يذكر التاريخ، أن الأمراء الأغنياء فى العصر ” المملوكى” كانوا يقومون بتجهيز الموائد وإرسالها إلى الفقراء ، حيث كانوا يفتحون أبواب التكايا والحانات لاستقبال الفقراء وعابري السبيل ، فضلا عن تقديم إعانات و رواتب لطلاب العلم والأيتام ، ومع تغير المكان والزمان، وتحديدا بقرية غرب أسوان النوبية الشهيرة، التى تقع على إطراف مدينة أسوان الساحرة، حافظ أبناء النوبة على عادات وقيم النبل والشهامة التى توارثوها منذ القدم وزمن الأجداد، بعد ان حرصوا على تقديم الطعام لعابري السبيل والوافدين، داخل أحد الأماكن التى أطلقوا عليها ” التكية” أملا فى الأجر والثواب رغم قسوة الظروف الإجتماعية والإقتصادية.
أبناء النوبة ومعهم ومؤسسة ” رزق” أطلقوا مبادرة خيرية مؤخرا، تحت عنوان << تكية مصر>> لإطعام المحتاجين والفقراء وتقديم الإعانات الإجتماعية.
يقول أحمد صايم منسق المبادرة، أن أبناء اسوان بشكل عام، وأبناء النوبة على وجه الخصوص، يشتهرون، دائما بقيم النبل والكرم فى إطعام العابرين للطرق والمسافرين، وإغاثة الغريب فى عادة طيبة يحافظون عليها، حيث تبنى الجميع، وقبلهم مؤسسة ” رزق” الخيرية، التى تتنشر بفروعها على مستوى محافظات مصر، فى إعداد وجبات جاهزة لتقديمها مطهية وساخنة للفئات المحتاجة، داخل قرية غرب أسوان، و للفقراء، و العاملين فى شوارع أسوان والمغتربين ممن دعت ظروفهم الإجتماعية تواجدهم وعملهم داخل أسوان، ومرافقى المرضى بالمستشفيات فى إطار تحقيق التكافل الإجتماعى مع هذه الفئات.
ومشيرا إلى انه تم تجهيز موقع بنجع الحمداب بقرية غرب اسوان، تم إختياره بعناية شديدة، لتجهيز وجبات الطعام المطهية والساخنة، أطلق عليه ” التكية” حيث يتسابق الجميع فى طهى وتقديم الوجبات، للفئات المستهدفة، فى حدود 500 وجبة يوميا، أملا فى الجزاء والثواب من عند الله، كما يتم على هامش مبادرة تكية مصر، تقديم مساعدات مالية للمحتاجين بشكل اسبوعى، كما تقام ندوات وحفلات وأنشطة ثقافية وفنية، ودورات حرف بيئية للمترديين من أجل الطعام
مطالبا أهل الخير ورجال الأعمال والجميع، بتقديم الدعم والمساعدة للقائمين على المبادرة الإجتماعية، لضمان الإستمرار فى تقديم المساعدات والطعام للمحتاجين من أبناء أسوان، ومن أجل تحويل المبادرة وموقع التكية إلى مركز .اشعاع إنساني وحضاري في المنطقة.