يعاني مرضى السمنة منذ فترة طويلة من الصراع مع البرامج الغذائية لإنقاص الوزن ، ويتأرجح الكثيرين ما بين الأحباط من عدم القدرة على إنقاص الوزن ، وأمنياتهم بتحقيق حلم الرشاقة والتمتع بصحة جيدة ، من هنا باتت الأرض خصبة لأشخاص غير معروفي الهوية ، يدعوا أنهم خبراء للتغذية و الرشاقة ، و أنهم استطاعوا التوصل إلى الحل السحري والوحيد الأمن تماما لنزول الوزن وتحقيق حلم الرشاقة ، من خلال كورس من الأدوية لها قدرة خارقة على تحويل الأجسام بطيئة الحرق إلى مكنة لحرق الدهون بسرعة مذهلة دون الحاجة لعمل دايت أو تمارين رياضية شاقة أو التفكير في العمليات الجراحية ، وبالتالى نزول الكثير من الكيلوجرامات في شهر واحد فقط .
ولشدة خطورة هذه الأدوية يطلق أبانوب ألبرت اخصائي التغذية العلاجية و الإكلينيكية وعلاج أمراض السمنة و النحافة، الكثير من علامات التعجب والأندهاش من تصديق الكثيرين لتلك الخرافات، وإنسياقهم وراء تلك الضجة الإعلامية مدفوعين برغبة محمومة في إنقاص الوزن في وقت سريع بدون أي مجهود ، متغافلين تماماً خطورة هذا الأمر على صحتهم ، غير متسائلين ما هي المواد الكيميائية المستخدمة في تلك الأدوية؟؟ و هل هذه العلاجات تابعة لوزارة الصحة ؟؟ و ما هو مصدرها و كيف دخلت إلي البلد ؟؟ ولماذا لا تتواجد في الصيدليات بشكل قانوني ؟؟
و يحذر أبانوب ألبرت قائلاً : وفد إلى عالم التغذية خلال السنوات الأخيرة الكثير من الأشخاص الغير مؤهلين علمياً ولا طبياً و ليس لديهم أي تراخيص لمزاولة مهنة اخصائي التغذية، ولا يتبعون للنقابة ، بالإضافة إلى أنهم يطلقون العديد من الإشاعات الغريبة المتعلقة بأنظمة التغذية المتطورة التي لا يوجد حل إلا بغيرها ، وذلك في محاولة للبحث عن “الشهرة و الاختلاف فقط ” بدون أي دافع طبي أو صحي ، مثل : أنظمة الكيتوچينيك Keto diet , و نظام الوجبة الواحدة يوميا OMD ، و نظام البروتين فقط PSMF و غيرها ، وهذه البرامج غالبا ما تكون خطيرة جداً ، و قد تؤدي إلي الوفاة في بعض الحالات المرضية ، و يجب أن تكون تحت الإشراف المباشر للطبيب و بتوصية خاصة منه حسب حالة كل مريض على حدة ، ومن هنا يتضح أن الأمر بدأ يتحول من مسار “الطب” الي “التجارة” بصحة الناس و هي جريمة لا تغتفر ..
يوضح أبانوب ألبرت أن الأدوية و المواد الكيميائية المهربة التي يتم تسويقها على الإنترنت غير خاضعة لإشراف وزارة الصحة المصرية و غير مرخصة ، لهذا هى غير متوفرة في الصيدليات ، كما أن معظمها لها تأثير مباشر و ضار في أغلب الأوقات لتأثيرها علي كيمياء الجسم ، مثل مادة “السيبوترامين sibutramine” و هي مادة شديدة الخطورة ، يتم استخدامها بشكل كبير في أدوية التخسيس و هي مادة تم منعها دوليا من قبل منظمة الصحة العالمية، و منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، و منظمة الزراعة و التغذية ، حيث أنها تعمل علي مركز الجوع بالمخ و تؤثر عليه كيميائياً بشكل مباشر ، مما يجعل المريض عند تناولها يشعر بالامتلاء والشبع ، و تكمن المشكلة في تأثير مادة ال sibutramine علي صمامات القلب ، الكبد ، و قد تؤدي في بعض الحالات إلى إعتلال الكلى ، مما يجعلها ضمن المواد الخطيرة علي الصحة .
ويوصي أبانوب ألبرت بضرورة البعد عن أدوية التخسيس إلا أدوية محددة مرخصة من وزارة الصحة المصرية، على أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب المباشر ، مؤكدا على أنه ليس هناك مفر من إتباع نظام غذائي صحي , شرط أن يكون مخصص لكل شخص على حدة، بعد حساب احتياجاته الغذائية من البروتينات، الدهون ، النشويات ، الفيتامينات، الأملاح المعدنية ، السوائل ، و اخيرا السعرات الحرارية ، وبهذا يعد البرنامج الغذائي هو الوسيلة الآمنة للتخلص من الوزن الزائد بدون ممنوعات أو حرمان من الوجبات المحببة للشخص، ولكن يتم حساب الكميات المناسبة للإحتياجات الغذائية لكل شخص على حدة .
ومن الجدير بالذكر أن أبانوب ألبرت اخصائي التغذية العلاجية والإكلينيكية – جامعة ستانفورد، ومحاضر التغذية الإكلينيكية بالأكاديمية الدولية للإدارة العربية ومحاضر التغذية العلاجية والرياضية بشركة روتابيوچين الدوائية و شركة ايجي فارما.