عمرك فكرت إيه المثير في الأسرار؟ ليه الناس عينيها تُبرق كده لما حد يقول لها “على فكرة ده سر ماقلتهوش لحد غيرك؟” وإيه إحساس التَمَيِّيُز لما تبقى قاعد في مكان مليان ناس وحد بيحكي حاجة مش مفهومة قوي أو مش بيذكر كل تفاصيلها وبعدين عينك تيجي في عينه ومن غير كلام تفهموا بعض لإنه قايل لك السر ده؟
هل جرَّبت يكون عندك أسرار مع ملك الملوك ورب الأرباب؟ هل اختبرت الحديث العميق اللي من غير كلام اللي بتستقبله بروحك وكأنه مَيِّزك إنت لوحدك بالإعلان ده؟
من قُريِّب كنت باقرا كتاب رائع اسمه Power of the Blood لكاتب باحب اقراله قوي اسمه بوب سورجي. قال حاجة فرقت معايا جداً ونوَّرت في عينايَّا الفكرة دي. عارفين لما الواحد يكون حاسس بحاجة ومش عارف يحطها في كلام أو يديها إسم؟ هو ده كان شعوري لما قريت كلامه. قال إن “الكلمة” ليها معنايين باللغة اليونانية: “لوجوس” Logos و “ريما” “Rhema”. وبالرغم من إنهم الإتنين معناهم واحد لكن في فرق بسيط بينهم باين في اللغة اليونانية. “لوجوس” هي كلمة الله اللي أوحى بيها لأناس كتبوها واتجمعت وبقيت هي الكتاب المقدس اللي في ايدينا. (وكمان “الكلمة” بتطلق على الرب يسوع). فانت لما بتقرا الكلمة بتكون تاني شخص استقبلها بعد اللي أوحى بها له. لكن Rhema هي الكلمة اللي بيعلنها لك إنت الله مباشرة في قلبك وكأنك أول واحد بيستقبلها. إعلان خاص وشخصي وكأنه سر مُباح به ليك إنت أولاً. حد قادر يحس بقيمة حاجة زي كده؟ حد جرَّب إحساس الخصوصية وإنت قاعد ساكت كده في محضر ابوك السماوي وييدأ هو في إرسال إعلانات وتوضيح حاجات وشرح معضلات وتكون إنت اللي بتستقبلها منه مباشرة؟ وحتى وإنت بتقرا الكلمة (second hand) لو جاز التعبير، وتبص تلاقي فيها معاني ماقالهاش الكاتب اللي هو أصلاً استقبلها في الأول ونقلها؟حاسة في ناس مبتسمة وهي بتقرا لإنها جرَّبت ده. اختبرت وذاقت ال “Rhema” في حياتها وفِي علاقتها مع سيد الكون. وحاسة في ناس تاني بتقول في نفسها “الله. ده أكيد إحساس روعة ونفسي أجربه”. وعارفين؟ أنا حاسة إن ابويا السماوي هو كمان فرحان قوي بإدراكنا ده. أصله هو كمان بيحب الأسرار وبيحب أكتر إنه يشاركها مع حبايبه الطالبين وجهه واللي قاعدين متلهفين مترقبين نبضات قلبه جواهم وفرفرة قلبهم اللذيذة وهو بيوشوش سر من أسراره في آذانهم.
بأشهد، وعن اختبار، إنه مفيش أروع من استفرادك بيه في أوضتك المغلقة أو في حتة فيها هدوء أو طبيعة جميلة بتتكلم لوحدها عن عظمته وجلاله وحبه اللي خلاه يخلق كل ده علشان يمتع بيها حبايبه الغاليين قوي على قلبه. وتلاقي نفسك عمَّال تستقبل في همسات خاصة منه لولاده اللي عينهم وقلبهم عايشين مترقبين رسايله المكتوب عليها “خاص جداً “.
“سِرُّ ٱلرَّبِّ لِخَائِفِيهِ ، وَعَهْدُهُ لِتَعْلِيمِهِمْ.” (مزمور ١٤:٢٥).
“وَأُعْطِيكَ ذَخَائِرَ ٱلظُّلْمَةِ وَكُنُوزَ ٱلْمَخَابِئِ، لِكَيْ تَعْرِفَ أَنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي يَدْعُوكَ بِٱسْمِكَ …” (إشعياء ٣:٤٥).
“ٱلسَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا، وَٱلْمُعْلَنَاتُ لَنَا وَلِبَنِينَا إِلَى ٱلْأَبَدِ، لِنَعْمَلَ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ ٱلشَّرِيعَةِ.” (تثنية ٢٩:٢٩).