال وممتلكات إخوانكم الأقباط؟ إني أتساءل وأحلل تصرفاتكم وأحاول الوصول إلي جواب فلا أصل, لقد كان الأقباط دائما أبدا علي علاقات طيبة بكم وبعائلاتكم, لم يقترفوا جريمة ضدكم ولم يسيئوا إليكم, وحتي لو فرض وأخطأ أحد الأقباط في حق أحدكم. أليس هناك قانون لمعاقبته؟- ما ذنب الكنائس لتحرقوها, وما هي جريمة الأبرياء لتخربوا محالهم ومساكنهم بدون ذنب ولا جريرة. هل يرضي عن هذا الدين الإسلامي الذي تتمسكون بأحكامه؟ قطعا الجواب بالنفي, إذ أنه دين المحبة والسلام.
أيها الإخوة المعتدون.. إننا نرجو لكم كل خير ونسامحكم علي ما اقترفتموه في حقنا, لأن ديننا هو دين المسامحة والغفران: سامحوا لاعنيكم, صلوا من أجل المسيئين إليكم. كما أن الله عز وجل قد نهانا عن الانتقام لي الانتقام, أنا أجازي, يقول الرب فلله وحده حق الانتقام, ومن يحاول أن ينتقم فقد اعتدي علي حق الله الذي احتفظ به لذاته المصونة, لذا فنحن الأقباط لا نفكر بتاتا في الانتقام من المعتدين علينا, بل نصلي من أجلهم ونطلب لهم الغفران والهداية.
أيها الإخوة المعتدون.. ليس هناك سبب لبغضائكم, ولا داع لكراهيتكم, ولا محل لما تقترفونه ضدنا من اعتداءات لا يرضي عنها الضمير ولا الدين ولا القانون, إننا نفتح أذرعنا لكم ليحل علينا جميعا سلام الله ومحبته, الله يكللنا جميعا برحمته ورعايته.