بعد الزواج يكتشف أحد الطرفين أو كلاهما إن شريكة ليس كما كان يتصور, فهو لايتمتع بالصفات الجميلة التي كان يراها فيه قبل الزواج, فالأحلام الوردية أثناء فترة الخطبة تتحول إلي الواقع بعد الزواج وتبدأ الخلافات فأثناء فترة الخطبة تحدث خلافات لكن كلا من الطرفين يسارع إلي حلها والاعتذار عما بدر منه من خطأ أما بعد الزواج فالأمر مختلف وهذا أمر طبيعي لشخصين من خلفيتين مختلفتين يحاولان تطبيع علاقتهما معا, لكن المشكلة تكون عادة في طريقة التعامل مع المشكلات, أي يحاول كل طرف التغلب علي الطرف الآخر واخضاعه ويصبح لب المشكلة هو الذات.. كيف انتصر؟ كيف أحقق ذاتي؟ كيف أخضع الآخر لي؟ وغيرها من كيف الكثير؟
وعندما يفشل الزوجان في التواصل والحوار السليم تبدأ المشكلات لأتفه الأسباب, وبدلا من أن يكون الخلاف سببا في تطبيع العلاقات وفهم كل واحد لفكر الآخر وطبيعته يتحول إلي قوة مدمرة وجروح لا تشفي.
وأسباب الخلافات الزوجية كثيرة تسبب مع تراكمها صراعات عنيفة ومنها أخطاء التفاهم والتركيز علي الذات كنوع من أنواع الدفاع, فالانفتاح علي الآخر مؤلم لأنه يعرض الإنسان للنقد فعندما يعرف الآخر حياة شريكة عن قرب فإنه يعرف نقاط ضعفه ولكي يبقي الآخر بعيدا عنه نفسيا فأنه يلجأ إلي نقده حتي يخاف ويبقي بعيدا, أو إيلام الآخر بالكلام أو بالفعل أو بالحط من كرامته حتي يخاف فلا يؤلمه, وكل هذا راجع للدفاع عن الذات مما يسبب في الحقيقة الألم للطرفين ويخلق المشكلات وأيضا من ضمن الأسباب وجود مجالات للتوتر والصراع مثل عدم تحديد الأدوار واختلاف القيم بين الشريكين والضغوط الخارجية والمال واختلاف درجة التدين والحاجات النفسية غير المسددة, وعدم التوافق في الجنس والاتجاه بالحب لطرف ثالث.
فعندما يتشاجر الزوجات فلن ينتهي الشجار بانتصار أحد الطرفين حتي لو هدأ الموقف إلي حين فالعداوة تستمر وتظهر النتائج في عدة خلافات ومشاجرات ربما علي موضوعات أخري تافهة ولكنها تتكرر كثيرا وفي مناسبات عديدة, فالعداوة موجودة لكنها تحت السطح أنها كالبركان معرض للانفجار في أي لحظة.
وطبيعي أن الحب بين الزوجين لاينمو مع وجود هذه الاتجاهات السلبية, فهي بمثابة حواجز عازلة بينهما مشاعر غير طيبة ومرارة وكبرياء ورفض ويأس, هذه المشاعر قد تكون ظاهرة في التعامل بينهما أو مختفية وليس المهم أن يسأل الشريك نفسه تري ماهي مشاعر شريكي؟ بقدر ما يسأل نفسه ماهي مشاعري نحو شريكي هذه المشاعر قد تصل في تطرقها إلي حد الرغبة في القتل أو إلي النقيض وهو البرود التام.
ويلاحظ كل طرف أن العلاج يبدأ منه, فعندما تتحسن مشاعر أحد الشريكين فقد ينعكس ذلك علي الطرف الآخر أو يتيح فرصة لبدء الحوار من جديد ولكن بطريقة بناءه فيجب علي الزوجين أن يبدأن بتحديد المشكلة ولا يلجأن إلي الكذب كما جاء في الكتاب المقدس اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قربه, لأننا بعضنا أعضاء البعضأفسس4:25 وأيضا السيطرة علي الصراع واعتراف بالغضب ولاتخفه وأسأل نفسك؟ لماذا أنا غاضب؟ فيجب أن نركز علي المشكلة وليس علي شريك حياتك كشخص وبعد الانتهاء من المشكلة يجب أن تمحو من ذاكرتك موضوع الصراع ولاتهدد به شريكك كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض, شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضا في المسيحأفسس4:32 حتي يسود السلام بين الطرفين.