تحدث يسوع مع تلاميذه والجموع عن مثل الزارع الذي خرج ليزرع, منتظرا الثمر من كل نوع من الاراضي, و المثل و ان كان يتكلم عن قبول الانسان لكلمة الرب في حياته الا انه يشير ايضا بصورة او اخري الي اختلاف و تنوع البيئات التي تخدم فيها الكنيسة في كل العالم, فالكنيسة قد تخدم مناطق حضرية يسكنها الموظفون, و قد تخدم في مناطق صناعية اغلب سكانها من العمال, او مناطق زراعية , او مناطق اغتراب .. الخ من مجتمعات الخدمة المختلفة التكوين و المختلفة الاحتياجات في ذات الوقت… و علي الكنيسة كام ان تخدم في كل منطقة و تسدد احتياجات الرعية فيها … و هذه بعض الامثلة .
1. الكنيسة في مناطق الموظفين تخدم قطاعات عريضة من المتعلمين الذين ربما تضطرهم الظروف للسكن بعيدا عن بلادهم الاصلية, و في هذه المناطق تظهر صعوبة ضعف انتماء هذا القطاع من الرعية لكنيسة المنطقة و انتمائهم بالاكثر لكنيسة مكان نشأتهم, لذلك علي الكنيسة في هذه المناطق ان تهتم بتاكيد انتماء الرعية لها و ذلك عن طريق تكليفهم ببعض الخدمات ليؤدوها للكنيسة, و هذا يساعد فيزيادة انتماء الرعية لكنيستهم الجديدة, بالاضافة الي ضرورة الاهتمام باللقاءات الروحية و الاهتمام بخدمةالافتقاد و خدمة الانشطة كخدمة النادي او الحضانة و خدمة الاغابي الخ من الخدمات التي تساعد علي تجميع الرعية.
2. المناطق الريفية و هذه المجتمعات تحتاج من الكنيسة ان تكون اكثر قربا من اولادها في حياتهم اليومية تساعد في تنمية قدراتهم و معارفهم الزراعية, و الاهتمام بتوعيتهم و حل مشاكلهم, و كثير من مجتمعات الريف في مناطق الوجه البحري قد تعاني من قلة كثافة الرعية في تلك المناطق التي ربما يعيش فيها عدد من الاسر التي لا تزيد عن عدد قليل, و ربما في بعض المناطق الرعوية يشكل هذا القطاع الذي لا تتوفر له كنائس مبنية اكثر من نصف الرعية !!! لذلك تحتاج الكنيسة في هذه المناطق ان تهتم بخدمة المذابح المتنقلة, كما تهتم بخدمة تنمية البسطاء من محو اميتهم و تعليمهم بعض الحرف, و تنمية المرأة الريفية .. الخ من الخدمات, مع ملاحظة ان هذه المجتمعات البسيطة هي مجتمعات اكثر استجابة لانها تعيش بالايمان في الله الذي ينمي غلاتهم و يقود حياتهم بمعونته و نعمته في سقوط الامطار و تنمية الزروع الخ
3. خدمة المناطق و المجتمعات العمرانية الجديدةو هي مناطق متعددة الثقافات, و الرعية التي تسكنها تكون مختلفة الطبقات الاجتماعية و مختلفة المعارف و مستويات الثقافة, و في هذه المناطق تحتاج الكنيسة ان تراعي اختلاف المستويات الثقافية في كل خدماتها, كما تحتاج ان تهتم بخدمةالافتقاد و خدمة الحضانات لرعاية الاطفال الرضع للامهات العاملات في تلك المناطق
4. مجتمعات الاغتراب و هذه نوع اخر من مجتمعات الخدمة, فيها قد تغترب الرعية للدراسة في الجامعات او يغترب الفتيان و الفتيات قي سن المدارس الثانوية او الاعدادية لعدم وجود مدارس في مناطق سكناهم, وقد يغترب البعض بحثا عن الرزق فيترك ارضه في اقاصي الصعيد ليتغرب في مناطق اخري زراعية اوفر حظا في الانتاج, و في هذه المناطق تحتاج الكنيسة الي تكثيف الخدمة الروحية و الاهتمام بشرح الايمان ببساطة و وضوح, و تثبته في قلوب الرعية حرصا من الانزلاق في فخ الصداقات الرديئة او محاولات التشكيك في الايمان.
5. مجتمعات الشواطيء و هي خدمة المناطق الساحلية التي تستضيف اعداد كبيرة من المصيفيين و تحتاج الي تنظيم خدمات روحية و اجتماعية مناسبة لهم في تلك المناطق… تحافظ علي روحياتهم و تحفظهم من الالتجاء لاماكن غير امينة للترفيه.
6. اخيرا خدمة المناطق العالية الكثافة السكانيةو هي في الاغلب مناطق عشوائية ضيقة تحتاج ان تعتني الكنيسة فيها بخدمة النوادي لتتجنب ظاهرة اللجوء الي الشوارع للترفيه و اللعب بما تحمله من مخاطر الانحراف و الاندماج في صداقات رديئة.تؤدي الي العديد من المشاكل الاجتماعية و الروحية في المستقبل.
نعلم انه جهد رعوي مضاعف علي كل الكنائس و الخدام .. الا انها ضرورة لنربح اولادنا في كل المجتمعات.