أنطون سيدهم .. ومشوار وطني
أنطون سيدهم .. والسياسية الداخلية
انتهت انتخابات مجلس الشعب, بعد معركة ساخنة بين الأحزاب المختلفة, التي بذلت فيها -هي ومرشحوها وأعضاؤها- مجهودات شرسة للفوز بأصوات الجماهير.. والحمد لله فقد انتهت بسلام, وبدون ما يعتور جوها من أحداث مأساوية أما بعض المصادمات التي قامت بين المتنافسين, فهي دائما ما تحدث في أية انتخابات تجري في جميع الدول, نتيجة للحماس والأعصاب المتوترة بسبب الكفاح الشاق والمجهود الجبار الذي بذله القائمون بالحملة الانتخابية.
وفي هذا المجال, يجب أن نعرب عن إعجابنا وتقديرنا لوزارة الداخلية ورجالها, علي ما بذلوه من مجهودات شاقة ورائعة في تنظيم العملية والمحافظة علي الأمن والنظام بكل دقة وأمانة, وتهدئة الجو وإخماد الإثارات.
أما وأن افتتاح مجلس الشعب الذي سيكون في أواخر هذا الشهر بإذن الله, فإن آمال الأمة منعقدة علي ما سوف يقوم به المجلس من نشاط وعمل لإنجاز الكثير, فالمسئوليات الواقعة علي عاتق أعضاء مجلس الشعب مهمة وخطيرة.
لقد قامت الحكومة بمجهودات كبيرة في النواحي الاقتصادية, ولكن التراكمات السابقة, والانفجار السكاني, وزيادة الفجوة بين الإنتاج والاستهلاج ونقص حصيلة الدولة من العملات الأجنبية كل هذه المشاكل جعلت جهود الدولة تذهب هباء, وتزداد الأزمنة شدة, مما جعل أسعار الحاجيات وتكاليف المعيشة في ارتفاع مستمر يمسك بتلابيب الطبقات المطحونة, فعلي أعضاء مجلس الشعب العمل -بكل طاقتهم- وخصوصا في اللجان المتخصصة في مجلس الشعب, علي التعاون مع الحكومة في دراسة وسائل علاج هذه الأزمة, لرفع المعاناة عن المواطنين.
إن علي أعضاء مجلس الشعب النزول إلي الشارع بدراسات وافية عن الخطة الخمسية, حتي يؤمن المواطنون بها وبوجوب العمل بكل إخلاص وتعاون مع الحكومة لتنفيذها, وبذا يتم التلاحم بين تخطيط الدولة وإيمان الشعب علي السير بها في طريق النجاح.. إن التعليم ومشاكله أصبح من المسائل المهمة التي يجب أن يعطيها النواب اهتماما خاصا, إن مستواه الهابط في جميع مراحله وتكاليفه الباهظة التي أمست فوق قدرة الحكومة وميزانية الدولة المحملة بالمسئوليات الجسام, في حاجة ماسة لتعاون ممثلي الشعب مع الحكومة في الخروج به من هذا الطريق المسدود, بل يجب عليهم أن ينزلوا بالكثير من هذه المسائل إلي المواطنين لحلها بالمجهودات الذاتية, كبناء المدارس وتأثيثها وتجهيزها.. أما موضوع الدعم, ووصوله إلي مستحقيه, فأمام النواب دراسات وحلول وافية لهذا الموضوع وما عليهم إلا مساعدة الحكومة في اتخاذ القرار الحاسم والناجع في هذا المشكل المستعصي, والذي وقفت أمامه جميع الحكومات السابقة عاجزة عن تنفيذ أي حل من الحلول المختلفة, خوفا من عدم رضاء الشعب به.. لذا علي نواب الشعب أن يأخذوا علي عاتقهم التفاهم مع الشعب وإقناعه بالحل المناسب.
إني أتوجه إلي ممثلي المعارضة في مجلس الشعب في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد, أن يكونوا علي مستوي المسئولية, بحيث تكون معارضتهم جادة وهادفة, بدون استفزاز أو إساءة.. كما يجب أن يقدموا للحكومة اقتراحات بناءة وعميقة لصالح الوطن والمواطنين.
هذا بعض مما نرجو ونأمله من المجلس الجديد.
وفق الله مجلس الشعب والحكومة علي العمل المثمر لصالح بلادنا العزيزة الحبيبة.