يقول العلماء ان الطفل فى شهوره الأولى يستطيع أن يميز صوت أمه من أى صوت غريب لذلك يرتاح لأمه حين يسمع نبراتها، و هكذا علينا أن نميز صوت ابينا السماوى حتى نرتاح اليه و نطمئن بكل ثقة حين نسمع كلماته. يقول الرب يسوع الراعى الصالح عن علاقته بخرافه “الخراف تتبعه لأنها تعرف صوته و أما الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه لأنها لا تعرف صوت الغرباء” (يو٥:١٠ ) .
صوت الله لا يسمع بالاذن الخارجية اللحمية بل له اذن خاصة داخلية مركزها القلب كما يقول اشعياء النبى “يوقظ كل صباح. يوقظ لى أذنا لأسمع كالمتعلمين” (اش٤:٥٠ )
لقد كان الرب يسوع نفسه يكلم الشعب فما لأذن اثناء وجوده على الأرض و لكن كان هناك من يفهم و يتجاوب و من يرفض و يجدف تماما كما قال القديس اغسطينوس الذى ظل صوت الله يلاحقه سنوات طويلة و لما رجع إلى الله قال :[كنت يا رب معى لكن من فرط شقوتى لم أكن معك].
لابد أن تكون هذه الأذن الداخلية صحيحة مختونة حتى تستطيع أن تسمع صوت الله فأحيانا تكون هذه الاذن مطموسة بالانغماس فى دوامة اهتمامات العالم و شهواته يقول عنها ارميا النبى “ها أن اذنهم غلفاء فلا يقدرون أن يصغوا” (ار١٠:٦ ) فى قصة الغنى و لعازر كان للغنى خمسة أخوة مثله تماما منهمكين فى أمور العالم و لهم أذان غلفاء لا تسمع و لما أفاق فى الهاوية طلب إلى ابراهيم أن يرسل إليهم لعازر ليحذرهم فقال له ابراهيم “عندهم موسى و الانبياء ليسمعوا منهم … إن كانوا لا يسمعون من موسى و الانبياء و لا إن قام واحد من الأموات يصدقون” (لو٣١:١٦ ) المشكلة ليست فى الصوت و التحذير و لكن الاستقبال معطل مشوش لا يستطيع استقبال اكثر من ارسال فى وقت واحد “لا يقدر أحد أن يخدم سيدين” (مت٢٤:٦ ) سماع صوت الله يلزمه الهدوء من صخب العالم، هدوء الفكر و الحواس من ملذات العالم لعل الصوم الذى بدأناه بالأمس يساعدنالتكون الحواس مهيئة بالأكثر لإستقبال صوت كلمة الله و ترنيم الملائكة مع الرعاة البسطاء و نهدأ من الارتباكات الكثيرة كما جلست مريم عند قدمى الرب يسوعغير مرتبكة بأمور كثيرة لأن الحاجة إلى واحد.