نظمت وزارة السياحة والاثار احتفالية كبيرة بمناسبة الاحتفال بالعيد ال ١١٨ لافتتاح المتحف المصري بالتحرير والذي تم افتتاحه فى ١٨ نوفمبر ١٩٠٢م، وتم افتتاح معرض “الخبيئات..الكنوز الخفية”،كما تم عرض تابوتين من الكشف الأثري الجديد بمنطقة آثار سقارة،وشهد الاحتفال مراسم تسليم العملات المعدنية المستردة والخاصة بالهند والصين والسعودية والتي قامت بضبطها الإدارة المركزية للمنافذ والوحدات الأثرية بالموانىء المصرية.
ويذكر إنه في عام 1902 ميلادية أي منذ ما يقرب من قرن احتفلت مصر واحتفل معها كل المهتمين بالتراث الحضاري المصري القديم، بتئسيس المتحف المصرى ومنذ ذلك الحين والمتحف يشغل مكانة رفيعة بين متاحف العالم الكبرى مما يجعله موضع اعتزاز لكل أبناء الشعب المصري.
وقد قام المعماري الفرنسي مارسيل دورجنو بوضع التصميم المعمارى للمتحف على الطراز الكلاسيكي الجديد يعتبر من أول المتاحف التي صمم ونفذ منذ البداية لكي يؤدي وظيفه المتحف، وذلك عكس ما كان شائعا في أوروبا من تحويل قصور الملوك وبيوت الأمراء والنبلاء إلى متاحف ويعتبر المتحف المصري تصميما، وتنفيذا علامة بارزة في تاريخ المتاحف في العالم، حيث أن ما يذكر تاريخ عمارة المتاحف إلا واحتل المتحف المصري مكانة الصدارة فيه.
و يحتوي المتحف المصري على ثروة هائلة من التراث المصري تمثل عبقريه الحضارة المصرية عبر آلاف من السنين وتقف شاهداً على إبداعات الإنسان المصري، خلال حقبة طويلة ممتدة في كل مناحي الحياة في العمارة والفنون والأدب والدين والعلوم والزينة بل في الأدوات والآلات بكل أشكالها وأنواعها.
وتعود فكرة إنشاء المتحف لعام 1835، حيث أصدر محمد علي باشا اوامرة بإنشاء مصلحة للآثار لوقف السلب والنهب للآثار المصرية، ومنع إرسالها إلى المدن الأوروبية من قبل القناصل الأجانب وتوقف المشروع لوفاة محمد علي ونتيجه الاضطرابات التي حدثت بعد وفاته.
وأمر الخديوي عباس الأول عام 1848، بنقلها الى قلعة صلاح الدين وفى عام 1805، أمر الخديوي سعيد بإنشاء هيئة الآثار المصرية لحماية الآثار المصرية من السرقة وعين له اوجست مارييت وقام بتجميع القطع الآثرية ونجح في اكتشاف مقبرة كنوز الملكة “إياح حتب “وتحمس الخديوي توفيق للإنشاء متحف للآثار المصرية وقد تم البدء في عصر الخديوي إسماعيل وافتتح للزيارة للمرة الأولى عام 1863 وسمي دار الآثار القديمة والانتكخانة.
وفي عام 1878 حدث فيضان للنيل وسبب ذلك في إحداث أضرار بالغة للمتحف ولم يعد مناسبا وفي سنة 1809 ميلادي، تم نقل المتحف إلى إحدى قصور الملك إسماعيل بالجيزة وبدأ العمل بالمتحف في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1897 وانتهى سنة 1901 ، وتم الافتتاح 15 نوفمبر 1902 وصمم المتحف على الطراز المعماري حيث تعجب كثير من اختلاف الطراز المعماري اليوناني والروماني والفرنسي للمتحف وتم الحفاظ على الطابق الفرعوني في التصميم الداخلي للمتحف .