رحلت عن عالمنا اليوم فرخندة حسن، أمين عام المجلس القومي للمرأة سابقا، عن عمر ناهز 90 عاما وهى شخصية نسائية فريدة، أثرت في الحياة العامة والسياسية بجهدها وعلمها الغزير، وأخذت على عاتقها قضايا المرأة المصرية وعملت بجهد ومثابرة وحرفية عالية لإزالة العقبات والتحديات التى تواجهها ودعمها للحصول على حقوقها .
والدكتورة فرخندة حسن من مواليد القاهرة عام 1930، وهى سياسية وأكاديمية مصرية، والأمين العام للمجلس القومي للمرأة، تعمل أستاذ دكتور جيولوجيا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
حاصلة على بكالوريوس علوم من جامعة القاهرة، قسم كيمياء جيولوجيا، 1952م، دبلوم علم النفس والتربية، 1953، ماجستير جيولوجيا من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، 1966م، دكتوراة في الجيولوجيا من جامعة بيتسبرغ بالولايات المتحدة، 1970م، حاصلة على وسام الفنون والعلوم من الدرجة الأولى، 1980م .
المراكز التي تولتها
تولت منصب أستاذة الجيولوجيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالاضافة الى عضو بمجلس الشعب للفترة من 23 يونيو 1979م وحتى 20 مارس 1984م، وعضو بمجلس الشورى للفترة من 1986 وحتى 1989م ورئيس اللجنة البرلمانية للتنمية البشرية، عضو بالمجلس البرلماني الأورومتوسطي.
بالإضافة إلى عضوية الشبكة البرلمانية للبنك الدولي، وعضو بالمكتب السياسي وهو أعلى مستوى لاتخاذ القرار بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم برئاسة السيد رئيس الجمهورية.
كما كانت أول أمين عام المجلس القومي للمرأة، وعضو مجلس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، عضو المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي التابع لرئاسة الجمهورية وهي رئيس مشارك للمجلس الاستشاري للنوع الاجتماعي التابع للجنة الأمم المتحدة للعلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية وعضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية عن جمهورية مصر العربية .
دورها العلمى :
وكانت أول امرأة في العالم تناولت صخور القمر بالبحث وحصلت على الدكتوراة في الجيولوجيا من جامعة بيتسبرج بالولايات المتحدة عام 1970، فهي ثاني امرأة تدرس الجيولوجيا في كلية العلوم بجامعة القاهرة، بقسم جيوكيمياء، كما حصلت على وسام الفنون والعلوم من الدرجة الأولى عام 1980. وتقلدت منصب رئيس مشارك سابق للمجلس الاستشاري للجنة الجنس النوعى بالأمم المتحدة.
تعيين المرأة قاضية
أعربت عن تخوفها من تحول توصية مجلس الدولة برفض تعيين المرأة قاضية إلي قرار وقالت إنه يسيء إلي سمعة مصر في الخارج ويعمل علي إحداث شوشرة دون أي داع.
فكرة إنشاء المجلس القومي للمرأة
كانت فرخندة حسن أول من فكر في إنشاء المجلس القومي للمرأة عام ٢٠٠٠، كما أنها أسست الجمعية العلمية للمرأة المصرية، لتسخير المعلومة العلمية لإفادة الفلاح والقرى الفقيرة.
وتذكر في أحدى حوارتها، أن فكرة المجلس جاءت لها عندما كانت تعمل مع السيدة سوزان مبارك في متحف الطفل، وذكرت لها أنها شاهدت مركزًا للمرأة في الخارج، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مجلس فى مصر، وبعد مرور عام كامل تم تدشين المجلس القومي للمرأة، وكانت السفيرة ميرفت التلاوى أول من تولي رئاسة المجلس .
اراء وانتقادات :
أكدت الدكتورة فرخندة حسن، الأمين العام السابق للمجلس القومي للمرأة، وأستاذة الجيولوجيا بالجامعة الأمريكية، أثناء مشاركتها في التصويت في التعديلات الدستورية العام الماضى ، إن التصويت واجب وطني، لافتة إلى أن المرأة المصرية حصلت على كافة حقوها وعليها أن تمارس واجباتها بالتصويت على التعديلات الدستورية.
كما واجهت انتقادات عديدة من جميع الطوائف حول تصريحاتها بشأن السيداو من أن مصر قد وقعت على هذه الاتفاقية بالرغم من أنها تخالف الشريعة الإسلامية والدستور المصري، حيث كشفت بعض مواد هذه الاتفاقية عن بعض الأمور المخالفة للشريعة والشبيهة بوضع المرأة في الغرب، ومنها أخذ الزوجة نصف ثروة زوجها في حالة الطلاق، والاستغناء عن مسألة وكيل الزوجة عند الزواج، والمساواة في الميراث وغير ذلك من الأمور الشائكة، إلا أنها كانت ترد علي المعارضين لها بأن مصر تحفظت علي ما يخالف الشريعة والقانون.
رأيها في دور حرم الرئيس
في إحدى حواراتها أكدت أن لابد لحرم الرئيس أن يكون لها دور فى التنمية، وعندما كانت نائبة فى مجلس الشعب، تقدمت باقتراح أن حرم الرئيس يكون لها اختصاصات وظيفية، ولكن غير حكومية، وهذا أمر متعارف عليه منذ بدء الدولة الإسلامية، ولكن لابد من تقنين تلك الاختصاصات وتحديدها لكى لا تتهم بتدخلها فى إدارة شئون الحكم.
كتاباتها
عكفت فرخندة حسن، على الكتابة يومياً حتى خرج كتاب (نبذة عن تاريخ العلم)، وبعدها كتاب (سنوات تحت القبة)، ثم كتاب (الكون ذلك المجهول الذى يحتوينا)، وتأليف كتاب آخر يتناول بروز بدايات التكنولوجيا منذ عصور مصر القديم.