لا شك أن الحياة الحزبية فى النظام السياسى المصرى قد وصلت الى درجة كبيرة من الوعى والنضج ، فقد حرص المشرع المصرى فى التعديل الدستورى الاخير الذى تم فى العام الماضى على استعادة الغرفة البرلمانية الثانية للحياه النيابية مرة اخرى فى صورة مستحدثة .وهى” مجلس الشيوخ” تأكيدا على أهمية وجود مثل هذه المؤسسة التشريعية والاستشارية وتعد الغرفة الثانية اثراء للحياه السياسية وكأحد ملامح الديمقراطية، وتضم العديد من اصحاب الخبرات العلمية والمتخصصة فى كافة المجالات ممن لايمكنهم المنافسة فى معترك انتخابى ويقوم المجلس بمناقشة خطة الدولة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وايضا المعاهدات والاتفاقات الدولية وبحث ما يحول اليه من رئاسة الجمهورية او مجلس النواب الجديد .
لقد اراد مجلس الشيوخ احداث شكلا جديدا من التنوع بأحقية المرأة فى التمكين والتوطين بالمواقع القيادية، واعطائها ما تستحقه من انصاف فى مناخ ملائم هيأته القيادة السياسية ممثلة فى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى ، والشئ المفرح انه قد توافق أعضاء المجلس على تخصيص مقعدى وكالة مجلس الشيوخ لاحد الرجال وهو المستشار بهاء الدين ابو شقة من حزب الوفد والآخر لامرأة هى النائبة فيبى فوزى والتى تنتمى الى حزب الشعب الجمهورى، كأول امرأة قبطية تحتل منصب وكيل مجلس الشيوخ وهى سابقة ليس لها نظير من قبل، وهذا الفوز يعكس قدرة المرأة المصرية على القيام بأعباء المنصب.
والنائبة فيبى فوزى خريجة كلية الاعلام والتى كانت النافذه التى اتاحت لها الانخراط فى العمل العام، والقدرة على التواصل مع قضايا المواطنين وهى عضوة بالمجلس القومى للمرأة منذ انشائه عام 2000، وتعمل الان رئيسة تحرير نشرة الاخبار بتليفزيون القناة.
الجدير بالذكر أن الكتاب المقدس فى العهد الجديد يحدثنا عن أن الله قد استخدم المرأة كما يستخدم الرجل، وهو لا يفرق وهذا ما كتبه بولس الرسول قائلا ” ليس يهودى ولا يونانى ليس عبد ولا حر ليس ذكر ولا انثى لانكم جميعا واحد فى المسيح يسوع ” ( غلاطيا 3 : 28 ).