يعاني الكثير من الناس من مشكلة السمنة والزيادة المفرطة في الوزن، من أجل هذا يتبعون العديد من الطرق والوسائل لإنقاص الوزن الزائد، فيقومون بممارسة الرياضة و إتباع الأنظمة الغذائية المختلفة ، والبحث عن
المعلومات و النصائح الغذائية، وهنا تواجهم العديد من المصطلحات والحقائق العلمية الكثيرة والمعقدة ولكن يظل أهمها مصطلح ” عمليات الأيض ومعدلات الحرق ” .
ولمعرفة ماذا يعني هذا المصطلح والكثير عن أسرار حرق الدهون يتحدث دكتور محمود سمير استشارى الروماتيزم والطب الطبيعى وعضو الجمعية الطبية لدراسة السمنة قائلا: عمليات الأيض
هى عملية التمثيل الغذائي (Metabolism (التى يتم فيها تحويل الدهون والنشويات والبروتينات المتناولة عبر الطعام إلى طاقة لا يمكن للجسم الإستغناء عنها لكي يقوم بالنشاطات اليومية المختلفة.
أما معدلات الحرق فهي
معدل حرق السعرات الحرارية الأساسية (Rate Metabolic Basal ، وهي أقل
كميّة من الطاقة اللأزمة للعمليات الحيوية في الجسم للمحافظة على الحياة في حالة الراحة أو السكون Metabolism Resting ، وفي الواقع أن هذه العمليات الحيوية تأخذ 60 % تقريبا من مجموع معّدل إستهلاك الطاقة اليومي.
ويعد حساب معدل حرق السعرات الحرارية خطوة مّهمة لتحديد كمية السعرات الحرارية اليومية المناسبة لكل جسم.
وعند ممارسة أى نظام أو خطة لإنقاص الوزن يكون الهدف هو تقليل تناول السعرات الحرارية وزيادة إجمالى إستهلاك الجسم من الطاقة حتى يضطر الجسم إلى إستخدام مخزون الدهون كمصدر بديل للطاقة، هنا ترتفع معدلات حرق الدهون وتنجح عملية خسارة الوزن. ومع هذا يجب عدم خفض السعرات الحرارية المتناولة عن قيمة معدل الأيض الأساسي ، وذلك للحفاظ على الصحة وتقليل خطر الإصابة بسوء التغذية و مضاعفاته.
عن العوامل التى تؤثر فى معدلات الحرق والتمثيل الغذائى؟ يجيب دكتور محمود سمير قائلا:
هناك العديد من العوامل التى تؤثر فى معدلات الحرق وإصابة بعض الأشخاص بالسمنة، من أهمها:
1 -العوامل الوراثية حيث نجد هناك تاريخ عائلي لأشخاص مصابون بالسمنة.
2 -التقدم فى العمر غالبا ما يؤدى إلى بطء عمليات الحرق، خاصة لدى النساء.
3 -اضطرابات الهرمونات و بعض الأمراض، مثل خمول الغدة الدرقية.
4 -زيادة عدد ساعات النوم عن الحد الطبيعى، أثناء النوم تنخفض معدلات الحرق بنسبة 16% .
5 -قلة النشاط وعدم ممارسة الرياضة بإنتظام، وما يصاحب ذلك من إنخفاض فى كتلة العضلات بالجسم.
0 -إتباع أنظمة غذائية منخفضة جداً فى السعرات الحرارية والعناصر الغذائية، وهو من الأخطاء الشائعة التى يقع فيها الكثيرون عند ممارسة أى نظام غذائي والتى قد تتسبب فى إنخفاض معدلات الحرق بنسبة تترواح من 26 الى 36 ٪ .
ومن جانبه يحذر أبانوب ألبرت أخصائي التغذية العلاجية و الإكلينيكية و علاج أمراض السمنة و النحافة قائلاً : أن أكثر الأخطاء التي يقع فيها مرضى السمنة هو السباق الذي يدخلوا أنفسهم به بشكل غير صحيح لفقد أكبر كتلة ممكنة من الوزن في أقصر فترة ممكنة ، دون النظر عن طبيعة الوزن المفقود ، ودون أن يهتموا إذا كان هذا الوزن المفقود من الكتلة الدهنية، أم العضلية، أم محتوي الجليكوچين فقط والمياة في الجسم .
والحقيقة أن هذة الرغبة الخاطئة لإنقاص الوزن في أسرع وقت تجعل الكثير من مرضي السمنة يتبعون العديد من الطرق الغريبة المنتشرة لانقاص الوزن مثل رچيم المياة !! ، ريچيم البروتين فقط، ريچيم الفاكهة فقط ، وأكذوبة الديتوكس و إيحاء المرضى أن هذا هو السحر و السبيل الوحيد لطرد السموم من الجسم ، متغافلين دور الكبد و الكلي الذي خلقهم لنا الله ، و المسؤولين بشكل مباشر عن تلك العمليات و تخليص أجسامنا من السموم طيلة أيام حياتنا ، طالما أنهم في حالتهم الطبيعية دون أي خلل في وظائفهم .
ولمواجهة العديد و الكثير من الأقاويل الغريبة في عالم التغذية !! يطلق أبانوب ألبرت صيحة تنبيه قائلا : في حقيقة الأمر أن نزول الوزن السريع له أضرار كثيرة أكثر من نفعه، و تزداد خطورة فقد الوزن السريع مع مرضى الأمراض المزمنة ، لذلك دائماً يجب استشارة أخصائي التغذية قبل البدأ في نوع الخطة الغذائية التي تختلف من شخص إلى آخر ، وبوجه عام يوجد اشتراطات لمعرفة كم السعرات الواجب أخذها يومياً حتي تتم عملية فقد الدهون بنجاح ، تتمثل هذه الاشتراطات في عدة قواعد :
1- شرب المياه بحيث تكون كمية المياة 35 مل لكل 1 كجم من وزن الجسم ، بمعني شخص وزنه 100 كجم × 35 ملي مياة = 3500 ملي مياة يوميا اي 3.5 لتر ، و هكذا تطبق نفس القاعدة مع اختلاف الأوزان .
2- عمل عجز في السعرات الحرارية الكلية ، و تلك العملية تتم بحساب احتياجات الجسم من السعرات الحرارية أولا ، ثم إنقاص 1000 سعر حراري يومياً من الاحتياجات الكلية للسعرات الحرارية ، حتي يستهلك الجسم الدهون المختزنة بداخله و إنتاج باقي الطاقة منها و من ثم فقد المحتوي الدهني .
3- زيادة نسبة الألياف في الطعام اليومي من خلال الخضروات ، حيث أنها تعمل علي زيادة معدل الشبع و لها قدرة جيدة في خفض الكوليسترول و خفض كمية السعرات الممتصة من باقي الطعام المأكول ، و تلك النقطة في غاية الأهمية ، كما أنها تساعد علي حل مشاكل الإمساك .
4- زيادة نسب البروتين ، حتي يتم الحفاظ علي الكتلة العضلية سليمة و جعل الجسم موجة في الأساس للتخلص من المحتوي الدهني بصورة أكبر .
5- الفاكهة تعتبر مصدر ”صريح للنشويات” حيث أن تفاحة تزن 200 جرام = 1/2 رغيف بلدي صغير في السعرات الحرارية ، لذلك احرص علي تناول ثمرة فاكهة واحدة أو اثنين في اليوم علي الأكثر ، فالإفراط في تناول الفاكهة من أكثر الأخطاء التي يقع فيها أغلب مرضى السمنة ظنا منهم أن هذا شي مفيد ويساعد علي فقد الوزن .
6- ممارسة الرياضة أو علي الاقل زيادة معدل النشاط اليومي ، حيث أن مشي مدة ساعة يوميا كفيلة برفع معدل الحرق اليومي للشخص البالغ حوالي 50٪ و تساعد كثيراً في فقد الكثير من المحتوي الدهني ، كما أنها تحسن من صحة القلب و الصحة العامة للجسم و ممارسة الرياضة تقوي الجهاز المناعي و ترفع من قدرتة علي مقاومة الأمراض المختلفة .
7- عدم الإستعجال والرغبة المحمومة وراء تقليل الوزن على الميزان ، و لكن أعطي لنفسك مهلة حتي تتم عملية فقد الدهون بشكل آمن، و تذكر دائما أن صحتك و نشاطك ، اهم من مجرد رقم علي الميزان .
ومن الجدير بالذكر أن أبانوب ألبرت اخصائي التغذية العلاجية والإكلينيكية – جامعة ستانفورد، ومحاضر التغذية الإكلينيكية بالأكاديمية الدولية للإدارة العربية ومحاضر التغذية العلاجية والرياضية بشركة روتابيوچين الدوائية و شركة ايجي فارما، والدكتور محمود سمير إستشارى الروماتيزم والطب الطبيعى وعضو الجمعية الطبية لدراسة السمنة ومحاضر دولي في التغذية الإكلينيكية أطلقا مبادرة صحية تقع تحت عنوان ” طبيب العائلة ” وذلك لتحقيق التوعية الغذائية السليمة من أجل حياة صحية أفضل لجميع أفراد الأسرة .