فوجئت يوم الأحد الماضي أن هناك دعوة للثورة تم الحشد لها من عدة جهات ـ نعلم مرجعيتهاـ من أجل الاعتراض علي أوضاع البلد واستدعاء روح ثورة يناير بما فيها من مطالب علي شاكلة (ارحل ـ يسقط الفساد ووو… إلخ).
توجست وانتظرت لكي أعرف أخبار الثورة لكن لا حس ولا خبر, ولم أجد سوي اجتهادات شخصية لتحويل بعض دعوات قلة من الأفراد إلي ثورة وتجمعات ومطالبات ولكن لم أسمع شعارات ولم أر لافتات أو تجمعات أو حشودا ومر اليوم هادئا صامتا.
منذ عام 2013 عقب فض اعتصام رابعة وجماعة الإخوان وأعداء الوطن يتمنون هذه اللحظة التي يخرج فيها الشعب في تجمعات ليثور علي الأوضاع ونعود ثانية إلي فوضي الثورات وفوضي الاعتصامات, فوضي تعطيل عجلة الحياة وتعطيل الاستثمار.
وفي الوقاع من حق الحاقدين أن يستشيطوا غضبا عندما يرون بلادنا تنهض من جديد وتنجز المشروعات, وتجتذب الاستثمارات.. تنهض في مجالات حيوية كما في الصحة والتعليم بعد أن كنا فقدنا الأمل في تطوير هذين القطاعين علي وجه التحديد ولكننا شاهدنا حملات توعية مثل القضاء علي فيروس سي وحملات 100 مليون صحة لكل مواطن, شاهدنا أيضا إدارة أزمة كورونا وبروتوكول وزارة الصحة لكل من طاله الفيروس اللعين واستعداد البلد بأكبر مستشفي ميداني علي أحدث تقنية طبية أقيم علي أرض المعارض بالتجمع الخامس, أما علي مستوي قطاع التعليم فنري محاولات للقضاء علي الدروس الخصوصية وتطوير مناهج التعليم والنهوض بمستوي الطلاب.
هذا بالإضافة إلي تطوير البنية التحتية للطرق والكباري وإنشاء مدن جديدة وتطوير منظومة العشوائيات وغيرها الكثير من مناحي الحياة, ودعني أقول عزيزي القارئ إذا كنت متفائلا وترصد نصف الكوب المملوء ستجد ما سبق بداية انطلاق.. أما إذا كنت تنظر لنصف الكوب الفارغ فاسمح لي أن أقول لك أنت وحدك الخاسر الأكبر ولتسير القافلة كيفما تسير وتنهض وتقوم رغم حقد الحاقدين.
قد يستخدم أعداء الوطن ـ وهم معروفون ـ حرب الشائعات والحرب النفسية وهو ما يحاوله دعاة الثورة المزعومة من بث شائعات ومعلومات مغلوطة وتصدير الجانب المظلم ليتصدر المشهد وبالتالي يجتذب مريدين لهم, لكن في الواقع انتهي الدرس وتعلم الشعب أن يصبر وأن يفرز الخطابات والرسائل الموجهة لهم فأخطاء الماضي تعلموا منها ولن يعودوا خطوة إلي الخلف.