تغيير تاريخي تشهده منطقة الشرق الأوسط مع إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة تطبيع العلاقات مع إسرائيل ومن بعدها مملكة البحرين, ومن يدري فقد تعلن دولة أو أكثر اللحاق بقطار التطبيع في الأفق القريب.
فالثابت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعي جاهدا لضم أكبر عدد من الدول العربية التي لا تمانع في توقيع اتفاق سلام وتعاون مع إسرائيل وذلك لترجيح كفته في الانتخابات الرئاسية القادمة في الثالث من نوفمبر المقبل والفوز بولاية ثانية.
الحدث تاريخي بامتياز فمن ذا الذي كان يتوقع أن تخترق إسرائيل الصف العربي وتعقد اتفاقيتي سلام مع الإمارات.. والبحرين بعد عقود علي اتفاقيتي السلام مع مصر والأردن.
وأيضا غير مفاجئ بالمرة للمراقب السياسي, فدول الخليج تطبع العلاقات منذ سنوات طويلة بماتب تمثيل تجارية تعمل ليل نهار وزيارات متبادلة علي استحياء حتي جاء الوقت بتشجيع إدارة الرئيس ترامب فكان الإعلان عن التطبيع.
البعض يرفض التجربة وفي الصدارة الفلسيطنيون, حيث أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل طعنة في ظهر القضية الفلسطينية.
بعدها غيرت القيادة الفلسطينية من لهجتها العدائية بتصريحات مفادها أن السلطة تحرص علي العلاقات الأخوية مع الدول العربية علي قاعدة الاحترام المتبادل ووجوب تمسك الأشقاء العرب بالمبادرة العربية السلام كما جاءت عام .2002
والتصريح الهادئ الأخير جاء بعد الغضب الذي عبر عنه مجلس التعاون الخليجي عن مخالطات صدرت عن قيادات فلسطينية.
في تصريح للدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية البحرين قال: إن الحقوق الفلسطينية من أهم الثوابت العربية.
وإن إقامة علاقات دبلوماسية بين البحرين وإسرائيل تتماشي مع توجهات المملكة لنشر ثقافة السلام في العالم, وخلق فرص أفضل للشعب الفلسطيني.
لكن التفسير الأكثر واقعية جاء علي لسان الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي بقوله: إن التطورات المتسارعة في المنطقة مؤشر واضح علي ضرورة مراجعة استراتيجيات لم تؤت بثمارها, وأن البدايات الجديدة تحمل في طياتها فرصا حقيقية لحلول سياسية تعزز الأمن والاستقرار, وأنها ضرورة للعبور من الجمود إلي التحرك الإيجابي دون تغيير الأهداف, ترامب أعلن أن هناك خمس دول أخري بالمنطقة سوف تلحق بقطار التطبيع فهناك قطر وسلطنة عمان والسعودية وباكستان والمغرب.
حتي السودان أيضا مرشح للحاق بقطار التطبيع وإن كان رئيس الوزراء للحكومة الانتقالية عبدالله حمدوك أفلت من المطب السياسي بحجة أن الحكومة الانتقالية ليست ذات صلاحيات لإبرام اتفاق سياسي.
لكن السودان بحاجة لتعويض الفشل السياسي الذي أحدثه حسن البشير بامتداد عقود خسر خلالها السودان الكثير وخرج من معادلة المجتمع الدولي والآن يسعي للعودة بقرارات شجاعة علي الصعيدين الداخلي والخارجي.