· اشتراه الخديوي إسماعيل بمبلغ 250 ألف قرش.
· اهداه الخديوي اسماعيل لوالدته حتي يتم شفائها فيه .
· كان في البداية مدرسة ثم تحول عقب ثورة 1952 إلي مقر لجامعة فؤاد الأول
· شيد علي غرار قصر بفرنسا
· احتله الانجليز في فترة وكان مقر لهم
منذ أيام قليلة في منتصف شهر سبتمبر الماضي ، أضيء قصر كبير باللون البرتقالي ذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المريض والأطقم الطبية .. ماذا ؟! ما علاقة قصر بالطب ؟! .. يبدو انه كلام غريب ، ولكنه تاريخ مدتة حوالي 150 عام شيد في البداية كقصر ملكي وتحفة معمارية ثم أنه أصبح حالياً معقل العلم ورايته .. فهو قصر الزعفران الذي هو المبني الإداري لجامعة عين شمس بمصر ، وقد زينت جامعة عين شمس وقصر الزعفران و مبنى كلية الطب و أبنية المستشفيات الجامعية باللون البرتقالي ؛ احتفالاً باليوم العالمي لسلامة المريض و الأطقم الطبية، و الذي تنظمه كلية الطب و مستشفيات جامعة عين شمس بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية – المكتب الإقليمي للشرق الأوسط ومكتب تمثيل المنظمة بجمهورية مصر العربية.
حيث أنه في عام 1952م نقلت مدرسة فؤاد الأول إلى المبنى المخصص لها بحي العباسية وتم تخصيص قصر الزعفران ليكون مقرا لجامعة إبراهيم باشا سابقا “جامعة “عين شمس” حاليا، عند إنشائها لتشغل كلية الحقوق الطابق الأول من القصر بينما شغلت إدارة الجامعة الطابقين الثاني والثالث، ثم أنشئت كلية العلوم وتبعها مباني الكليات الأخرى الحقوق والآداب وملحق إدارة الجامعة وغيرها من المباني الجامعية وذلك في المساحة المحيطة بالقصر من كل الجهات، وبذلك أصبح القصر تشغله حاليا إدارة الجامعة فقط وقد ظل محتفظا برونقه التاريخي وبطرازه المعماري الفريد والمتميز.
وكان قد أصدر الملك فؤاد أمراً عام 1932م بإنشاء مدرسة ثانوية في القصر عرفت باسم مدرسة “فؤاد الأول” فقد كان التعليم يُعد من أهم أولوياته واهتماماته، وقد حضر الملك فؤاد بنفسه افتتاح الدراسة بهذه المدرسة. وبهذه المناسبة أنشد شاعر النيل حافظ إبراهيم قصيدة وصف بها قصر الزعفران الذي يثير شغف وفضول كل من يراه.
ومن هنا ندخل في جولة داخل القصر الذي يتكون من من ثلاثة طوابق رئيسية، حيث يضم الطابق الأول مجموعة من الأعمدة ذات الطراز اليوناني الروماني من الرخام الأخضر والأصفر بتيجان مذهبة ويذكر أيضاً إن الطابق الأول كان مخصصا للاستقبال حيث يضم القاعة الرئيسية إلى اليسار من باب الدخول وإلى جوارها قاعتان كبيرتان أخيرتان، وتقع حجرة المائدة إلى اليمين وهي تسع نحو 49 شخص.
يضم الطابق الثاني للقصر ثماني غرف للنوم، كل غرفة بها صالون وحمام كبير، مصنوع من الرخام، وحوائط الحجرات مزينة بأشكال الورد والزهور الملونة، إضافة إلى الأشياء المذهبة بالذهب الفرنسي، وتظهر القاعة الرئيسية من جهة اليسار عند الدخول من الباب المصنوع من الزجاج المعشق، وإلى جوارها قاعتان للاستقبال، تصل إليه من خلال سلم البهو الكبير المصنوع من النحاس والمغطى بطبقة مذهبة، وهو سلم ذو طرفين يرتفع بمستوى طابقي القصر، والذي يكاد يكون السلم الوحيد في مصر الذي يضم هذه الكمية من النحاس، إلى جانب طابق تحت الأرض، يضم المطابخ وحجرات الخدم.
هذا القصر بحسب الموقع الرسمي لمحافظة القاهرة ، تبين أنه بناه الخديوي إسماعيل عام 1864م على أنقاض قصر الحصوه في العباسية، الذي بناه “محمد علي باشا”، بينما نشر الموقع الرسمي لجامعة عين شمس انه يعود تاريخ تشييد قصر الزعفران إلى عام 1870، في عهد الخديوى إسماعيل في حي العباسية، بحسب ورقة بحثية بعنوان “قصور ملكية” بموقع جامعة عين شمس.
شيد٠ قصر الزعفران على أنقاض قصر بناه محمد علي باشا، مؤسس الدولة المصرية الحديثة ومؤسس الأسرة العلوية، خارج حدود القاهرة آنذاك، وسماه قصر الحصوة، وسمي ذلك لأن هذه المنطقة كانت مشهورة بكثرة الحصو ، وفي عام 1864، اشترى الخديوي إسماعيل قصر الحصوة، بعد توليه حكم مصر عام 1863، بمبلغ 250 ألف قرش، وأعاد عملية بنائه ليكون قصراً مكوناً من مبنى واحد، كما يبدو على هيئته الحالية اليوم، وقد تميز القصر بمكانته التاريخية، إضافةً إلى فخامته المعمارية، ، وفقاً للورقة البحثية.
وكلف الخديوي إسماعيل المهندس المعماري مغربي بك سعيد وكيل وزارة الأوقاف ، الذي كان بين من خصهم الخديوي بدراسة الهندسة في فرنسا، بتصميم القصر والإشراف على بنائه ، واسند الاعمال الأنشائية للمهندسة الأكثر شهرة في هذا الوقت وهو أنطونيو لاشياك النمساوي الأصل والإيطالي الجنسية ، وذلك ليكون مماثلاً لقصر فرساي في فرنسا الذي قضى فيه فترة تعليمه، وقد طلب الخديوي نقش الأحرف الأولى من اسمه وتاجه الخاص على بوابة القصر ومداخل القاعات والغرف، وذلك ليجمع بين الطراز القوطي والباروك المستعملان في قصور القرن التاسع عشر الميلادي، للقصر أربع واجهات معشقة، بنوافذ وشرفات بعقود نصف دائرية، وزخارف جصية بهيئة فروع نباتية وأكاليل زهور غاية في البساطة والرقة، يتخللها تصاميم فنون النحاس والذهب والزجاج الملون، فضلا عن أسقفه الملونة بألوان السماء ، وينفرد القصر من الداخل بمجموعة من العناصر الزخرفية النادرة، فضلاً عن معماره الذي لا يوجد له مثيل.
ووفق موقع محافظة القاهرة الرسمي اشار إلي انه اهدي الخديوي اسماعيل لوالدتة السيدة “خوشيار هانم” في عام 1872م ، حينما اعتلت صحتها ونصحها الأطباء بالعيش في مكان ذو هواء نقى وجاف، بينما يختلف موقع جامعة عين شمس الرسمي في تاريخ الاهداء أيضاً فيقول بتاريخ 4 يناير عام 1871، أهدى الخديوي إسماعيل هذا القصر إلى والدته خوشيار قادين، الزوجة الثانية لنجل محمد علي باشا، القائد إبراهيم باشا، بعد إصابتها بمرض عضال حتى تقيم به للإستشفاء، ونظراً لنقاء الجو في المنطقة التي يوجد بها القصر، أمر الخديوي بإنشاء حديقة حوله بلغت مساحتها حوالي 100 فدان وزُرعت بالكامل بنبات الزعفران طيب الرائحة، وكان ذلك سبب تسمية القصر بـ”قصر الزعفران”، وفقاً للورقة البحثية
الأحداث التاريخية للقصر
عقب هزيمة أحمد عرابي في معركة التل الكبير عام 1882م، واحتلال الإنجليز مصر، طمعوا في القصر ورغبوا في الإقامة فيه، لذا طلب الخديوي توفيق من جدته “خوشيار” هانم إخلاء القصر لإقامة الضباط الإنجليز الذين استخدموه أسوء استخدام لمدة 5 سنوات حتى تركوا القصر عام 1887م، وفي عهد الملك فؤاد الأول الذي تولي حكم مصر عام 1917م، قررت الحكومة ترميم القصر ترميماً كاملاً، وتأثيثه بأثاث فاخر حتى أصبح دارا رسمية للضيافة، ينزل بها من يفد على مصر من الملوك والأمراء واستخدم بالفعل لهذا الغرض وشهد العديد والكثير من المآدب والاجتماعات والحفلات ، وقد شهد في عام 1945 توقيع الميثاق الأول لجامعة الدول العربية في البهو الرئيسي للقصر .
معاهدة 1936م:
قصر الزعفران لم يكن مجرد واحد من القصور الفاخرة التي بنتها أسرة محمد علي في مختلف أنحاء القاهرة في القرنين الماضيين، فقد شهد القصر العديد من الأحداث التاريخية الساخنة التي مرت على مصر خلال تلك الفترة، مثل دخول الإنجليز إلى البلاد، وتوقيع معاهدة عام 1936 الشهيرة بحضور زعيم الأمة المصرية مصطفى النحاس باشا، عندما تفاوض مع المندوب السامي البريطاني “مايلز مبسون” لورد كيلرن حيث تم التوقيع بالأحرف الأولى لأسمائهم ، وما زالت المنضدة التي تم توقيع تلك المعاهدة عليها موجودة في مكانها بصالون القاعة الرئيسية وحولها طاقم من الكراسي المذهبة، وتعرف معاهدة 1936 في المراجع والوثائق الإنجليزية إلى اليوم باسم “معاهدة الزعفران” نسبة إلى القصر.
القصر عام 1952
كما تم تسجيل قصر الزعفران ضمن الآثار الإسلامية عام 1985م، باعتباره أثراً تاريخياً شهد وقائع تاريخ مصر الحديث والمعاصر وقد اهتمت جامعة عين شمس بترميم هذا الأثر العظيم بالتعاون مع هيئة الآثار المصرية وبدأت عملية الترميم والصيانة في عام 1994م مع مراعاة احتفاظ القصر بشخصيته المعمارية والأثرية والفنية وهكذا تحول قصر الزعفران من أحد قصور أسرة محمد على باشا إلى منارة للعلم والمعرفة، ولكن للأسف فقد ساءت حالة القصر وتقرر ترميمه مرة أخرى عام 2010م.
———————————————
المراجع
الموقع الرسمي لمحافظة القاهرة :
http://www.cairo.gov.eg/ar/Bank%20of%20Ideas/Pages/kosor-cairo_text.aspx?ID=3
والموقع الرسمي لجامعة عين شمس :
http://asu.edu.eg/ar/285/page
فيلم وثائقي بجامعة عين شمس