… بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم
(يو 15 : 16)
يذكر تقليد كنيستنا القبطية أن العناية الإلهية رتبت لهذا القديس المذكور وهو الأنبا يوحنا القصير أن يذهب لافتقاد القديسة التائبة بائيسة بعد أن قضت الكثير من حياتها في الخطيئة وظل ذلك لفترات طويلة. ولكن الله الذي يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون أرسل هذا القديس أحد شيوخ البرية بحثا عن خلاص نفسها من الخطيئة والشر.
حينما تقابل معها بدأ كلامه بصلوات خاشعة تغمرها دموع حارة, فرق قلبها متأثرا بدموع هذا الشيخ البار والوقور, وعزمت علي الفور علي حياة النقاوة والتوبة. وإذ أمسي الليل نامت بعيدا عنه, وحين قام هذا القديس يصلي تسبحة نصف الليل رأي الملائكة يحملون روحها في عامود من النور صاعدا إلي السماء, وإذ اقترب إليها رأي أنها قد ماتت.
فصلي صلوات حارة لكي يدرك أمرها, وحينذاك سمع صوتا يعلمه أن توبتها قد قبلت في اللحظة التي عزمت فيها علي ترك حياة الشر.
إن هذه التوبة ثمرة من ثمار الإيمان الذي لهذا القديس صاحب هذا التذكار, من ثمار إيمانه أيضا طاعته لمعلمه الأنبا بموا الذي أعطاه عودا يابسا قائلا له: ازرع هذا العود, وبأثر عنايته به صار بعد وقت قصير شجرة مثمرة.
يحل تذكار نياحته الجمعة القادمة الموافق العشرين من الشهر القبطي بابة, والتصويرة المنشورة توضح بدقة تفاصيل ما ذكرته.
e.mail: [email protected]