رصد الآثارى الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية دراسة للباحثة الكندية (أليسيا ماكديرموت) تؤكد علاقة شوربة البلطى بزيادة الخصوبة من خلال دراسة بقايا مومياء بشرية مصرية يعود عمرها لأكثر من خمسة آلاف عام بصعيد مصر.
وأوضح الدكتور حسين دقيل أن العلماء استطاعوا
رؤية آخر محتويات الوجبة الغذائية الأخيرة التي تناولها صاحب المومياء، والتي كانت
عبارة عن حساء مكون من الشعير والبصل الأخضر والبلطي وقد كان البلطي غذاءً أساسيًا
عند المصريين القدماء كما كان واحدًا من أهم القرابين التي يقدمونها للمعبودات وقد
ظهرت صور الأسماك والشباك وهي بالنيل كثيرًا في الفن المصري القديم ووجدت على
جدران المعابد والمقابر وكذا في العديد من اللوحات كما وجدت أيضا محنطة حيث قدسها
المصريون
ويشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات
الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار إلى أن سمك البلطي ارتبط بالولادة وإعادة الحياة ولذا كان شكلها يُرسم أحيانا في أكفان الموت علاوة
على ذلك تم ربط البلطي بالمعبودة حتحور، معبودة الحب والجمال والمرأة ورمز الخصوبة
كما كان المصريون القدماء يرتدون تمائم على شكل سمك البلطي في محاولة لزيادة
الخصوبة لديهم، ويمكن تفسير هذا الارتباط من خلال سلوك البلطي فصغار أسماك البلطي
تسبح في فم الأم بعد وقت قصير من الفقس أو عندما يقترب الخطر منها، وبعد انتهاء
الخطر يخرج الصغار من فم أمهم، وربما اعتبر المصريون القدماء هذا الظهور على أنه
معجزة وولادة غير طبيعية.
ويضيف الدكتو ريحان من خلال الدراسة أن
الشعير كان المكون الرئيس الآخر في هذه الوصفة وقد كان محصولًا رئيسًا عند
المصريين القدماء لعمل الخبز وكذا البيرة، وكانوا يعتقدون أن غذاءهم الصحي لا
يكتمل إلا بتناول خبز الشعير والبيرة وربما كان البلطي في مصر القديمة غير البلطي
الحالي، لكن الوصفة التي وجدت بداخل بقايا المومياء التي تم العثور عليها يدل على
أنه تم طهي الشعير والبلطي باستخدام كل محتوياته، بما فيها العظام والزعانف. وربما
تكون هذه الوصفة أكثر استساغة، بالنسبة للطاهي الحديث