نظمت نقابة أطباء السويس برئاسة الدكتور تامر البوهى نقيب الاطباء بالمحافظة ندوة ثقافية، تحت عنوان (بطولات أطباء السويس تحت الحصار في اكتوبر٧٣).
تناولت الندوة ملامح حصار الـ 100 يوم فى السويس و الدور البطولى الذى قام به اطباء السويس و التمريض، اثناء الحرب فى هذة الفترة، كما رواها الدكتورطلعت عز الدين استشاري العظام و الدكتور ابراهيم عفيفي استشاري النساء و الدكتور ادوار يوسف استشاري القلب و الدكتورياسر ايوب الكاتب الصحفى والإعلامي و الناقد الرياضي و سيدة مبارك نقيب التمريض بالسويس.
الذين عايشوا هذة الفترة و تحديدا ثغرة ” الدفرسوار ” التى تمكن خلالها العدو الاسرائيلى من محاصرة محافظة السويس والهجوم عليها يوم 24 أكتوبر إلا ان فدائيى المدينة البواسل قاتلوا العدو الاسرائيلى ومنعوه من الدخول اليها إلى ان فرض العدو عليها الحصار حتى 29 يناير 1974 اي الفترة التي حاول فيها الجيش الإسرائيلي بإستماته اقتحام السويس دون جدوي، و شهدت العديد من الأحداث البطولية لاطباء السويس البواسل و التمريض و المقاومة الشعبية.
بدأت الندوة بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية و أدار الندوة الدكتور غريب جلال نصر استشاري الحميات و هو الشاعر الطبيب الذى ربط بين فقرات الندوة بثلاث قصائد شعرية كانت الأولى، بعنوان ” التصريح ” عباره عن ديالوج بين مواطن يريد تصريح لدخول السويس والموظف الذى يريد منه بياناته الخاصه و القصيدة الثانية بعنوان ” البيان ” و الثالثه بعنوان ” العودة “.
و قال الدكتورطلعت عز الدين استشاري العظام انتدبت للعمل بمستشفى السويس العام اثناء حصار السويس فى اكتوبر 1973 و تم تقسيم الأطباء الى مجموعات لتناوب العمل داخل المستشفى العام و لكن سرعان ما اندلعت الاشتباكات بدخول 32 دبابة و مصفحة للعدو الاسرائيلى واسفرت الاشتباكات عن 24 جثة يهودى و قمت بحصرهم انا و الأطباء و الممرضين، و أضاف قائلا سلمت للحاخام اليهودى الجثث مقابل السماح بدخول الطعام و السماح بخروج ما يقرب من 500 جريح من السويس للعلاج بالقاهرة بعد تلقيهم احسن رعاية تحت ظل الحصار.
و يروى انه استطاع ان يعبئ 60 جركن مياة صالحه للشرب من نبع ” سيدى الغريب ” ويعطى كل من معه كوبا يشربه حتى اطلق عليه ” طلعت جركن “.
ويتذكر التفاصيل قائلا بدأنا العمل فى العمليات بدون تعقيم او تخطيط نظرا للظروف الصعبة التى كنا نمر بها فى ظل عدم وجود اى امكانيات نتيجة الحصار ومع ذلك لم يحدث اى حالة غرغرينا لاى مصاب فكانت رعاية الله معانا و العناية الالهية تحيط بينا فى كل وقت ويتذكر قائلا ارض مستشفى السويس العام كانت مليئة بالجرجى و المصابين وطلبت من اليهود سرعة احضار اكياس الدم من القاهرة وكان الأطباء والممرضين يتبرعون بدمائهم، و ذات يوم كان مريض يحتاج عملية جراجية ولم يجدوا فصيلته، و على الفور قمت بفك تعقيمى و تبرعت له بالدماء و اجريت له العملية.
ويضيف الدكتور عز الدين ان الصليب الأحمر احضر لنا 30 اسطوانة اوكسجين لكن المنظم لم يعمل فصناعته المانى و مالدينا صناعته انجليزى ففوجئنا باحد الجرحى، وكان يعمل خراط حديد يعرض علينا بحل المشكله و رغم اصابته استطاع الذهاب الى ورشته و تصنيع عدد من اللاكورلتشغيل منظمات اسطوانات الأوكسجين
هذة هى الروح الجميلة التى كنا نعيش بها تحت الحصار و بعد الحصار انشائنا جمعية ” صمود السويس ” انا و بعض زملائى فى عام 1975 ومازالت تقدم خدماتها حتى الان لاهل السويس الكرام، كما انشائنا ” دار الندى ” لتحفيظ القرأن الكريم للاطفال ومازلنا نقدم على قدر استطاعتنا لشعب السويس الكريم.
و روى الدكتور ابراهيم عفيفي استشاري النساء و المدير الاسبق لمستشفى السويس العام الخطوط العريضة لايام الحصار على مدينة السويس عام 1973 و فى شهر يوليو كان نظام العمل بين الاطباء 15 يوم عمل فى السويس و 15 يوم اجازة بالتناوب مع الزملاء من الأطباء و فى هذة الفترة تلقى مكالمة تلفونية تخبره ان وزير الصحة فى طريقه الى مستشفى السويس العام و بالفعل حضر و تفقد غرفة العمليات و سأل عن الاحتياطى من الأدوية، و أكد انه سيرسل عدد من الاسرة يتم وضعها داخل المستشفى العام و فى يوم 4 اكتوبر جاءت كميات كبيرة من اكياس الدم و كانت هناك مستشفى طوارئ بالقرب من الكيلو 109 مجهزة بـ 36 سرير و غرفتان عمليات و حضرت مجموعات من الاطباء من القاهرة لمساندة السويس فى مختلف التخصصات و قاموا بدور بطولى فى علاج المصابين و الجرحى فى ظل نقص الامكانيات و التعقيم.
و بدأ الدكتور ادوار يوسف استشاري القلب و المدير الاسبق لمستشفى السويس العام حديثة بالتعبير عن حبة للسويس و السوايسه.
وعندما تخرج من كلية الطب اختار ان يعمل بالسويس وكان الدكتور محمد ايوب فى ذلك الوقت مديرعام الصحة بالسويس واصفا الدكتور ايوب بالوجه الملائكى المحب للجميع واخبرته السكرتارية بالتوجه الى الدكتور ايوب لاخذ خطاب التعيين و التوجه الى السويس، كان ذلك فى شهر سبتمبر 1973 وبالفعل تم التوجه الى مستشفى السويس العام قائلا هذا المكان الذى تربيت فيه من طبيب صغير حتى سن المعاش.
وقال الدكتور إدوار اثناء فترة الحصار على مدينة السويس كانت الظروف صعبه وكانت مستشفى السويس العام فيها حوالى 2000جريح و عندما تفاوضوا لاخلاء الجرحى من المستشفى العام و تم توزيع الجرحى على مستشفيات مصر وكل مصاب معه التقرير والاشاعات الطبيه الخاصه بحالته دون اى حالة غرغرينا و قال وزير الصحة وقتها ان ما حدث فى مستشفى السويس العام نجمة فى تاريخ الطب على مر الحروب.
و يتذكر الدكتور ادوار يوسف هذه الايام قائلا كنت انا و زميلى الدكتور مجدى نجيب فى اجازة لكى نعود للعمل بالتناوب وينزل زملائنا من اخوتنا المسلمين اجازة لقضاء عيد الفطر بعد شهر رمضان وكان هذا ترتيب الدكتور ايوب ولكن عند عودتنا من الإجازة وجدنا الطريق مغلق و ممنوع ندخل السويس وعندما تحدثنا مع الضباط و اكدنا على ضرورة تواجدنا بالمستشفى العام دخلنا عن طريق وادى حجول و طلعنا على طريق السخنه و فى طريقنا فوجئنا بسيارة بها يهود تحاول ايقافنا ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك.
وعندما دخلنا مستشفى السويس العام كانت طرقات المستشفى و العيادات الخارجية عبارة عن مراتب و عليها جرحى لا تقل عن 600 جريح وكانت مهمتى الاهتمام ورعاية الجرحى فى العيادة الخارجية.
ويواصل الدكتور ادوار حديثه قائلا عندما دخل اليهودمن ثغرة ” الدفرسوار ” كنا نعمل مثل الماكينه لا نعرف الليل من النهار وعندما نلجأ للنوم بعد ان تخار قوتنا ننام فى اى ركن فاضى و كانت توزع مياه الشرب علينا فى زجاجات الجلوكوز الفارغه نأخذ 300 سم مياه و فى يوم 24 اكتوبر بليل صاعدنا الى السكن نبحث عن يقايا الخبز الناشف لكى نأكله مبلل بالمياه.
وأشار الدكتور إدوار إلى ان السبب فى عدم معرفة الناس ما تم داخل السويس هو رفض الرئيس السادات الاعتراف بحصار السويس سياسيا.
وروى الدكتورياسر ايوب الكاتب الصحفى والإعلامي و الناقد الرياضي ونجل الدكتور محمد ايوب مدير عام الصحة بالسويس اثناء حرب اكتوبر و الحصار على مدينة السويس.
قائلا كانت بداية الحكاية من خلال 6 خطابات من والدى الدكتور محمد ايوب والتى كان يتحدث الينا خلالها عن السويس ومصر قبل ان يسأل علينا او يطمئنا عليه ولم يحكى عن نفسه و البطولات التى يقوم بها مع زملائه الاطباء خلال الحرب والحصار فى القيام بعملهم مواصلين الليل بالنهار بأقل الامكانيات.
واشار الدكتور ياسر ايوب الى انه تم اختيار والده الدكتور ايوب ليكون رئيس بعثة الحج ولكنه رفض ورد على الوزير قائلا انا لن اترك السويس ولن اترك زملائى و ساكون أخر واحد يطلع من مستشفى السويس العام.
وقال الدكتور ياسر ان مندوب الصليب الاحمر عندما دخل مستشفى السويس العام بعد الحصار أكّد ان ما حدث هو معجزة طبية بكل المقاييس و رشحوا الاطباء التى كانت تعمل فى هذه الفترة العصيبة لاخذ جائزة نوبل .
وأكدت سيدة مبارك نقيب التمريض بالسويس ان التمريض ضربوا اروع الامثلة و التضحيات اثناء حرب اكتوبر و فترة الحصار على السويس الباسله ولا يوجد فرق بين رجل وسيدة كلنا كنا واحد و عيشنا وقت عصيب جدا ولكن تغلبنا عليها واشتغلنا بروح الفداء.
ومن جانبه الدكتور تامر البوهى نقيب الأطباء بالسويس اننا تواصلنا مع الدكتور ياسر ايوب نجل الدكتور محمد ايوب مدير الصحة فى وقت الحصار على السويس و مع الاطباء الذين تواجدوا و عملوا فى مستشفى السويس العام اثناء الحصارو شعرنا بالحب عندما تحدثنا معهم لكشف دورهم البطولى اثناء الحرب و تاريخهم النضالى فى الحصار و ورفع الحث الوطنى للجيل الجديد.
و فى نهاية الندوة تم توزيع درع نقابة الاطباء على الابطال من الجيش الابيض اطباء السويس تقديرا لدورهم البطولى فى حرب اكتوبر وحصار المدينه الباسله السويس.