إن الثقافة تشكل قطاعًا مهما من القطاعات التي توليها الحكومة أهمية بالغة، باعتبارها إحدى آليات بناء الإنسان وتشكيل وعي مستنير لكل أفرادالمجتمع، إلى جانب ما تمثله من ترسيخ للهوية وتعزيز لقيم المواطنة، وهذا ما أكد عليه كل من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة حول استمرارية الحياة الثقافية في ظل الإجراءات الاحترازية المشددة، مضيفًا: أن النهوض بهذا القطاع يسير جنبا إلى جنب خطط عمل الدولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والرؤية العامة لبرنامج الحكومة.
و في إطار الدور التنويري والتوعوي والترفيهي الذي تقدمه وزارة الثقافة لمختلف الفئات في المجتمع عادت أنشطة وزارة الثقافة، و تم مراعاة أن تكون الأنشطة الثقافية والفنية الفعلية التي تقدمها قطاعات الوزارة وفقاً لقرارات رئاسة مجلس الوزراء بشأن تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية بنسبة 25% من الطاقة الاستيعابية للمقرات الثقافية.
أول دولة عربية وإفريقية
————————-
وصرحت وزيرة الثقافة، أن أروقة الوزارة أثبتت قدرتها على مواجهة الظروف القاسية التي مر بها العالم جرّاء انتشار فيروس كورونا؛ حيث كان لمصر السبق كأول دولة عربية وإفريقية تعيد الأنشطة الثقافية والفنية للحياة، حيث قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة مجموعة من الفعاليات في قصور الثقافة بالمحافظات، يتمثل أبرزها في احتفالات ذكرى ثورة 23 يوليو، واحتفالات ذكرى تأميم قناة السويس، وذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة، وبلغ عدد الأنشطة الفعلية التي تم تقديمها بقصور الثقافة بعد العودة التدريجية 610 أنشطة ثقافية وفنية بإجمالي مستفيدين بلغ عددهم 10860 مستفيدا .
قدم المجلس الأعلى للثقافة، فعاليات الأنشطة الفكرية والثقافية من محاضرات ثقافية وندوات وسلسلة الفنون التشكيلية والعمارة والتي حضرها مايقرب من 500 مستفيد بجانب البث المباشر على قناة المجلس.
أما صندوق التنمية الثقافية، فقد قدم 34 نشاطاً متنوعاً ما بين ندوات ثقافية، وحفلات غنائية وموسيقية، ودورات تدريبية، وورش تدريبية، وعروض سينمائية،ومعارض، وورش تدريب على الخزف، وعروض فنية متنوعة على المنصات الإلكترونية التابعة لصندوق التنمية الثقافية
معارض الكتاب
———————
ومن أهم الأنشطة التي عادت معارض الكتاب ، وكانت البداية معرض الإسكندرية للكتاب الذي أقيم في الفترة من 1 حتى 10 أكتوبر بأرض كوتة بالأزاريطة، ويعد المعرض بداية لعودة معارض الكتاب بالمحافظات بعد توقفها بسبب جائحة كورونا.
اقيم المعرض ، بمشاركة٩٥ ناشر، ومشاركة مختلف قطاعات وزارة الثقافة منها المجلس الأعلى للثقافة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، بالإضافة إلى مكتبة الإسكندرية وأكاديمية الفنون، ومؤسسة دار المعارف الأهرام.
وتم التنسيق مع وزارة الصحة من خلال مديرية الصحة بالإسكندرية لتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، والتي تشمل قياس درجات الحرارة،والمرور عبر بوابات التعقيم الذاتى، والالتزام بارتداء الأقنعة الطبية، والحفاظ على مسافات التباعد الآمن إضافة إلى تحديد عدد الزوار طبقا للطاقة الاستيعابية، مع تواجد فريق من الطب الوقائى لمتابعة إجراءات السلامة.
وقد ضم جناح هيئة الكتاب ما يقرب من ٥٠٠ عنوان من أحدث إصداراتها بمختلف السلاسل والمجالات، وتم عمل تخفيضات وخصومات هائلة.ومن المؤلفات التي تضمنها سبع سنوات في طيبة للواء سمير فرج، قصور مصر، تاريخ العلوم في الحضارات القديمة، تحريرالعقل، عطيل، ميراث مصر الاسطورى، المجموعات الشعرية وديع سعادة، مسرح برنارد شو، وغيرها من العناوين، بالإضافة إلى كتب الأطفال، وجناح كتب مكتبة الأسرة والكتب المخفضة، وقد شهد معرض الإسكندرية إقبالا كبيرا على كتاب “شخصية مصر” للكاتب جمال حمدان، حيث نفذت الكمية الأولى منه بمعرض الهيئة العامة للكتاب في الساعة الأولى من افتتاح المعرض وعددها 200 نسخة كل نسخة 4 أجزاء .
وتم تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، حيث شملت قياس درجات الحرارة، والمرور عبر بوابات التعقيم الذاتي، والالتزام بارتداء الأقنعة الطبية، والحفاظ على مسافات التباعد الآمن إضافة إلى تحديد عدد الزوار طبقا للطاقة الاستيعابية التي حددها مجلس الوزراء.
وذكرت الدكتورة إيناس عبد الدايم، أن نجاح المعرض ظهر منذ البدايات خاصة بعد رصد ردود الفعل الإيجابية للناشرين، والتى ظهرت من خلال نسب المبيعات والحضور الجماهيرى، التى تعكستربع الكتاب على عرش الثقافة، وتؤكد ثقة القارئ فى المنتج الثقافى للدولة، علمًا بأن أسعار الكتب بمعرض الإسكندرية كانت فى متناول الجميع تحقيقا للعدالة الثقافية، حيث تبدأ من جنيه واحد لبعض الإصدارات وأقل من خمسة جنيهات للكثير منها.
أيضًا افتتح الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة العامة للكتاب نائبا عن وزيرة الثقافة، ومحافظ الدقهلية الدكتور أيمن مختار، معرض المنصورة للكتاب، والذي توقف منذ ما يقرب من 15 عاما بمشاركة قطاعات وزارة الثقافة ومنها الهيئة العامة لقصور الثقافة والمشروع القومي للترجمة ودار الكتب والوثائق القومية والمجلس الأعلى للثقافة وبمشاركة ٣٥ دار نشر خاصة. واقيم المعرض في الفترة من ٢٠ وحتى ٣٠ أكتوبر الماضي، بحديقة شجر الدر كورنيش نيل المنصورة على مساحة ١٠٥٠ متر.
وأكد هيثم الحاج على، خلال افتتاحه المعرض أنه المعرض الثالث الذي تم افتتاحه على مستوى العالم بعد جائحة كورونا. ويعد معرض الاسكندرية المعرض الثاني.
وأهدى رئيس الهيئة العامة للكتاب المحافظ عددا من إصدارات الهيئة من بينها كتاب حكايات الولاد والأرض. وتقدم للمشاركة في المعرض عدد كبير من دور النشرالمصرية، وذلك بعد إجراء قرعة لاختيار دور النشر نظرًا لكثرة المتقدمين، ولكن تم تحديد عدد محدد لمنع التكدس ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا كوفيد 19 المنتشرة في مختلف دول العالم.
أقيم بعد ذلك ولأول مرة معرض للكتاب بساحة دار الأوبرا يقام بالتعاون بين دار الأوبرا المصرية والهيئة المصرية العامة بمشاركة أكثر من 50 دار نشر.
حفلات دار الأوبرا
—————
قدمت دار الأوبرا المصرية على مسارح النافورة، والمسرح المكشوف، ومسرح سيد درويش بالإسكندرية” في القاهرة والإسكندرية ” 47 حفلاً وتنوعت الحفلات ما بين حفلات الموسيقى العربية ، وهابيات ، وكلثوميات ، وأوبرا، وتنمية مواهب ، ومجموعة من الأغاني والمؤلفات الوطنية المصرية، وحفلات الفرق الفنية الشبابية.علما بأن مسرح النافورة الذي تم استحداثه في ساحة الأوبرا الخارجية لإقامة حفلات فنية في الهواء الطلق شهد نصيبا كبيرا من الحفلات الفنية حفاظاً على سلامة الرواد والعاملين مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية التي تتبعها الدولة المصرية لمواجهة انتشار فيروس كورونا .
المتفائل وأفراح القبة
————–
وفيما يخص قطاع شئون الإنتاج الثقافي ، تم التنويع في برامج وأنشطة السيرك القومي والعروض المسرحية والعروض الغنائية في القاهرة والإسكندرية، ليصل إجمالي العروض إلى ٩٢ نشاطا فضلاً عن تقديم١٢ عرضاً متنوعاً للكبار والصغار على المسارح التابعة للبيت الفني للمسرح . حيث قدمت فرقة المسرح القومي، التابعة للبيت الفني للمسرح، عرض “المتفائل” للنجم سامححسين، على خشبة المسرح القومي بالعتبة. وهى مأخوذة عن نص “كانديد” للكاتب الفرنسي موليير، وتدور أحداثها حول شخص يحارب كل مشكلات وأمراض مجتمعه للوصول إلى هدفه من خلال صفة التفاؤل. بطولة سامح حسين، سهر الصايغ ومجموعة كبيرة من الفنانين وإعداد وإخراج إسلام إمام.
أما فرقة مسرح الشباب بالبيت الفني للمسرح عرضت “أفراح القبة” على المسرح العائم بالمنيل وتدور أحداث الرواية خلال فترة السبعينيات،حول ممثلي فرقة مسرحية يقومون بتقديم مسرحية جديدة تحمل اسم (أفراح القبة).العرض عن رواية الكاتب نجيب محفوظ، بطولة محمد تامر، سمر علام ، ومجموعة من الفنانيين، كتابة وإخراج محمد يوسف المنصور.
البخيل.. رائعة موليير
——————–
تظل مسرحية «البخيل» واحدة من أهم المسرحيات الكوميدية في تاريخ المسرح الفرنسي والعالمي أيضًا، وقد تم تقديمها على خشبة المسرح في عدة دول،كما تمت ترجمتها إلى العربية أكثر من مرة، بل تم تقديمها على المسارح العربية، وهي للمؤلف المسرحي الفرنسي موليير، كتبها عام 1668.
قدم المسرحية مسرح الشباب التابع للبيت الفني للمسرح على مسرح أوبرا ملك مؤخرا بمجموعة من الشباب المتميزين بنفس الاسم «البخيل»، لكن الجديد والجميل أنه تم تقديم النص بالعامية المصرية، الأمر الذي حقق المعايشة مع عموم المشاهدين، وليس الصفوة فقط، وجسد دور البخيل باقتدار و بروح فكاهية غنية الفنان أشرف طلبة، على نحوٍ جعلنا نتعايش معه باعتباره نمطًا للبخيل المصرى،وليس الفرنسى، العرض إعداد وإخراج خالد حسونة وإنجي إسكندر .
والمسرحية تقدم نموذجا إنسانيا فريدا في البخل، وهو البرجوازي الثري «هيرباجون» الذي أمضى حياته يكدس المال ويبخل به على عائلته وأبنائه، والذي انعكسأيضًا على اختياراته لزوج ابنته، فقد أراد لها أن تتزوج من ثري عجوز، متجاهلا مشاعرها تجاه شاب في مثل عمرها.
رسم «موليير» شخصيات العمل بدقة شديدة وبكل تفصيلاتها وملامحها الخارجية والداخلية، حتى إننا نعايشها عند قراءة النص أو مشاهدته، ولعل ما عزز هذا هو وجود المفارقات الكوميدية في سياق الأحداث
الطوق والاسورة .. ورحلة سعيدة
———————–
كما عرض مسرح الطليعة مسرحية “الطوق والأسورة”تدور أحداثها في صعيد مصر، حيث يصور العرض معاناة الأسرة الفقيرة التي تعاني من الحرمان والفقر وتصبح ضحية للخرافات والخيالات الشعبية. العرض عن رواية يحيى الطاهر عبدالله،بطولة فاطمة محمد علي، محمود الزيات، مارتينا عادل، أحمد طارق، إخراج ناصر عبدالمنعم.جدير بالذكر أن “الطوق و الأسورة”، هو حاصد جوائز في المهرجانات العربية والدولية لعام ٢٠١٩، حيث حصل العرض على جائزة سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض عربي، ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي عام ٢٠١٩، لتصبح أول جائزة لعرض مصري في هذا المهرجان، كما حصل في شهر ديسمبر الماضي على جائزة أفضل عرض مسرحي بمهرجان أيام قرطاج المسرحية بتونس.