قالت هيئة الإذاعة البريطانية –بي بي سي- نقلًا مركز الاقتصاد وأبحاث الأعمال “سي إي بي آر” الرائد إن الصين ستصبح أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2028، متفوقة بذلك على الولايات المتحدة، قبل خمس سنوات مما كان متوقعا في السابق.
وأفاد المركز أن إدارة بكين الماهرة للأزمة ستجعلها الاقتصاد العالمي الرئيسي الذي سيتوسع العام المقبل.
وفي تقرير سنوي نُشر السبت، قال المركز “لبعض الوقت، كان الموضوع الرئيسي في الاقتصاد العالمي هو الصراع الاقتصادي والقوة الناعمة بين الولايات المتحدة والصين”. مشيًرا إلى أن جائحة كوفيد-19 والتداعيات الاقتصادية المصاحبة لها رجحت بالتأكيد كفة الصين في هذه المنافسة.
وكان من المتوقع أن يبلغ متوسط نمو اقتصاد الصين 5.7% سنويًا ما بين عامي 2021 و2025 قبل أن يتباطأ إلى 4.5% سنويًا من 2026 إلى 2030.
هذا وقد شهد الاقتصاد الصيني، وهو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، نموا بنسبة 4.9% بين يوليو وسبتمبر، مقارنة بالربع ذاته من السنة الماضية.
بيد أن نسبة النمو تظل أقل من 5.2% وهي النسبة التي توقعها الاقتصاديون.
وتتصدر الصين الآن جهود التعافي الاقتصادي في العالم بناءً على آخر الأخبار المتعلقة ببيانات الناتج المحلي الإجمالي.
وتظل نسبة النمو التي سجلها الاقتصاد الصيني، وهي تقريبا 5%، بعيدة كل البعد عن الركود الذي شهده الاقتصاد الصيني في بداية عام 2020 عندما بدأ الوباء بالتفشي.
وأظهرت بيانات من جمارك بلدية شانغهاي –بحسب وكالة الأنباء الصينية شينخوا- أن التجارة بين شانغهاي ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ظلت قوية لهذا العام على الرغم من تأثرها بجائحة كوفيد-19.
واستوردت شانغهاي سلعا تزيد قيمتها على 339.3 مليار يوان (حوالى 51.9 مليار دولار أمريكي) من الآسيان في أول 11 شهرًا من هذا العام، بزيادة 6.1% عن نفس الفترة من العام الماضي.
من ناحية أخرى، تم تصدير منتجات بقيمة 433.37 مليار يوان من شانغهاي إلى دول الآسيان، بانخفاض 4.1% على أساس سنوي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تأثير الجائحة، وفقا لجمارك شانغهاي.
وكانت منتجات الدوائر المتكاملة أكبر فئة من السلع التي استوردتها شانغهاي من الآسيان في أول 11 شهرًا، والتي سجلت قيمة استيراد إجمالية قدرها 85.64 مليار يوان، الأمر الذي يمثل نموا بنسبة 20.5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ويشكل 25.2% من إجمالي قيمة الواردات من الآسيان خلال هذه الفترة.
وكانت فيتنام أكبر شريك تجاري لشانغهاي في المنطقة خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر، حيث استحوذت على 27.4% من إجمالي تجارة شانغهاي مع الآسيان.
وفي تقرير آخر نشرته شينخوا، توقع المعهد الصيني لتخطيط وبحوث صناعة المعادن في دراسة له أن يصل استهلاك الصين من الصلب إلى 991 مليون طن في عام 2021، بزيادة 1% على أساس سنوي.
وأوضحت الدراسة أن الزيادة الطفيفة في الاستهلاك سيدفعها التعافي الاقتصادي الأسرع.
وأضافت أن الطلب على صناعات البناء والمعدات سيشهد انتعاشا العام القادم، مع ارتفاع الاستهلاك في القطاعين إلى 580 مليون طن و 160 مليون طن على الترتيب.
وفي ضوء تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات كوفيد-19، توقعت الدراسة ارتفاع الطلب العالمي على الصلب إلى 1.83 مليار طن في عام 2021، بزيادة 4.9% على أساس سنوي.
وخلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الجاري، ازداد إنتاج الصين من الصلب الخام بواقع 5.5% على أساس سنوي إلى 960 مليون طن، بينما من المتوقع أن يصل الإنتاج والاستهلاك خلال العام بأكمله إلى 1.05 مليار طن و981 مليون طن على الترتيب.