(1) اجلس واسكت!!
ذهبت لزيارة عائلة من أصدقائي, وفوجئت عندما دخلت البيت فوجدت معظم الأنوار مطفأة, والبيت شبه معتم, وكل أهل البيت يجلسون صامتين حول التليفزيون يتابعون أحداث أحد المسلسلات وكأنهم لم يشعروا بدخولي.. وتذكرت ما قاله العلماء من أن التليفزيون يقتل العلاقات الاجتماعية, ويضعف الرابطة بين أفراد الأسرة, ويقلل قدرة الإنسان علي الحوار والتفكير.
لكنني فوجئت بصوت ببغاء, كان هو الوحيد الذي تكلم.. قال في لهجة الأمر بصوته المضحك: اجلس, واسكت, ودعنا نتابع البرنامج!!.
(2) أعظم حادث!
أعلنت إحدي شركات السكك الحديدية في إنجلترا, عن حاجتها إلي عامل إشارة. تقدم للاختبار شاب كان يهمه الحصول علي تلك الوظيفة, فسأله مدير الشركة: تصور أنك كنت تعمل عند تقاطع للخطوط الحديدية, ورأيت قطارين مقبلين بسرعة شديدة في اتجاهين مضادين, يوشكان علي التصادم, فماذا تصنع؟, أجاب الشاب: أطلق صفارة الإنذار. سأله مدير الشركة: لنفترض أن الصفارة كانت معطلة. أجاب الشاب: أرفع راية حمراء, وألوح بها لكي أوقف القطارين. قال المدير: لنفترض أن الوقت كان ليلا, بحيث تتعذر رؤية الراية الحمراء؟. قال الشاب: إذن أحرك بيدي مصباحا.
سأله مدير الشركة: لنفترض أنه لم يكن لديك مصباح!. قال الشاب: في هذه الحالة, أدعو الصحفيين!! في دهشة شديدة سأله مدير الشركة: تدعو الصحفيين؟! ولماذا؟!. قال الشاب: لكي يشاهدوا أعظم حادث تصادم يمكن أن تقع عليه أبصارهم!!.
(3) أغنية قبل النوم
جلست مايسة في سريرها, وقالت لوالدتها: أرجو يا ماما أن تغني لي أغنية قبل النوم.. أنا لا أحس بالنعاس. عندئذ غنت والدة مايسة أغنية جميلة رقيقة لابنتها. وعند انتهاء الأغنية, قالت مايسة, التي ظلت لا تحس أبدا بالنعاس: هذه أغنية جميلة جدا يا ماما.. أرجو أن تغني لي أغنية أخري. عندئذ غنت والدة مايسة أغنية ثانية, ثم ثالثة ورابعة..
وكان والد مايسة يجلس في غرفة الصالون, فبدأ يشعر بالحيرة. قال لنفسه: لماذا تأخرت زوجتي في العودة من غرفة مايسة؟! لقد قالت لي, منذ نصف ساعة, إنها ستعد لنا طعام العشاء! ودفعه قلقه إلي القيام بهدوء, والذهاب إلي غرفة مايسة. وكم كانت المفاجأة غريبة, عندما رأي زوجته مستغرقة في النوم في سرير ابنته!!
وشاهدت مايسة والدها, فوضعت إصبعها علي فمها تحذره من إحداث أي صوت. ثم اقتربت منه بخفة, وقالت وهي تمسك يده لتبعده عن غرفة نومها: لنخرج بهدوء يا بابا.. لقد غنت لي ماما أغاني كثيرة جميلة, جعلتها تستغرق بسرعة في النوم!!..
(4) الحمار وكلب الماء
كانت توجد في غابة مساحة خالية من الأشجار, تنمو في وسطها شجرة تفاح جميلة ذات فاكهة شهية. ذات يوم جاء حمار يجري علي الأرض الخالية, لكنه لم يكن ينظر أمامه, فاصطدم بالشجرة.. وكانت الصدمة شديدة, فآلمته جدا. امتلأ الحمار بالغضب, فذهب إلي حافة النهر, حيث يسكن أحد كلاب الماء المشهورة بقدرتها علي قطع الأشجار بأسنانها لتصنع منها السدود, فتحجز الماء في مجراه وترفع مستواه.
قال الحمار لكلب الماء: هل تعرف يا صديقي تلك الأرض الخالية وسط الغابة, التي تنمو بها شجرة تفاح؟ قال كلب الماء: طبعا أعرفها.. قال الحمار: أرجو أن تصنع لي معروفا.. اقطع تلك الشجرة بأسنانك الحادة.
قال كلب الماء: لماذا أفعل ذلك؟ قال الحمار: لقد اصطدم رأسي بها.. انظر كيف تورم.. إنه ورم مؤلم كبير. سأله كلب الماء: وأين كانت عيناك؟ أجاب الحمار: لماذا تسأل مثل هذه الأسئلة؟! لقد كنت أنظر إلي ناحية أخري.. أرجو أن تذهب وتقطع تلك الشجرة. قال كلب الماء: لكنني لا أرغب في ذلك.. إن شكل تلك الشجرة جميل وسط الأرض الخالية.
غضب الحمار: ماذا حدث لك؟ هل أصبح قطع شجرة أمرا صعبا بالنسبة إليك؟ أجاب كلب الماء في هدوء: ليس صعبا, لكنني لا أريد أن أفعل ما تطلبه مني. صاح الحمار: لماذا؟ أجاب كل الماء: لأنني إذا قطعت الشجرة, فإنك ستصطدم بالجذع. قال الحمار: يمكنك أن تحفر, وتقتلع الجذع أيضا. قال كلب الماء: إذا فعلت هذا, ستسقط في الحفرة مكان الجذع, وتكسر رجلك. صاح الحمار في دهشة: ولماذا يحدث كل هذا؟ أجاب كلب الماء: لا لشيء إلا لأنك حمار, لا تريد أن تنظر أمامك عندما تجري أو تسير!.
Email: [email protected]