إحتفل نيافة المطران كريكور اوغسطينوس كوسا ، اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك بالقداس الحبري لراحة انفس شهداء ارتساخ وأرمينيا، الذين ضحوا بأنفسهم خلال شهري أكتوبر ونوفمبر ٢٠٢٠ حفاظاً على تراب الوطن من الأعداء الغادرين، وذلك يوم الأحد الماضي.
وحضر القداس سفير حاضرة الفاتيكان المطران نيقولا هنري ، ونيافة الأنبا إكليمندس نيابةً عن قداسة البابا تواضروس الثاني ، وأصحاب
السيادة المطارنة الأجلاء : المطران اشود مطران الأرمن الارثوذكس ، والمطران جورج شيحان مطران الموارنة ، والمطران منير حنا مطران الكنيسة الاسقفية ، والمنسنيور فيليب نجم ، والأباء الكرمليون ، وراهبات الحبل بلا دنس الأرمنيات ، وراهبات الكلمة المتجسّد الفاضلات ، وسعادة سفير جمهورية أرمينيا السيد كارين كريكوريان المحترم ، والقنصل الأرمنيّ رفائيل موفسيسيان ، وقنصل إيطاليا السيد أندريا بينتزو ، والسيد روجيه شقال القائم بأعمال سفارة فرسان مالطا ، واللجان التابعة لبطريركية الاسكندرية للأرمن الكاثوليك في القاهرة ومصر الجديدة والاسكندرية ، وممثلي الأندية الثقافية الأرمنية ، وكشافة كنيسة سانت تريز وابو الهول ، والشعب المؤمنون ، وخدم القداس الشمامسة وكورال الكنيسة .
وفِي عظته قال نيافة المطران كريكور اوغسطينوس :
نرفع ذبيحتنا الإلهية وصلاتنا في هذا اليوم ، مع كل الكنائس الأرمنية المنتشرة في العالم لراحة أنفس شهداءنا الأبرار الذين استشهدوا في سبيل الدفاع عن إيمانهم ووطنهم ، وهنا ذكّر نيافة المطران كريكور اوغسطينوس المؤمنون بالحرب التي شنّها الفرس على الارمن عام ٤٥١ ، والمعروف ب : ” الفارطانانتس ” حرب القديس فارطان ، وبالإبادة الارمنية على يد العثمانيين الأتراك في العام ١٩١٥ ، وأخيراً هذه الحرب الشنعاء ضد الأرمن ، والتي وصفها بالمجزرة الأرمنية إمتداداً للإبادة الارمنية التي حصلت يوم ٢٤ ابريل / نيسان عام ١٩١٥. ورغم كل هذه الحروب والاضطهادات والمحن ، ظلِّ الشعب الأرمنيّ مؤمناً ومخلصاً لربه ودينه وكنيسته ووطنه ، وللبلدان التي استقبلتهم ورحبّت بهم وحافظت عليهم وعلى لغتهم وتاريخهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم …
وأضاف نيافته قائلاً : ” لا تخافوا الذين يَقْتُلون الجَسد ولا يستطيعون قُتِلَ النفس، بل خافوا الذي يَقدِر على أن يُهلِكَ النفس والجسد جَميعاً في جهنم ” ( متى ١٠ : ٢٨ ) .
” لأنَّ كل ما وُلِدَ للهِ يَغلِبُ العالم . وما غلب العالم هذه الغَلَية هو إيمانُنا ” ( رسالة القديس يوحنا الأولى ٥ : ٤ ) .
بهذه الآيات الإنجيلية حثّ المؤمنين على المداومة على الصلاة بإيمانٍ وثقة ، لإنَّنا بقوة الصلاة ننتصر على العدو الشرير وقواه ، وبقوة الصلاة نسترجع كل ما خسرناه .
إننا اليوم كما بالامس ، نتذكر ونطالب بحقوقنا وبقضيتنا الأرمنية العادلة لنعيش والعالم معنا بسلام وأمان .
وبعد القداس وعلى إيقاع الأجراس الحزينة إنطلق التطواف الجنائزي متجهاً إلى النصب التذكاري للشهداء على أنغام ترنيمة ” دير فوغورميا : يا رَبِّ ارحم ” ، يتقدمه الشمامسة حاملين الصليب المُقدّس والشموع ، والكشافة حاملين اكاليل الزهور ثم الراهبات والكهنة والسادة السفير والقناصل ، ثم الأباء المطارنة الأجلاء ثم المؤمنين حاملين بأيديهم الشموع .
وأمام النصب التذكاري وضعت اكاليل الزهور ، ووضعت الشموع المضاءة في قلب الصليب الذي يرمز إلى الإنتصار والقيامة . رَفع الأباء المطارنة صلوات الجناز لراحة الشُهداء باللغات الارمنية والفرنسية والعربية ، وفِي نهاية الصلاة رنمَّ الجميع الصلاة الربانية ومنح الأساقفة البركة الرسوليّة للمؤمنين .
ثمَّ قدَّمَ الجميع تعازيهم للمطارنة ولسفير وقنصل أرمينيا .