رحل عن عالمنا اليوم فنان قدير، يُعد من بين فناني زمن الفن الجميل المعدودين على أصابع اليد الواحدة، فقد كرس حياته لخدمة الفن، كان من رواد الفن الراقي الأصيل، أحب التمثيل وبدأ مشواره الفني مباشرة بعد تخرجه من الدراسة الجامعية.
ظهر على الساحة الفنية في بداية مطلع الثمانينيات، وعمل بالسينما والتلفزيون والمسرح والراديو وشارك في أعمال أصبحت الآن تراثًا للفن المصري الأصيل.
له أعمالًا فنية خلدت أحداث حرب نصر أكتوبر المجيد، الذي علم الأجيال غير المعاصرة للحرب، عدد البطولات التي حققها “المقاتل” الجندي المصري حتى استطاع استرداد آخر شبر من أرض سيناء.
هذا الفنان الذي صنع نجومية لنفسه من نوع خاص، لم يشارك في أعمال تحمل إسفافًا، كان راقيًا بفنه وهذا عكس ما نراه اليوم من بعض فناني الجيل الحالي الذين يسعون “وراء” الربح المادي أو مجرد التواجد على الساحة الفنية.
ولقيمة هذا الراحل وفنه الراقي أرادنا أن نبحر و نبحث لمعرفة سيرته الذاتية و مشواره الفني الحافل بالأعمال الفنية المتميزة لكي نخلد ذكراه العطرة أنه الفنان والممثل القدير “محمود ياسين”.
ولكي نتعرف على الأوسمة والمناصب التي تقلدها الراحل و لنتعرف أيضًا على علاقته القوية بزوجته الفنانة شهيرة ومدى حبها له، الذي عبرت عنه من خلال أربع كلمات فقط دونتهم عبر حسابها الشخصي بالفيسبوك يوم رحيله وكيف تدخل الفنان الراحل أحمد زكي بطريقة راقية لكي يتم ارتباطهم.
و لنتعرف على ما رواه الراحل لأول مرة عن حكايات و سينما حرب أكتوبر في حواره الخاص بجريدة “وطني”.
اسمه بشهادة الميلاد :
محمود فؤاد محمود ياسين
ولد في يوم ٢ يونيو عام ١٩٤١ م
بمدينة بورسعيد
وعن بداية محطات حياته :
كان والده موظفًا في هيئة قناة السويس، وكانوا يعيشون في فيللا تملكها شركة القناة فحينما قامت ثورة يوليو وصدرت قرارات التأميم لهيئة قناة السويس حيذاك في 1956آلت ملكيتها إلى الشعب فكان والده فخورًا بالثورة ولذلك تربى في نجله هذا الشعور الوطني .
وبعد انتهاء دراسته من المرحلة الثانوية ذهب محمود ياسين للإقامة في القاهرة ليلتحق بجامعة عين شمس وتحديدا كلية الحقوق، وطوال سنوات دراسته كان حلم التمثيل يراود فكره ووجدانه خصوصًا المسرح القومي
بداية مشواره الفني :-
فبعد تخرجه مباشرة من الجامعة تقدم ياسين لمسابقة في المسرح القومي وجاء وفاز بالمركز الأول في ثلاث تصفيات على التوالي وكان الوحيد في هذه التصفيات المتخرج من كلية الحقوق وفي ذاك الوقت نفسه تسلم قرارًا تعيينه من القوى العاملة، وجاء عمله في بورسعيد بشهادته الجامعية وهو الوحيد في دفعته الذي يعين في موطنه الأصلي، ورغم حبه لمدينته إلا أنه لم يتصور فكرة الابتعاد عن المسرح، حتى اتخذ قرار رفض التعيين الحكومي الذي كان حلم كل شاب مصري حينذاك.
وعاش في انتظار تحقيق ذاك الأمل حتى وقعت حرب 1967
حياته الاجتماعية :
محمود ياسين متزوج من الفنانة الممثلة المصرية شهيرة، وأنجبا في مارس 1978 الممثل عمرو محمود ياسين.
و في مارس 1972 أنجبا الممثلة رانيا محمود ياسين والتي تزوجت الممثل المصري محمد رياض.
وعن مسيرته الفنية :
له تاريخ حافل من الأعمال في السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة. وتميز عن بقية زملائه بالوسط الفني بصوته الرخيم وأدائه في مخارج وكلمات اللغة العربية، لذلك أوكل له أداء التعليقات بصوته في المناسبات الوطنية والرسمية، كما أدى أدوارًا قوية في المسلسلات الدينية والتاريخية والوطنية.
بدايه مشواره المسرحي وتقديم استقالته :-
تم تعيين محمود ياسين في المسرح القومي، بدأ رحلته في البطولة من خلال مسرحية “الحلم” من تأليف محمد سالم وإخراج عبد الرحيم الزرقاني، بعدها بدأت رحلته الحقيقية على خشبة “المسرح القومي” حتي استطاع بموهبته تقديم أكثر من 20 وتولى خلال هذه الفترة تولى إدارة المسرح القومي لمدة عام ثم قدم استقالته.
أبرز أعمالها التي قدمها عبر خشبة المسرح:-
وطني عكا.”عودة الغائب”.”واقدساه “.”سليمان الحلبي”.”الخديوي (مسرحية)”.”الزير سالم (مسرحية)”.”ليلة مصرع جيفارا”.”ليلى والمجنون”.
مشواره السينمائي بدأ بأدوار صغيرة حتى وصل لأكثر من ١٥٠ عملًا :-
بدأ مشواره السينمائي بأدوار صغيرة من خلال أفلام الرجل الذي فقد ظله،القضية 68، شيء من الخوف وحكاية من بلدنا، حتى جاءته فرصة البطولة الأولى من خلال فيلم “نحن لا نزرع الشوك” مع شادية ومن إخراج حسين كمال، ثم توالت أعماله السينمائية ليصل رصيده السينمائي لأكثر من 150 فيلما حصد خلالها لقب “فتى الشاشة الأول”.
كان يحظى باحترام وتقدير جمهوره وزملائه الفنانين.
الجوائز والأوسمة التي حصدها :-
حصل على أكثر من 50 جائزة في مختلف المهرجانات في مصر وخارجها وكلها جوائز لها أهميتها عنده فقد حصل على:
جوائز التمثيل من مهرجانات طشقند عام 1980.ومهرجان السينما العربية في أميركا وكندا عام 1984. ومهرجان عنابة بالجزائر عام 1988.حصل على جائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975.جائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية عام 1980
المناصب التي تقلدها محمود ياسين :-
.اختير رئيس تحكيم لجان مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1998ورئيس شرف المهرجان في نفس العام إلى جانب توليه منصب رئيس جمعية كتاب وفناني وإعلاميي الجيزة، كما حصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان التلفزيون لعامين متتالين2001، 2002.تم اختياره عام 2005 من قبل الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة
كيف بدأت قصة حبه من الفنانة شهيرة :-
بدأت قصة حب النجم الراحل محمود ياسين وزوجته الفنانة شهيرة من أول نظرة أمام الكاميرا أثناء تصويرهم لفيلم “صور ممنوعة” عام 1972؛ ونشأت بينهما في كواليس هذا الفيلم قصة الحب التي امتدت لمدة ستة أشهر هي مدة تصوير الفيلم، وقبل نهاية تصوير الفيلم.
ماذا كتبت على حسابها الخاص زوجته الفنانة “شهيرة”يوم وفاته، فقد كانت الفنانة شهيرة ومحمود ياسين علاقة حب قوية يندر وجودها في الوسط الفني؛ عبرت عن حزنها لرحيله بأربع كلمات فقط عبر حسابها الخاص بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” :”رحل حبيب عمري خلاص”.
كيف تدخل الفنان الراحل أحمد زكي بصورة راقية لكي يتم ارتباطهم :-
ذكرت الفنانة شهيرة في أحد اللقاءات الحوارية، أن أحمد زكي هو من تدخل في بداية علاقتها بمحمود ياسين وسأله عن طبيعة علاقته بشهيرة، خوفا منه على صديقته وابن بلده بمحافظة الشرقية مدينة الزقازيق، وهو من شجع محمود ياسين على التقدم لخطبة شهيرة والزواج منها، وبعد أشهر قليلة من الخطوبة تم زفاف محمود ياسين على شهيرة؛ لتدوم علاقتهما معا لقرابة خمسين عامًا.
الأعمال الفنية التي جمعت الراحل وزوجته شهيرة :-
تعاون الزوجان محمد ياسين وشهيرة في عدد أربع أفلام فقط هم: أنا وابنتى والحب عام 1974، وشقة في وسط البلد عام 1975 وضاع العمر يا ولدى عام 1978. وفيلم عصر الحب عام 1986. وثلاث مسلسلات هى: القرين وميراث الغضب واليقين.
حدث كسر في العلاقة الزوجية ثم عاد قويًا مرة أخرى :-
في عام ١٩٩٢ قررت شهيرة الاعتزال وارتداء الحجاب، والتفرغ لرعاية أسرتها، وتظل علاقة زواجها بمحمود ياسين قائمة لما يقرب من نصف قرن.
ولم يعكر صفو العلاقة بينهما سوى طلاق لمرة واحدة، ولكن عاد الزوجان سريعا لبعضهما والذى اعتبرته شهيرة نجاحا كبيرا لهذه العلاقة، على الرغم من تعطيلها عن حياتها الفنية.
كيف أعلنت الفنانة شهيرة عن مرضه ومنعت أولادها من رويته :-
أعلنت في إحدى البرامج الفنانة المعتزلة شهيرة، مرض زوجها الفنان الراحل محمود ياسين، واصفة أنه مرض «ملوش علاج»، وذلك الشهر قبل الماضي من وفاته، حيث قالت الفنانة شهيرة خلال مداخلة هاتفية، مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج «التاسعة»: «الحالة مش بتتحسن، ربنا موجود مش عارفة هنعمل إيه، الواحد بيقول يا رب تعدي الأزمة، الموضوع إنه ملوش علاج، ربنا يرفع عنه ويشفيه».
وأضافت شهيرة: «حالته ساعات تبقى إلى حد ما الواحد يتقبلها، وساعات أتهز أوي، ولادي يقولوا لي يا مامي ما إحنا عارفين تطورات الموضوع، عشان أنا ملزماه باستمرار أي تفصيلة ولو صغيرة بتأثر معايا، أنا بس بتمنى من ربنا الحالة متدهورش، لو حتى هتثبت على كده أنا راضية، يعني حتى هقول الحمد لله حسه في الدنيا».
وتابعت شهيرة: «محدش بيدخل عندي نهائي من 5 أشهر، عمرو قالي أنا عايز أشوف أبويا قولتله أنت مخالط، قال ما إحنا لازم نعيش الحياة وموضوع كورونا مطول وناخد بالإجراءات الاحترازية، قولتله أوك مقولتش حاجة بس من بعيد، بخليهم شوفوه وهما لابسين الكمامة من بعيد أوي أوي، رانيا سمحت لها إمبارح تشوفه من بعيد، يعني كانت هي في الجنينة وإحنا في الليفينج جوا».
كيف هددت زوجة الراحل مروجي شائعات وفاة زوجها :-
قالت الفنانة شهيرة في شهر أغسطس الماضي من خلال مداخلة هاتفية في أحدي البرنامج إنها ستتقدم ببلاغ للنائب العام بحق مروجي شائعاتخبر وفاة الفنان الكبير محمود ياسين عبر المواقع المختلفة، معقبة: «لازم يحمونا ويحموا رموز الدولة».
وأضافت أن مروجي شائعات وفاة الفنان محود ياسين «بياكلوا عيش من ورانا»، متوجهة برسالة: «يجب ألا يتلاعبوا بينا وبأعصابنا وعيب ما يحدث». مستطردة: «مش مصدقة الناس دي ملهمش رابط لازم يشفولهم حل».