انطلقت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الدولى 23 للاتحاد العام للآثاريين العرب السبت 7 نوفمبر برئاسة الدكتور محمد الكحلاوى رئيس الاتحاد وبحضور الدكتور عمرو سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية ولفيف من علماء الآثار والإعلاميون وعشاق الآثار فى مصر وكافة ربوع الوطن العربى الذين تابعوا المؤتمر أون لاين والذين حالتهم الظروف الحالية من حضورهم إلى المؤتمر بمقر الاتحاد بالشيخ زايد وقدم الجميع خالص العزاء فى وفاة عالم المصريات الدكتور على رضوان رئيس الاتحاد العام للآثاريين العرب السابق وقدم فيلمًا وثائقيًا عن حياته وإنجازاته.
وصرح الدكتور محمد الكجلاوى بأن المؤتمر يأتى فى ظروف صعبة على تراث أمتنا العربية المهدد بالخطر فى فلسطين من مخاطر الحفر العشوائي من قبل الاحتلال الإسرائيلي على الحرم الخليلى وبخاصة حفر قبور الأنبياء واستمرار أعمال الحفر العشوائى المدمر من قبل سلطة الاحتلال فى الحرم القدسى مما يهدد بانهياره فى أى لحظة كما حذرنا مرارًا وكان للاتحاد السبق فى تحديد مساحة الحرم القدسى الحقيقة والتحذير من العبث بها وتستمر الأعمال مستغلين انشغال العالم بجائحة كورونا.
وأضاف الدكتور الكحلاوى أن المخاطر شملت مخاطر بشرية للآثار اللبنانية جرّاء انفجار بيروت وما يتهدد آثار سوريا ولبنان ومخاطر طبيعية لما أصاب آثار السودان من السيول وما يتهدد آثار مصر من أعمال الحفر خلسة الذى انتشر بجنون وزادت حدته بعد عام 2011 وفى وسط هذه الغيوم تخرج بارقة أمل دائمًا فى حرص هذا الجمع العظيم من الآثاريين العرب على حماية الآثار والتراث فى بلداننا العربية بكل السبل تتمثل فى الإنجازات الأثرية بمصر وكافة بلدان الوطن العربى والالتفاف حول الاتحاد العام للآثاريين العرب بيت العرب للآثار والتراث والثقافة والمعرفة وقد بلغت جوائز الاتحاد ربع مليون جنيه سنويًا لكل من لهم عطاء بارز وإسهامات متميزة فى خدمة الآثار والتراث.
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير المكتب الإعلامى للاتحاد العام للآثاريين العرب بأن كلمة الدكتور محمد الكحلاوى رئيس الاتحاد تضمنت الإشادة بالدور الكبير الذى تقوم به الحكومة المصرية من خلال وزارة السياحة والآثار وبخاصة الاكتشافات الأثرية الأخيرة التي شكّلت حدثًا محليًا وإقليميًا ودوليًا كبيرًا غير مسبوق في مجال التنقيب على أيدى خبراء مصريين من بعثات المجلس الأعلى للآثار، إلى جانب ترميم وتأهيل عددًا كبيرًا من المواقع الأثرية، وكذلك افتتاح ثلاثة متاحف شرم الشيخ وكفر الشيخ، والمركبات الملكية وتوفير كافة الإمكانات للمتحف الكبير ومتحف الحضارة والتي تمثل صروحًا ثقافية عالمية جديدة، وذلك على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي أحدثتها جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي مما يؤكد أن مصر قادرة على أن تعطى وتنجز في أصعب الأوقات والظروف بعزيمة أبنائها.
كما تضمنت ظروف الهيكلة الأخيرة للاتحاد العام للآثاريين العرب والتى تمت باتفاق كل المؤسسين وأيدها كل أعضاء الاتحاد فى مصر وكافة الدول العربية عبر الفيديو وأنه لم يكن راغبًا فى تولى رئاسة الاتحاد بعد الدكتور على رضوان وقام بترشيح الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصارى من المملكة العربية السعودية والذى اعتذر عن قبول المنصب.
وأضاف الدكتور ريحان بأن كلمة الأمين العام للاتحاد العام للآثاريين العرب الدكتور يوسف مختار الأمين من السودان فيديو أشارت إلى مسيرة الاتحاد ودور الأستاذين الجليلين الدكتور على رضوان والدكتور محمد الكحلاوى وأشاد بوقوف الدكتور على رضوان بجانب السودان دائمًا فى قضايا الآثار والتراث ومنها تأيده لتسجيل آثار مروى تراث عالمى باليونسكو عام 2011 وتم تكريمه بالسودان عام 2012 وخرجت طائرة خاصة تابعة لرئاسة الجمهورية لتقل الدكتور على رضوان ليشاهد آثار مروى بنفسه واقترح أن ينظم الاتحاد ورش عمل فى الآثار والحضارات ونشر الوعى بقيمة الآثار والتراث يتم تضمينها فى برامج التعليم ما قبل الجامعى ببلداننا العربية ومراجعة كتب التاريخ والتربية القومية بالمناهج التعليمية فى ضوء التوجهات التعليمية والتكنولوجيا الحديثة.
ونوه الدكتور ريحان إلى أن كلمة الدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية أشارت إلى العلاقة بين اتحاد الجامعات العربية والآثاريين العرب التى بدأت منذ عام 1995 والتى تم توثيقها منذ سبتمبر الماضى وأيد ترشيح الدكتور محمد الكحلاوى لرئاسة الاتحاد وأن الاتحاد هو الممثل الفعلى والحقيقى للآثار وخلق رؤية موحدة بين الآثاريين وتنشيط الدراسات والبحوث فى الوطن العربى وطالب بتسجيل العديد من المواقع بالوطن العربى تراث عالمى باليونسكو حيث تبلغ المواقع الحالية 83 موقع فقط والتوسع فى إنشاء المتاحف حيث تبلغ 1000 متحف فقط منها 200 متحف فى مصر وإيجاد صيغ تفاهم بين الاتحاد والوزارات والهيئات والمؤسسات المعنية بالآثار والتراث بالوطن العربى للتصدى بالأدلة العلمية لكل محاولات التشويه والتدمير وإبراز معالم الحضارة بالوطن العربى.
وأشار الدكتور ريحان إلى كلمة الدكتور أسامة النحاس ممثل منظمة الإيسيسكو والتى تضمنت إطلاقها لبرنامج التدريب عن بعد فى مجالات الثقافة عامة ومنها التراث وتبث على موقعها الإلكترونى استخدام تطبيقات الذكاء الصناعى وإدارة التراث المغمور بالمياه والتراث غير المادى وخصصت مليون دولار لترميم متاحف الدول الأعضاء خاصة المتضررة بفعل السيول فى السودان وأعلن استعداد الإيسيسكو للتعاون مع الاتحاد العام للآثاريين العرب لتوحيد الجهود لحماية التراث.
وتابع الدكتور ريحان بأن كلمة الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام لمنظمة الإليكسو تضمنت الإعلان عن فتح منبر تفاعلى بالمنظمة لتوفير مساحة حوار مع كل المهتمين بالثقافة والمتاحف والخبراء لتقديم تصوراتهم حول الأوضاع الحالية للآثار والتراث وتشخيصها لتقديم المساعدات اللازمة.
بينما تضمنت كلمة الدكتور فاروق الباز فيديو الإشادة بجهود الاتحاد وتعاونه مع مركز فاروق الباز للإستدامة والدراسات المستقبلية بالجامعة البريطانية فى مصر وأشاد بمجهودات الدكتور أحمد راشد فى حملة حقوق حضارة لبناء حضارة.
وأوضح أن كلمة الدكتور محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى بوزارة الثقافة تضمنت الدعوة إلى إصدارات مشتركة مع الاتحاد العام للآثاريين العرب وتم البدء بتراث الزمالك وجارى استكمال سيوة وجاردن سيتى والقاهرة الخديوية.
وأكد الدكتور أحمد جابر شديد رئيس جامعة الفيوم رئيس الاتحاد العام للآثاريين العرب بأن جامعة الفيوم يشرفها استضافة مؤتمر الآثاريين العرب الرابع والعشرون بجامعة الفيوم.
