هل تمنع الحشمة متحرشا عن تحرشه؟ هل يعكس غطاء الرأس الذي نشأت عليه معظم فتيات الصعيد في تسعينيات القرن الماضي,ورعا وأخلاقا,والتزاما دينيا لدي الفتاة أم أن الأمر مجرد عادة؟تلك أسئلة تتعلق بواقعة منع الطفلة ريم صلاح ابنة السيدة لمياء لطفي, من دخول المدرسة, لأنها مكشوفة الرأس,وإجبارها علي ارتداء الحجاب في المدرسة ,لأنها مكشوفة الرأس,وإجبارها علي ارتداء الحجاب في المدرسة الإعدادية بحجة أنها مدرسة مشتركة وهو أمر غاية في الغرابة ويثير علامات استفهام لا حصر لها.
بدأت الواقعة حينما عادت ريم من مدرستها وملء نفسها الترويع خائفة ألا تذهب مرة أخري إلي هناك لأن معلمتها قالت لها إن لم تأت بالحجاب لن تدخلي إلي المدرسة,وهكذا تعرضت ريم للإجبار علي ارتداء الحجاب في مدرسة بلبيس للغات بمحافظة الشرقية.وهي مدرسة حكومية دون النظر لديانتها أو عمرها الذي لم يتعد 13عاما,فلا يهم شيء سوي تنفيذ النظام,فهذا هو نظام المدرسة كما قالت المعلمة غير أن والدة الطالبةريم أبدت اعتراضا علي إجبار ابنتها علي الحجاب وقامت بسؤال مديرة المدرسة عن أسباب فرضه, وأن غطاء الرأس له دلالات أبعد من كونهزيا رسميا للمدرسة وكان السؤال عير تطبيقواتس آب الذي مكن لمياء من تسجيل الحوار وإثبات الاجبار وبالتالي التقدم بالشكوي, وبدأت لمياء في التصعيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأعلنت ما دار في الحوار موضحة أن الرسائل السلبية التي تم تصديرها لأهالي الطالبات هي أن الحجاب جزء من الزي المدرسي البسيه في المدرسة وأقلعيه بره المدرسة لأننا مدرسة مشتركة ,مش هاندخلك المدرسة من غيره, ماما مش موافقة مش مشكلتنا حلي مشكلتك مع أمك.
تلك الرسائل تعكس جريمة في حق الأنثي منذ نعومه أظافرها تتجرع فيها كيف يكون الخنوع ملاذا آمنا, وكيف تقايض حريتها بحقوق أخري مثل الحق في التعليم,وكيف يكون الخضوع لكل صاحب سلطة,وأنها لا حق لها في جسدها, وأن الملابس هي التقييم الوحيد لأخلاق الفتاة التي تختلط بزملاء من الجنس الآخر,وأن المدرسة مكان للأخلاق المؤقتة وخارجها فلتفعل ماتريد حتي لو لم تؤمن به وأن قيود المجتمع والصور الذهنية النمطية التي يفرضها المد السلفي هي صورة المرأة الصحيحة, وعداها فجور هذا هو المغزي الحقيقي للرسائل.
أدركت والدة ريم الرسائل الخبيثة وصعدت الأمر ورغم تدخل المجلس القومي للمرأة ومطالبته لوزير التربية والتعليم بالتدخل حرصا علي الحق في التعليم دون تمييز خاصة أن المدارس الحكومية تضم مسيحيين مع المسلمين فماذا ستفعل المدرسة في المسيحيات؟هل ستجبرهن أيضا علي ارتداء الحجاب؟أم تمنعهن من التعليم؟! لكن اللافت أن الوزير قام بالرد علي المجلس القومي للمرأة, بأن ما حدث ليس ظاهرة متجاهلا مايجري في صعيد وريف مصر من فرض للحجاب تحت اسم العادات والتقاليد لتغطية الرأس وهي عادات اندثرت منذ عقدين تقريبا وتجاهل الوزير أيضا وجود قرار إداري سابق صادر عن مديرية التعليم بالشرقية حول مخالفة فرض الحجاب علي الطالبات بالمدارس فهل التهوين منهج لتمريرالمخالفات التي ترتقي لدرجة الجرائم فهي لن تخدم سوي المد السلفي لن تخدم العملية التعليمية ولا التنوير ولا محاربة التطرف, ولا حقوق المساواة فماذا عن التزام الدولة بموجب الدستور والاتفاقيات الدولية للمرأة والطفل بضمانة حقوق المواطنة بلا تمييز علي أساس الجنس أو الدين للجميع؟
يا سيادة الوزير عرفناك حازما صارما خلال أزمة كورنا وتقاطعها مع ضرورات التعليم, هذه الواقعة لا تقل أهمية وخطورة فإن لم يتم إنزال العقاب بالمخطئ سوف يستشري الأمر ولن يمكن السيطرة عليه لاحقا لأن تدارك الخطأ في بدايته سهل لكن الانتظار طويلا لحين اتخاذ إجراء قد يقلب موازين الأمور ويحوله المغرضون إلي أنه حرب علي الدين والأخلاق ودعوة لخلع الحجاب وتشجيع للفتيات علي ما يجافي الحشمة وحينها ستكون الموجة أقوي من أن تواجه بقرار,فالضعفاء يغرقون في موجات الوحشية المستندة للفضيلة.