لآلئ للحياة من أمثال سليمان الحكيم
هذه الستة يبغضها الرب, وسبعة هي مكرهة نفسه: عيون متعالية لسان كاذب, أيد سافكة دما بريئا, قلب ينشئ أفكارا رديئة, أرجل سريعة الجريان إلي السوء, شاهد زور يفوه بالأكاذيب, وزارع خصومات بين إخوة
(أمثال 6:16-19)
زارع خصومات بين إخوة
قدم لهم مثلا آخر قائلا: يشبه ملكوت السماوات إنسانا زرع زرعا جيدا في حقله. وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زوانا في وسط الحنطة ومضي. فلما طلع البنات وصنع ثمرا, حينئذ ظهر الزوان أيضا. فجاء عبيد رب البيت وقالوا له: يا سيد, أليس زرعا جيدا زرعت في حقلك؟ فمن أين له زوان؟ فقال لهم: إنسان عدو فعل هذا. فقال له العبيد: أتريد أن نذهب ونجمعه؟ فقال: لا لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وأنتم تجمعونه. دعوهما ينميان كلاهما معا إلي الحصاد, وفي وقت الحصاد أقول للحصادين: اجمعوا أولا الزوان واحزموه حزما ليحرق, وأما الحنطة فاجمعوها إلي مخزني (مت13:24-30).
الله الخالق من محبته للبشر خلق العالم وأوجد التنوع في الخليقة, فقد خلق التنوع بين النباتات, فهناك النباتات المتسلقة, والنباتات الأرضية.. كذلك خلق التنوع بين الحيوانات, فنجد الحيوانات الوحشية والحيوانات الأليفة, وغيرها.. خلق أيضا التنوع بين البشر, فهناك جنس أسود, وجنس أبيض, وشعوب ضخمة.. خلق تنوع اللغات.. كذلك التنوع بين الألوان وبين المعتقدات..
لقد صارت الطبيعة وخليقة الله ويد الخالق العظيم تقوم علي أساس التنوع. هذه سمة إلهية أوجدها الله في حياة البشر, ولأن هذا التنوع موجود نقول عن التنوع إنه غني, فلو تخيلنا أن الحياة كلها لون واحد فهذا شيء غير مقبول, وإذا تخيلنا أن كل البشر يستخدمون شيئا واحدا أو كلهم لون واحد, فهذا يكون شيئا مملا, إن التنوع خلق من أجل جمال الحياة.
علاج الخصام:
1- خذ المسيح كمثال:
الذي قيل عنه: لا يخاصم ولا يصيح, ولا يسمع أحد في الشوارع صوته (مت12:19). هذه الوصية جميلة جدا وواضحة جدا, فيجب أن يتم كل شيء في هدوء.
2- ازرع المحبة:
نحب كل من نتعامل معهم في حياتنا اليومية, نحب بني وطننا والأجانب والغرباء, نحب المختلفين معنا سواء من جنس آخر أو أديان أخري أو ثقافات أخري أو طبقات اجتماعية مختلفة, اجعل قلبك متسعا لكل أحد.
3- التواضع:
يقول القديس دوروثيئوس: إن المتواضع لا يغضب من أحد, ولا يغضب أحدا.
المتواضع يأتي بالملامة علي نفسه, لا يفترض باستمرار أنه علي حق, وأن من يعارضه علي باطل, ولا مانع لديه من أن يتنازل عن رأيه إن ثبت له أنه خطأ.
4- اقتن الحكمة:
الحكيم حين يتكلم أو يعمل فهو لا يحرج أحدا ولا تجده إلا ساعيا إلي صنع السلام. تعلم كيف تقتني الحكمة واطلبها باستمرار في علاقاتك وصلواتك ليعطيها الله لك كل يوم.
5- اصنع السلام:
ضع أمامك عبارة السيد المسيح: طوبي لصانعي السلام, لأنهم أبناء الله يدعون (مت5:9), صلي دائما وقل: يا ملك السلام أعطنا سلامك, قرر لنا سلامك, واغفر لنا خطايانا, هناك علاقة بين السلام وصنع السلام, وبين الخطية وحياة الخطية.
6- تجنب الغضب:
لا تسرع بروحك إلي الغضب, لأن الغضب يستقر في حضن الجهال (جا7:9).
هدوء النفس والتحكم في الأعصاب واللسان يعطي فرصة للتحقق بدلا من الغضب والخصام.
7- اتساع القلب:
كن واسع الصدر, طويل البال. لقد قيل عن سليمان الحكيم: وأعطي الله سليمان حكمة وفهما كثيرا جدا ورحبة قلب كالرمل الذي علي شاطئ البحر (1مل4:29).
8- الاحتمال:
الكتاب يقول: فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء, ولا نرضي أنفسنا (رو15:1).
إننا نري أخطاء الناس كل يوم, ولابد من التعايش معهم بأخطائهم ونحتمل تصرفاتهم, فالسيد المسيح قبل الخطاة وتعايش معهم.
9- اللطف والتسامح:
يقول بولس الرسول: كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض, شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضا في المسيح (أف4:32).
التسامح هو أن نقبل الاختلاف والمقارنة والتنافس دون أن نحول الأمر إلي النقد والتجريح والخصام مع الآخر.. هو قبول لضعف الآخر, واستعداد دائم لمسامحته علي أخطائه.
10- التفاهم:
هو أسلوب جميل, يزيل الخصام.