قام صاحب الغبطة البابا ثيودوروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا، لكنيسة الروم الأرثوذكس بزيارة تاريخية إلى قلب الوادي الأوسط في كينيا، في منطقة إلدوريت للمرة الأولى في تاريخ كنيسة الإسكندرية الأرثوذكسية، حيث مقر أبرشية إلدوريت المنشأة حديثًا.
تم استقبال البابا ثيودوروس الثاني رسميًا بحضور 50 كاهنًا من الكهنة من الأبرشية، ورؤساء القبائل ومسؤولين المنطقة، وعدد كبير من المؤمنين الأرثوذكس الأفارقة. في كاتدرائية القديس نكتاريوس تليت الذكصولوجية وصلاة الخمس خبزات.
وأعرب البابا ثيودوروس ، مخاطبًا الجموع، عن امتنانه لأن القديس نكتاريوس قاد خطواته إلى إلدوريت، خاصة أن هذا العام تحتفل الكنيسة بالذكرى المئوية لانتقاله.
وأشار إلى العمل الرائع الذي تم أداؤه طوال هذه السنوات في المنطقة من المتروبوليت مكاريوس مطرانية نيروبي (كينيا)، عمل حقق نتائج ممتازة كان من نتائجه ضرورة لتأسيس أبرشية مستقلة، وهي أسقفية إلدوريت في شمال كينيا، حتى يكون لهؤلاء المؤمنين المخلصين الجيدين في المنطقة أسقفهم، وأبوهم الروحي.
وأشار البابا إلى الروح المسيحية الكامنة و الموقرة والأصيلة التي تميز قطيع أبرشية إلدوريت، والتي تجعلهم بحق عائلة قائمة بذاتها لبطريركية الإسكندرية في عائلة القديس مرقس الكبيرة، مؤسس كنيسة الإسكندرية الأرثوذكسية وراعيها.
بالمقابل شكر ممثلوا مؤمنون المنطقة بطريركهم الذي زارهم في منتصف الوباء واستمع إلى نبضهم الأرثوذكسي ومنحهم امتياز أن يكون لهم أب وبطريرك.
ثم قدمت سيدات جمعية نساء الدوريت الأرثوذكسية برنامجا احتفاليا تلاه تراتيل وأغاني تكريما للبابا البطريرك.
تلا ذلك اجتماع للإكليروس، حيث وجه البابا ثيودوروس تعليمات ونصائح أبوية، وشكر الأب إسحق، شيخ الكهنة، وأنشأ اللجنة التي ستنظم عمل الأبرشية واستقبال أسقفها الجديد .
ثم قام البابا ثيودوروس الثاني بزيارة مدارس الرعية النموذجية (لجميع المستويات الدراسية) حيث أبدى إعجابه بالمرافق والمستوى العالي للخدمات التي تقدمها للشباب الطلاب.
بعد الجولة ، شكر المتروبوليت نيوفيتوس الكيني مطران نيري وجبل كينيا، الذي ينحدر من المنطقة. والذي منذ وقت دراسته في أمريكا اهتم ببناء وتشغيل هذه المدارس الرائعة التي تفتخر بها البطريركية.
كما وجه قداسة البابا كلمات حب وأمل للأطفال، طالبًا منهم الكفاح بجد حتى يتمكنوا عند تخرجهم من الحصول على المتطلبات التي يحتاجونها للنجاح في الحياة، وطلب منهم توخي الحذر واتباع تعليمات الدولة ومعلموهم حتى لا ينتشر الوباء في المنطقة. وطلب منهم أخيرًا التحلي بالصبر لأن العلماء الجيدين مع استنارة الله سينقذنا قريبًا من الوباء.
وانتهت زيارة البابا بالحج إلى أقدم كنيسة في منطقة سيرين، رعية قيامة الرب، حيث بدأ الأب فادياس من أوغندا رحلاته التبشيرية.
بعد الحج ، زار المدارس الأرثوذكسية والمركز الروحي العظيم الذي أسسه رئيس أساقفة تيرانا الحالي وجميع ألبانيا السيد أناستاسيوس، خلال فترة عمله كإكسارخ في كينيا.
في وقت متأخر من بعد الظهر زار البابا ثيودوروس محافظي كيسومو وإلدوريت، اللذين كانا قد عادا للتو من نيروبي حيث التقيا رئيس كينيا، ونقلوا إلى غبطته تحيات ومحبة الرئيس.
وشكر المحافظان بابا وبطريرك الإسكندرية الذي زار مناطقهم، وعلى العمل الرائع والمهم الذي قدمته البطريركية في المنطقة. وأكدوا له أن السلطات المحلية ستكون دائمًا إلى جانب أساقفته، و أبلغوه أنهم سيشرعون قريبًا في تقديم أراضي للدولة لبناء مدارس وعيادات.
وشكر المحافظين على زيارتهم واطلعهم على أنشطته خلال تواجده في مناطقهم وشكرهم على مساعدتهم، وأن ينعم الله عليهم بالنجاح في كفاحهم من أجل رخاء وطنهم. مؤكد لهما أن بطريركية الإسكندرية وكل إفريقيا تناضل كل يوم من أجل قطيعها، وإنه يتعاطف معه ويحاول أن يقدم لأولاده غدًا أفضل، وهذا لن يتحقق إلا عندما يسود سلام الله في قلوبنا ويكون إنجيل الرب هو الألف والياء في حياتنا.